أحلام أسرة عراقية تتحطم على صخرة "قرار ترامب"

 

 

القاهرة، (أربيل) العراق- رويترز

انتظر فؤاد سليمان وأسرته عامين للحصول على تأشيرة للاستقرار في الولايات المُتحدة فباعت الأسرة بيتها وترك أفرادها أشغالهم ومدارسهم في العراق قبل أن يبدأوا يوم السبت رحلتهم لبدء حياة جديدة اعتبروها مكافأة لهم على العمل لحساب مؤسسات أمريكية.

لكن سليمان وزوجته وأولادهم الثلاثة مُنعوا يوم السبت من ركوب الطائرة التي ستنقلهم من مطار القاهرة إلى نيويورك. فقد أصبحوا فجأة ضحايا للحظر الجديد الذي فرضه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على سفر مواطني سبع دول غالبية سكانها من المُسلمين إلى الولايات المتحدة.

صودرت جوازات سفر الأسرة المذهولة واحتجز أفرادها في مطار القاهرة أثناء الليل وأجبروا على ركوب طائرة عائدة إلى مدينة أربيل في شمال العراق صباح أمس الأحد.

وقال سليمان لرويترز هاتفياً من مطار القاهرة "أشعر بأنني أخطأت في حق زوجتي وأولادي. أشعر وكأنني السبب فيما أصابهم من فزع."

ووصل سليمان وأسرته إلى مطار أربيل الدولي في حالة معنوية سيئة وهو يتعجب من توقيع ترامب وثيقة دمرت أحلامه في لحظة رغم أنَّ كل أوراقه سليمة.

وقال سليمان إنه كان يعمل بشركة للمستحضرات الطبية قبل أن يُغادر العراق لكنه عمل في مشروعات تمولها مؤسسات أمريكية مثل إدارة المساعدات الأمريكية في السنوات التي أعقبت اجتياح العراق واحتلاله.

وتقدمت الأسرة بطلب للحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة في سبتمبر أيلول عام 2014 مع تدهور الأوضاع الأمنية في العراق وسيطرة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات كبيرة من البلاد وارتكاب عمليات قتل جماعية.

وكان عمل سليمان مع الولايات المتحدة سبباً في جعله عرضة بصفة خاصة لهجمات من يعتبرونه خائنًا.

وقال سليمان "أنا محطم. لقد تحطمت تماماً. لا أفهم كيف يكافئ الناس الذين ساعدوه. لا أفهم ذلك. عندما كنّا نعمل معهم عرضنا حياتنا حياتي وحياة أسرتي للخطر."

وأضاف "وكنا هدفًا سهلاً للغاية كل يوم للجماعات الإرهابية. فكل من يعمل مع الأمريكيين يعتبر كافرا."

ومن أكبر التحديات التي تواجه سليمان شرح الوضع الحالي لأولاده.

وقال "ابنتي الصغيرة تظل تسألني كل يوم عن موعد ذهابنا لأمريكا وقد حاولت أن أفسر لها أن هناك تجميدا للوضع لمدة شهر وهي تعد الأيام."

 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة