البابا فرنسيس أوصاه بالاهتمام بالفقراء والمنبوذين

ترامب يبدأ عمله تحت شعار "أمريكا أولا" ويؤكد: سنستأصل الإرهاب من على وجه الأرض

 

 

 

 

 

واشنطن - رويترز

 أدى دونالد ترامب اليمين ليصبح الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة خلفا لباراك أوباما وتعهد بإنهاء "مجزرة" المصانع الصدئة والجريمة في خطاب تنصيبه الذي كان صيحة حشد شعبوية وقومية.

ورسم ترامب صورة قاتمة لبلد قال إنّه تضرر بشدة جراء توقف مصانع عن العمل والجريمة والعصابات والمخدرات وألقى باللوم بشكل غير مباشر على أسلافه في البيت الأبيض بسبب سياسات ساعدت واشنطن على حساب الأسر المطحونة.

وقال ترامب مخاطبا حشدا كبيرا تجمع في ساحة متنزه ناشيونال مول مع توليه السلطة من الديمقراطي أوباما "بدءا من هذا اليوم سيكون الشعار الوحيد.. أمريكا أولا."

وبعيدا عن مبنى الكونجرس احتج نشطاء ملثمون بالشوارع وحطموا زجاج فرع لمطاعم مكدونالدز بالمطارق ومقهى لستاربكس على مقربة من البيت الأبيض.

وحملوا أعلام ولافتات الفوضويين السوداء كتب عليها "انضموا للمقاومة.. تصدوا الآن."

وأظهرت صور التقطت من الجو لأنصار ترامب المحتشدين في المتنزه إقبالا أقل بكثير عند منتصف نهار الجمعة مقارنة مع صور مماثلة لتنصيب أوباما الأول في 2009. ولم تصدر الشرطة على الفور تقديرات بشأن حجم الحشد يوم الجمعة.

واتهم ترامب في خطابه القصير مؤسسة الحكم في واشنطن بحماية نفسها والتخلي عن المواطنين العاديين الذين يعانون من الفقر والجريمة.

وقال "هذه المجزرة الأمريكية تتوقف هنا وتتوقف الآن.. أي قرار بخصوص التجارة أو الضرائب أو الهجرة أو الشؤون الخارجية سيتخذ لصالح العمال الأمريكيين والأسر الأمريكية."

وتتناقض الرؤية القاتمة التي كثيرا ما يرسمها لأمريكا مع الإحصاءات التي تظهر تراجع مستويات البطالة والجريمة على المستوى الوطني برغم أن ترامب نال كثيرا من الأصوات في مناطق تضرر قطاع الصناعات التحويلية فيها بشدة.

وسيضع ترامب قطب الأعمال في نيويورك ونجم تلفزيون الواقع سابقا الذي لم يسبق له أن تقلد منصبا عاما قط البلاد على طريق جديد غامض في الداخل والخارج.

 

ردود فعل عالمية

وقوبل انتخاب ترامب بالقلق من جانب كثير من دول العالم فيما يرجع لأسباب منها السياسة الخارجية الانعزالية التي يحتمل أن يتبناها.

وقال زيجمار جابرييل نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مقابلة عقب تنصيب ترامب "ما سمعناه اليوم كان نبرات قومية حادة."

وأضاف لتلفزيون (زد.دي.إف) العام "أعتقد أن علينا الاستعداد لرحلة صعبة" وقال إنه يجب أن تتحد أوروبا للدفاع عن مصالحها.

وهنأ الرئيس المكسيكي انريكي بينا نييتو ترامب على تنصيبه لكنه قال إنّه سيولي أهمية قصوى للسيادة والمصلحة القومية وحماية المكسيكيين.

وغضب المكسيكيون لتعهد ترامب ببناء جدار على الحدود الجنوبية الأمريكية مع المكسيك لمنع دخول المهاجرين غير القانونيين وبأن تدفع المكسيك تكلفة الجدار. وانتقد ترامب مرارا أيضا الشركات الأمريكية التي تملك مصانع في المكسيك.

