تل أبيب تلوح بإعادة تقييم علاقاتها مع الأمم المتحدة بعد الإدانة

إسرائيل تستدعي سفراء 10 دول أعضاء بمجلس الأمن احتجاجا على قرار وقف بناء المستوطنات

 

القدس المحتلة - رويترز

استدعت إسرائيل أمس الأحد سفراء عشر دول لديها لتأنيبهم، ووجهت كلمات أشد لهجة لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وذلك بعد تبني مجلس الأمن قرارا يطالب بوقف بناء المستوطنات.

وقالَ رئيسُ وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنَّ إسرائيل ستُعيد تقييم علاقاتها مع الأمم المتحدة، بعد تمرير القرار بمجلس الأمن الدولي. وأقرَّ المجلسُ المؤلَّف من 15 دولة القرار بعد امتناع الولايات المتحدة عن التصويت، في تحول نادر عن نهجها الطويل بالوقوف بجانب إسرائيل. وأحجمت واشنطن عن استخدام حق النقض (الفيتو) كما فعلت في مناسبات سابقة عديدة في إجراء وصفه نتنياهو بأنه "مشين". وقال نتنياهو: "أصدرتُ توجيهات لوزارة الخارجية بإعداد تقييم لكل روابطنا بالأمم المتحدة خلال شهر بما فيها تمويل إسرائيل لمؤسسات الأمم المتحدة ووجود ممثلين للأمم المتحدة في إسرائيل." وأضاف نتنياهو: "أصدرتُ بالفعل توجيهات بوقف تمويل بنحو 30 مليون شيكل (7.8 مليون دولار) لخمس مؤسسات للأمم المتحدة.. خمس هيئات لها عداء على نحو خاص تجاه إسرائيل...والبقية تأتي." ولم يكشف نتنياهو عن أسماء المؤسسات أو يقدم تفاصيل أخرى.

وفي تحدٍّ للضغوط الشديدة من جانب إسرائيل والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت في مجلس الأمن؛ مما سمح بصدور القرار. وتواصل إسرائيل منذ عقود سياسة بناء مستوطنات يهودية على أراض احتلتها عام 1967 بالضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية. وتعتبر معظم الدول النشاط الاستيطاني بالضفة الغربية والقدس الشرقية غير قانوني ومعوق للسلام. وترفض إسرائيل ذلك.

وأمرَ رئيسُ الوزراء الإسرائيلي وزارة الخارجية باستدعاء سفراء الدول الأعضاء بمجلس الأمن وتوبيخهم؛ ردًّا على تمرير القرار المطالب بوقف بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة. جاء ذلك خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، أمس، الذي ندد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فيه ما سماه بالقرار الذي وصفه بأنه "غير متوازن ومعادي لدولة إسرائيل". وقال نتنياهو: "سنعمل كل ما يلزم كي تتجنب إسرائيل أضرار هذا القرار المشين".

وقال مُحرِّر "بي.بي.سي" لشؤون الشرق الأوسط آلان جونستون: إنَّ سفراء بريطانيا وفرنسا والصين وإسبانيا وروسيا من بين الذين استدعتهم الخارجية الإسرائيلية، لكن السفير الأمريكي في تل أبيب لم يتم استدعاؤه إذ امتنعت بلاده عن التصويت. وأشار جونستون إلى أن توجيه لوم لسفراء دول كبرى في يوم عيد الميلاد يعبر عن عمق الغضب الإسرائيلي تجاه ما حدث.

ولم تستخدم الولايات المتحدة الفيتو لعرقلة القرار في كسر لتقليد طويل الأمد دأبت واشنطن على اتباعه لإعاقة صدور أي قرارات تدين إسرائيل.

ورغم امتناع الولايات المتحدة عن التصويت على القرار، ندد نتنياهو بالخطوات الأمريكية وقال: "بناءً على المعلومات المتوفرة لدينا، لا شك لدينا بأن إدارة أوباما قد بادرت إلى تمرير هذا القرار ووقفت وراءه ونسقت صياغته وطالبت بتمريره". وأضاف بأنَّ ذلك يأتي "في خلاف صارخ للسياسة الأمريكية التقليدية التي التزمت بأنها لن تحاول فرض شروط للتسوية النهائية وأي موضوع يتعلق بها في مجلس الأمن. وكان هناك أيضا التزام واضح من قبل الرئيس أوباما نفسه في العام 2011 بالامتناع عن اتخاذ مثل هذه الخطوات"، بحسب ما أورد المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي.

ودعا نتنياهو الوزراء إلى ضبط النفس، والتصرف بشكل يتحلى بالرشد وبالمسؤولية وبرباطة الجأش، في الأفعال وفي الأقوال على حد سواء.

وكانت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سامانثا باور، قالت: إنَّ الولايات المتحدة لم تتخل عن التزامها الدائم تجاه أمن إسرائيل، وأن القرار يتسق مع السياسة الأمريكية المؤيدة لحل الدولتين.

وفور تمرير القرار، أعلنت اسرائيل أنها استدعت سفيريها في نيوزيلاندا، والسنغال للتشاور كما أنها ستقطع كافة مساعداتها للأخيرة. ووصف البيان الأممي المستوطنات اليهودية بأنها "انتهاك فادح للقانون الدولي، وعقبة رئيسية في طريق حل الدولتين، وحجر عثرة أمام تحقيق سلام عادل وشامل ودائم". واعتبر متحدث باسم الرئاسة الفلسطينية هذه الخطوة من جانب مجلس الأمن "صفعة قوية للسياسة الإسرائيلية".

وتعدُّ المستوطنات الإسرائيلية من القضايا الشائكة في أي مفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، الذين يعتبرونها عقبة أمام التوصل إلى اتفاق سلام. وتعتبر المستوطنات غير شرعية وفقا للقانون الدولي لكن إسرائيل تدفع بغير ذلك. ويعيش قرابة 400 ألف مستوطن يهودي في نحو 140 مستوطنة تم بناؤها منذ احتلال إسرائيل للضفة الغربية والقدس الشرقية عام 1967.

 

تعليق عبر الفيس بوك