أولى الفعاليات "مقهى المبتعثين" و4 محاور

طلاب وخريجو أستراليا ونيوزيلندا يناقشون تحديات الدراسة بالخارج في الملتقى السنوي الرابع

 

 

 

مسقط - الرُّؤية

انطلقتْ، مُؤخرا، أولى فعاليات "الملتقى السنوي الرابع لجمعيات الطلاب العمانيين بأستراليا ونيوزيلندا 2017"، والذي تنظِّمه جمعيات الطلاب العُمانيين الدارسين في أستراليا ونيوزيلندا، بالتعاون مع قنصلية السلطنة بملبورن.

وكانتْ أولى فعاليات الملتقى أمسية حوارية حملت عنوان "مقهى المبتعثين"، أقيمت بمقهى حرملك بمشروع الموج بمسقط، وقد حضر الأمسية طلاب مازالوا على مقاعد الدراسة وخريجين سابقين من مختلف دول الابتعاث.

تمَّ خلال الأمسية تقسيم المشاركين على مجموعات، وعرض تمثيلية بسيطة تحوي قصة أو موقفا لطالب ما، يتضمن في أحداثه ظاهرة سلبية أو مشكلة قد تواجه أي طالب عُماني مُبتعث للخارج. وعلى المشاركين التنافس للخروج بحلول عملية تتميز بالإبداع، والتجديد، والاستدامة، وقابليتها للتطبيق. وتضمَّنتْ محاور النقاش 4 مواضيع رئيسية؛ هي: التخطيط المالي، وتطوير الذات، وسبل تفعيل دور الجمعيات الطلابية في خدمة الطالب المبتعث والحفاظ على استمراريتها في هذا الدور، ووضع الطالب بعد التخرج.

وفي المحور الأول للأمسية، تناول عبدالله بن قيس الكندي خريج هندسة كيميائية من جامعة كيرتن التكنولوجية بأستراليا، الحلول العملية التي يمكن أن تجنب الطالب المبتعث الدخول في الأزمات المالية والاستدانة كاللجوء لبطاقات الائتمان، والبحث -في مقابل ذلك- عن وسائل تعزيز ثقافة قيمة إدارة المال لدى الطالب المبتعث، والتي تعينه على وضع مخطط مالي واضح وعملي.

وفي المحور الثاني، وهو تطوير الذات، طرح هلال بن مظفر الريامي طالب بكالوريوس تقنية معلومات بجامعة كوينزلاند بأستراليا رئيس اللجان المنظمة للملتقى والرئيس السابق للجمعية العُمانية بكوينزلاند الأسترالية، تساؤلا عن كيفية تطوير الذات والمهارات الشخصية للطالب من حيث التوازن بين الدراسة الجامعية وبين التعلم واكتساب الخبرات من المجتمع الجديد الذي يدرس فيه الطالب، وكيفية استغلال الإجازات الصيفية التي يقضيها الطالب في السلطنة بين الترفيه والتدريب والبحث عن وسائل للتعلم المستمر وتطوير الذات لديه.

في حين تناول شهاب بن علي البوسعيدي طالب بكالوريوس هندسة بجامعة أوكلاند بنيوزيلندا والرئيس السابق لجمعية الطلاب العُمانيين بنيوزيلندا، في المحور الثالث، البحث عن سبل جديدة ومبتكرة لتفعيل دور الجمعيات الطلابية في تنمية ثقافة العمل التطوعي وحس المبادرة في الطالب المبتعث، والخروج به من نطاق العزلة والاكتفاء بالدراسة كهدف وحيد، وهدر الطالب لسنوات الابتعاث دون الالتفات لإيجاد توازن بين الدراسة وتنمية المهارات اللغوية والثقافية والحياتية لديه، وعزوفه عن الأنشطة التي تعزز هذه المهارات؛ مما قد يفقده فُرصًا وظيفية وحياتية كثيرة في المستقبل.

وفي المحور الأخير للأمسية، والذي حمل عنوان "ماذا بعد الابتعاث؟"، ناقشتْ مريم بنت علي البلوشية خريجة تخصص إدارة فعاليات من جامعة كوينزلاند بأستراليا، سبلَ الخروج من دائرة إهدار القدرات، والوقت، وإيجاد حلول لمشكلة الطاقة السلبية والتذمُّر والنقد والشكوى والاكتئاب التي تصيب الكثير من الطلاب بعد التخرج والعودة للوطن، وإهمالهم البحث عن بدائل وحلول تسهم في تطوير مهارات البحث عن وظيفة والتسويق لمهارات الخريج العلمية والشخصية ورفع مستوى الثقة بالنفس أو القيام بأعمال خدمية أو تطوعية تعكس ما تعلمه الطالب من سنوات الابتعاث.

وبعد طرح كل متحدث لمحوره، تُرِكت للمشاركين مساحة للنقاش، وتقييم تلك الحلول والأفكار؛ بهدف اختيار المجموعة المتميزة في تقديم حلول عملية غطت المعايير الأربعة؛ وهي: الإبداع، والتجديد، والاستدامة، وقابلية تلك الحلول للتطبيق العملي.

وفي السياق، قال هلال بن مظفر الريامي رئيس اللجان المنظمة للملتقى: إنَّ هذا التجمع السنوي للطلاب الدارسين في أستراليا هو الرابع؛ فبحكم المسافات الشاسعة بين المقاطعات في القارة الأسترالية، كان اللجوء للتجمع والتنسيق لفعاليات تضمن وجود جميع الطلاب العُمانيين أمرا يصعب تحقيقه؛ وعليه جاءت فكرة تنظيم الملتقى ليكون مساحة سنوية للتواصل بين الطلاب خلال فترة قضاء الإجازة الصيفية في أرض الوطن، في هذا العام لأول مرة نتعاون مع زملائنا في الدولة المجاورة نيوزيلندا، وهي تجربة نأمل استمرارها مستقبلا. أولى فعاليات ملتقى هذا العام بدأت بجلسة حوارية مفتوحة حملت اسم "مقهى المبتعثين"، ناقشت أوضاعَ وتجارب الطالب العُماني الدارس بالخارج، والتحديات التي قد يتعرض لها، والفعالية القادمة ستحمل عنوان "يوم المرح"، وهو يوم ترفيهي مُخصَّص للطلاب الدارسين في أستراليا ونيوزيلندا حاليا، وكذلك قدامى الخريجين وعائلاتهم، يقام في 4 من فبراير القادم. كما سيُقام حفل ختامي برعاية سعادة الدكتور عبدالله بن محمد الصارمي وكيل وزارة التعليم العالي، وبحضور عدد من ممثلي الجامعات الأسترالية وسيضم فقرات ترفيهية وثقافية متنوعة، إلى جانب تكريم الطلاب الفاعلين في أنشطة الجمعيات الطلابية.

ويضيف زميله محمد بن زهران البراشدي طالب هندسة بترول بجامعة كيرتن الأسترالية، والمسؤول عن تنظيم أمسية "مقهى المبتعثين": الأمسية كانت متميزة بحجم التفاعل والأفكار التي طرحت من قبل الحضور، والنقاش المثري ساعد في الخروج بتوصيات ونتائج ستفيد الطالب المبتعث، وأيضا الطالب المقبل على الابتعاث. يتمُّ حاليا العمل على تلخيص الأفكار والنتائج التي طُرحت؛ ليتم نشرها إلكترونيًّا على مواقع التواصل الاجتماعي؛ مما سيُسهم في حل كثير من قضايا ومشاكل المبتعثين.

تعليق عبر الفيس بوك