ندوة فكرية حول كتاب "أدب الاستشراق" في "رابطة الكتاب الأردنية"

عمَّان (الأردن) - العُمانيَّة

أُقيمت في رابطة الكتاب الأردنيين ندوة نقدية حول كتاب "الصوت والصدى: مراجعات تطبيقية في أدب الاستشراق"، الصادر مؤخرًا عن دار فضاءات، للناقد الدكتور غسان عبدالخالق.

وقال الدكتور عبد الله أبو شميس -في ورقته النقدية- إن أوَّل ما يستوقف القارئ هو عنوان الكتاب، مضيفاً أن المؤلف لا يزعم أنه آتٍ بآراء جديدة في قضية الاستشراق، وإنما يؤكد أن جهده منصبّ على مراجعة ما كُتب في الموضوع.

وبيّن أن الكتاب يضم مراجعات تطبيقية لأدبيّات الاستشراق، وكأنما المؤلف يريد التخفّف من الجانب النظريّ الذي هيمن على المشهد من قبله، مشيرًا إلى أن الفصل الأوّل من الكتاب يشتمل على مراجعات لسبعة أعمال مهمّة في دراسة الاستشراق، أما الفصل الثاني فيتضمن مراجعات لمواقف أعلامٍ كبار في إطار موضوع الاستشراق، ما يتيح التعرف على عمل الاستشراق وتطور آلياته عبر تاريخه ابتداء من الاستشراق الأوروبي مع جمال الدين الأفغاني وطه حسين وانتهاء بالاستشراق الأمريكي مع محمد أركون.

وقدم الناشر جهاد أبو حشيش ورقة حول الكتاب حملت عنوان "الكتابة وامتلاك الأسئلة"؛ قال فيها: إن المؤلف نجح في تعرية الثوابت، من خلال إثارة الكثير من الأسئلة، وكان جريئاً في امتلاك أسئلته الخاصة التي منحت فكرة كتابه مشروعية الحياة ومشروعية الإنجاز المفترض في التعامل مع أي موضوعة تطرح انطلاقًا من تساؤله الرئيس الذي يعتمد (ماذا وكيف)، في طريقه للنبش عن أشكال وتجليات جديدة للمعرفة.

وحملت ورقة الباحث معاذ بني عامر عنوان "القارئ العربي: تنشيط الدورة العقلية"، وجاء فيها إن هذا الكتاب يعمل على البحث عن علاقة جديدة مع الغرب خارج إطار ما هو مُتعارف عليه، نظرًا لانطواء هذا التعارف على حالة إكراهات كبيرة، كان لها الأثر السلبي في طبيعة العلاقة بين الإسلام والغرب.

وأشار إلى أن الدكتور غسان عبد الخالق يعمد في كتابه هذا إلى إشراك القارئ في النصّ، فتضمين الكتاب نصوصًا استشراقية أصلية رغم تعقيبات المُؤلّف عليها، سيجعل من القارئ حُرًّا في تعامله مع النصوص، والخلاص من فكرة الوصاية التي يمارسها الكاتب في العموم.

ورأى أن الكتاب يُؤسّس لسياقين يمكن أن يكون لهما الأثر البالغ على توجّهات الثقافة العربية في المرحلتين الآنية والمستقبلية: الأول هو الانتقال بالقارئ من طور السلب السيكولوجي إلى طور الإيجاب المعرفي، بما يُنشّط دورته العقلية، فالكتاب ينتصر لحقّ القارئ في تقرير مصيره المعرفي بعيداً عن إكراهات واستلابات الكاتب، كائنًا من كان هذا الكاتب، حتى لو كان من دعاة الحرية والتنوير.

وقدم الدكتور غسان عبد الخالق ما يشبه شهادة إبداعية حول الكتاب، لافتًا النظر إلى أن مضمون كتابه قد يتسبّب بصدمة لكثير من المثقّفين العرب، الذين سلّموا تسليمًا يكاد يكون تامًا بأن الاستشراق هو الذي وصّفه وعاينه سعيد، مضيفًا أن الاستشراق يكاد يكون كيانًا مختلفًا تمامًا عن "الصورة الثابتة" التي رسّخها سعيد.

تعليق عبر الفيس بوك