حصن بيت النعمان ببركاء.. وجهة سياحية هامة تزخر بالكنوز

 

بركاء - العمانية

تعد ولاية بركاء واحدة من أهم الوجهات السياحية بالسلطنة، وهي من ولايات محافظة جنوب الباطنة، تقع على الشريط الساحلي لبحر عمان، وتبعد عن العاصمة مسقط نحو 85 كيلومترا وتحدها من الشرق ولاية السيب ومن الغرب ولاية المصنعة، كما تحدها من الجنوب ولايتا وادي المعاول ونخل ومن الشمال بحر عمان، وبها العديد من المواقع السياحية أبرزها حصن "بيت النعمان". ويقصد ولاية بركاء السيّاح من داخل السلطنة وخارجها لزيارة المواقع الأثرية والسياحية وأبرزها حصن "بيت النعمان"، وفي هذا السياق يقول إبراهيم بن سبيل البلوشي المرشد السياحي في الحصن: "منذ ثلاثة قرون وربع القرن كانت الرحلة شاقة بين مسقط ومقر حكم اليعاربة في الرستاق والحزم على ظهور الإبل والخيول، وفي منتصف الطريق بين مسقط والرستاق تم تشييد حصن بيت النعمان في القرن السابع عشر كمأوى ريفي، واستخدم بيتا للضيافة لأئمة اليعاربة في رحلاتهم من عاصمتهم في الرستاق وإليها، ومن المتداول أن تشييد حصن النعمان قد تم حوالي 1691 - 1693م في عهد الإمام بلعرب بن سلطان اليعربي الذي كان حصن جبرين مقرا لحكمه، ويعتقد أن حصن بيت النعمان قد بني بمبادرة من أخ الإمام بلعرب وهو الإمام سيف بن سلطان اليعربي.

وأضاف: كان الإمام سيف بن سلطان اليعربي الذي خلف أخاه في منصب الإمامة رجلا ذا بصيرة إذ قام ببناء أسطول تجاري قوي وعمل على تنشيط التجارة البحرية الخارجية وتنفيذ مشروع استصلاح أراضي البلاد من أجل رفع الإنتاج الزراعي حتى قيل إنه كان مسؤولا خلال المدة التي عاشها عن زراعة ما يزيد على ثلث الأشجار الموجودة على أرض البلاد إذ أنه أمر بزراعة نحو 600 نخلة منتجة للتمور و300 شجرة نارجيل غرب حصن النعمان في التربة الخصبة لسهل الباطنة وما زال العديد من أشجار النخيل يمتد على عدة أميال في اتجاه غروب الشمس.

وأشار إلى أنه تم تجديد حصن بيت النعمان على يد الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي (1749 -1783) بعد ما يقارب من قرن من الزمان من بنائه حيث تم تحصين المبنى عن طريق تعزيز الأسوار وإضافة برجين دفاعيين على محور خط قطري مما وفر للحراس قدرة على إطلاق النار في جميع الاتجاهات، وبهذا فإنّ البيت الريفي الفخم الذي لم يكن مجهزا في الأصل إلا بفتحات رمي ومتاريس قد تحول إلى قلعة محصنة.

ويتكون المبنى من ثلاثة أدوار وله هيئة رفيعة بسبب ارتفاعه، وهو محمي بسور مزود بفتحات مع مدخل وحيد من خلال باب خشبي ثقيل. والدخول إلى الحصن يمر عبر بوابة خشبية منقوشة تحت قوس محدب موضوع في مستطيل مفتوح من الجص المزخرف، وتقود قاعة واسعة إلى خمس غرف بعضها به سقف معقود، وتتلقى غرف الطابق الأرضي الإضاءة من شبابيك موجودة في أعلى الجدران.

ويقول البلوشي إنّ الحصن يمر به فلج كان يتخذ سبيله عبر الطابق الأرضي من الجنوب إلى الشمال مرورًا بأحواض الوضوء وأماكن الاغتسال، وقد أبقيت القناة المائية جافة للحفاظ على بنية الصاروج العماني وهو عبارة عن نوع من الطين التقليدي المحروق عند درجة حرارة معينة. وكان الطابق الأرضي للحصن يضم التجهيزات والخدمات اللازمة للاحتياجات اليومية لسكان الحصن وأماكن لإعداد الطعام، والأعمال المنزلية، كما توجد مخازن التمور واستخلاص العسل نحو الجرار الموجودة في فجوات في أرضية الحصن. ويوجد عند الطريق المؤدية إلى الطابق الأول مندوس يقدر عمره بنحو مائة سنة تقريبا ويعتقد أنه كان يستخدم في حفظ الثياب الفاخرة والأسلحة والأغطية والسجاد والعملات المعدنية.

 

ويشير إبراهيم بن سبيل البلوشي إلى أنّ وزارة السياحة حافظت على هذا المعلم التاريخي وحرصت على إبراز ما يحتويه من مقتنيات نادرة لمختلف شرائح الزوار حيث قامت بتنفيذ صيانة شاملة لمبنى الحصن وتقوية الطاقة الكهربائية وإدخال الإضاءة الحديثة التي تتناسب مع المواقع التاريخية، كما أقامت معرضا تاريخيا يتناول تاريخ الحصن والرموز الثقافية والتاريخية لولاية بركاء من أجل إبراز الموروثات التقليدية والصناعات الحرفية التي تشتهر بها الولاية.

 وأضاف أنّه تم أخيرا الانتهاء من استكمال المرافق الخدمية لزوار الحصن المتمثلة في إنشاء مكتب المرشد ودورات المياه ومقهى للزوار ومحل لبيع الهدايا من المنتجات الحرفية العمانية إضافة إلى توسعة مواقف السيارات وأعمال التجميل للساحات الداخلية والخارجية للحصن.

 

تعليق عبر الفيس بوك