وفي الأسواق المالية تراجع الدولار وقلصت الأسهم الأمريكية مكاسبها في اليوم الأخير من أسبوع شهد تقلبا في التعاملات وذلك بعدما أثار خطاب ترامب قلق المستثمرين من سياسات تنطوي على إجراءات حماية تجارية.

ودعا البابا فرنسيس ترامب للتصرف على هدى القيم الأخلاقية وقال إنّه يتعين عليه الاهتمام بالفقراء والمنبوذين خلال رئاسته.

وفي موسكو احتفل بتنصيب ترامب روس يأملون في أن يدشن عهدا جديدا من العلاقات الطيبة. وأقام قوميون روس حفلا طوال الليل فيما كان مكتب البريد الرئيسي إبّان عهد الاتحاد السوفيتي في موسكو. وإلى الشرق من هناك في مدينة زلاتوست أصدر حرفيون مجموعة محدودة من العملات التذكارية الفضية والذهبية نقشت عليها عبارة "نحن نثق في ترامب".

 

خطابات الحملة الانتخابية

 

وكرر ترامب في خطابه موضوعات خطابات الحملة الانتخابية التي دفعته لتحقيق انتصار غير متوقع في الثامن من نوفمبر على الديمقراطية هيلاري كلينتون التي حضرت مراسم تنصيبه برفقة زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون.

وأشار ترامب إلى احتمال تشديد النهج ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال "سنعزز التحالفات القديمة ونشكل تحالفات جديدة وسنوحد العالم المتحضر ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف الذي سوف نستأصله تماما من على وجه الأرض."

وبعدما أدى ترامب اليمين فرد ذراعيه وعانق زوجته ميلانيا وأفرادا آخرين من أسرته. وأطلقت المدفعية طلقات للتحية.

وسافر أوباما لقضاء عطلة في بالم سبرينجز في كاليفورنيا بعد المراسم. وصافح ترامب هيلاري وزوجها قبل أن يجلس لتناول الغداء في قاعة التماثيل بالكونجرس.

وسيحتاج ترامب إلى بذل جهود لتحسين صورته.

ووجد استطلاع أجرته شبكة (إيه.بي.سي) نيوز بالتعاون مع صحيفة واشنطن بوست هذا الأسبوع أن 40 في المئة من الأمريكيين ينظرون إلى ترامب بإيجابية وهو أدنى مستوى من التأييد لرئيس قادم منذ الرئيس الديمقراطي جيمي كارتر عام 1977. وكانت هذه نسبة التأييد نفسها لكيفية تعامله مع الفترة الانتقالية.

وفي حين أن الجمهوريين الذين ضاقوا ذرعا بسنوات أوباما الثماني في الحكم يرحبون بوصوله إلى البيت الأبيض فإن توليه المنصب يثير عددا من التساؤلات بالنسبة للولايات المتحدة.

وأثناء حملته الانتخابية تعهد ترامب بوضع البلاد على مسار أكثر ميلا للانعزالية تأتي فيه الولايات المتحدة في المقام الأول ووعد بفرض جمارك نسبتها 35 في المئة على السلع التي تصدرها شركات أمريكية تمارس أنشطتها في الخارج إلى الولايات المتحدة.

 

وقاطع أكثر من 60 عضوا ديمقراطيا بالكونجرس مراسم التنصيب احتجاجا على ترامب.

ومن المتوقع أن يشارك آلاف المتظاهرين في "مسيرة النساء في واشنطن" التي انطلقت مساء الأمس، ومن المزمع أيضا تنظيم احتجاجات في مدن أخرى بالولايات المتحدة وخارجها.

 

تحرك سريع

 

ومنحت قائمة أعمال ترامب الجمهوريين الأمل في أنه نظرا لسيطرتهم أيضا على الكونجرس الأمريكي فيمكنهم سريعا إلغاء وتبديل قانون الرعاية الصحية الذي تبناه أوباما وإقرار إصلاحات ضريبية واسعة وإلغاء كثير من اللوائح التنظيمية الاتحادية التي يرون أنها تخنق الاقتصاد الأمريكي.

