"التغرود" يجذب عشاق فنون البادية في العامرات

 

 

مسقط - عبدالله الرحبي

تصوير/ يوسف العويسي

تَزْخَر البيئة البدوية بمتنزه العامرات بجُملة من المشاركات، والتي تُشكِّل عاملَ جذب للزوار، وكثيرا ما يطرب الزائر بتلك الفنون البدوية العريقة؛ ولعل أهمها: فن التغرود الذي يمارس اثناء السفر والترحال ويحمل عبق الماضي ويلقى إقبالاً كبيراً من عشاقه.

وفي هذا الصدد، يقول الشاعر راشد بن حميد المشايخي الذي يطرب الزوار بألحان التغرود وعلى نغمات البربابة، إنَّ قيمة فن التغرود تكمن في كونه يمثل عنصرا من عناصر التراث الثقافي البدوي فهو لون جميل من الألوان الشعبية المتميزة بين الفنون الشعبية، وهو من الموروثات التقليدية الأصيلة التي تشتهر بها العديد من المحافظات. وكثيرا ما يؤدَّى هذا الغناء على ظهور الجمال ويؤديه رجل أو مجموعة من الرجال أثناء السفر، وقد يؤدي البدوي التغرود وهو جالس للسمر.

وأضاف المشايخي بأنَّ تغرود البوش ينشد على ظهور الجِمال، بمعنى أول سرعتها بعد المشي، فتكون حركتها بمثابة إيقاعات لترديد أبيات الشعر، وكلما زادت السرعة زادت صعوبة الإنشاد؛ لأنَّ الراكب لن يستطيع التقاط أنفاسه وبسبب السرعة.

وفي الماضي، حسب وصف المشايخي، كان يؤدَّى التغرود في رحلات السفر الطويلة؛ سواء كانت رحلات تجارة أو غيرها، وهو إنشاد جماعي في صورة نغمية ثابتة تتميز باستطالة حروف المد في نغمة متموجة هي الصورة المسموعة لحركة سير الركاب، ويمكن للراكب أن ينشد التغرود منفردا، ويمكن أن ينشده اثنان يتناوبان الأداء، لذا فانَّ هذا الفن يسمى "بشلة الركاب" إشارة إلى أدائه والركاب تسير، وقد يسمى أيضاً "همبل الركاب" أو "همبل البوش" لذات السبب، وتمارسه البادية في مختلف محافظات ومناطق السلطنة.

ويشير إلى أنَّ قصيدة فن التغرود تمتاز بأنها قليلة الأبيات (في العادة لا تقل عن سبعة أبيات، وقد تزيد عن ذلك قليلاً)، كما تنفرد بين الفنون الشعرية بأن كل بيت منها هو شطر من الأبيات العادية، ويعد شعراء التغرود من حاملي التراث الجمعي للقبائل البدوية، ذلك التراث الذي يشتمل على تاريخهم وقيمهم الثقافية ونظرتهم إلى البيئة من حولهم وعاداتهم الاجتماعية وثقافتهم التعبيرية.

ويُقال شعر التغرود في مختلف أغراض الشعر المعروفة كالحماسة والمعاتبة والمشاكاة بين الأصدقاء والوصف والمدح، إضافة إلى وصف الهجن والخيل وما يتصل بها، والهجاء والرثاء، وفيما يتعلق بالقضايا الإنسانية والاجتماعية والعادات والتقاليد، وكذلك في الحكمة والغزل.

تعليق عبر الفيس بوك