وقالت كيليان كونواي كبيرة مستشاري ترامب لفوكس نيوز "سوف يجري صدمة كهربائية للنظام هنا على الفور تقريبا."

ويبحث الديمقراطيون عن توازن سياسي بعد الهزيمة غير المتوقعة لكلينتون ويخططون للتصدي له في كل مناسبة. وهم يعارضون بشدة خطاب ترامب المناهض للهجرة

 

بيان البيت الأبيض

من ناحية أخرى جاء في بيان نشر على الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض بعد لحظات من تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة أن إدارة ترامب ستجعل من هزيمة "جماعات الإرهاب الإسلامي المتطرف" الهدف الأول لسياستها الخارجية.

واستغل ترامب خطاب تنصيبه للتعهد "بتوحيد العالم المتحضر ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف الذي سوف نستأصله تماما من على وجه الأرض."

وفي البيان الذي عنوانه "أولويات السياسة الخارجية لأمريكا" قالت إدارة الرئيس الجمهوري "هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية وجماعات الإرهاب الإسلامي المتطرف ستكون أولويتنا العليا."

وقالت الإدارة الأمريكية الجديدة إنه من أجل "هزيمة وتدمير" تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات المماثلة فإنها "ستنتهج عمليات عسكرية نشطة مشتركة وضمن تحالف عندما يكون ذلك ضروريا" لقطع التمويل عن الجماعات الإرهابية وتوسيع تبادل معلومات المخابرات واستخدام "الهجمات الإلكترونية" لعرقلة الدعاية ومساعي التجنيد.

ولم يقدم البيان أي إشارة بشأن كيف ستختلف سياسات ترامب عن سياسات سلفه الديمقراطي باراك أوباما.

وانتهجت إدارة أوباما أيضا تلك الاستراتيجيات في مفهومها الواسع: العمل مع حلفاء أوروبيين وفي الشرق الأوسط في حملة قصف تستهدف قادة الدولة الإسلامية وبنيتها التحتية النفطية وإجازة عمليات للقوات الخاصة الأمريكية ضد الجماعة المتشددة واستخدام العقوبات وأساليب أخرى لقطع التمويل عنها.

وردد خطاب ترامب والبيان انتقاداته أثناء حملته الانتخابية لكل من أوباما وهيلاري كلينتون منافسته الديمقراطية في انتخابات الرئاسة لعدم استخدامهما عبارة "الإرهاب الإسلامي المتطرف" لوصف الدولة الإسلامية وغيرها من الجماعات الإسلامية المتشددة.

وبدا أن بيان البيت الأبيض يدعو أيضا إلى علاقات أفضل مع روسيا وهو شيء قال ترامب إنه سيسعى إليه. وقال البيان "نحن نكون دائما سعداء عندما يصبح أعداؤنا القدامى أصدقاء وعندما يصبح أصدقاؤنا القدامى حلفاء."

ورفض ترامب انتقادات بأنه حريص جدا على أن يجعل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حليفا.

وجدد البيان تعهد ترامب أثناء حملته الانتخابية بالانسحاب من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي للتجارة الحرة مع آسيا التي تزعمها أوباما لكنه لم يتمكن من تمريرها في الكونجرس. وقال ترامب دون أن يذكر تفاصيل إن الاتفاقيات التجارية الدولية أضرت بالعمال الأمريكيين.

وقال البيان "سيعمل الرئيس ترامب على ضمان أن سياسات التجارة في عهده ستنفذ بوساطة الشعب ولصالحه وستضع أمريكا أولا."

وفي بيان منفصل على الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض قالت إدارة ترامب إنها تعتزم تطوير منظومة "متطورة جدا" للدفاع الصاروخي للحماية من الهجمات من إيران وكوريا الشمالية. ولم يوضح هل سيختلف هذا النظام عن أنظمة قيد التطوير حاليا ولم يحدد تكلفته ولم يذكر كيف سيجري تمويله.

 

تعليق عبر الفيس بوك