"زيكا" يثير زعر البرازيليات من الحمل .. ودعوات لمراجعة سياسات الصحة الإنجابية

 

لندن- رويترز

قال علماء إنّ على البرازيل أن تراجع سياساتها للصحة الإنجابية على وجه السرعة لدعم النساء القادرات على الإنجاب اللاتي يقلن إنهن يحرصن على تجنب الحمل بسبب مخاوف من فيروس زيكا.

وأشارت نتائج دراسة إلى أنّ الكثير من النساء يخشين فيروس زيكا الذي قد يتسبب في عيوب خلقية خطيرة لأبناء الأمهات اللاتي يصيبهن المرض أثناء فترة الحمل. وذكر العلماء أنّ على البرازيل أن تبذل المزيد من الجهود لضمان توفر وسائل آمنة وفعالة لمنع الحمل وبحث رفع الحظر الذي تفرضه على الإجهاض.

وقال خبراء في مجال الصحة بقيادة ديبورا دينيز من جامعة برازيليا في دورية تنظيم الأسرة والرعاية الصحية الإنجابية يوم الجمعة "يجب أن تضع الحكومة البرازيلية مخاوف الصحة الإنجابية في بؤرة تعاملها (مع زيكا) بما في ذلك إعادة النظر في تجريمها المستمر للإجهاض".

وانتشر فيروس زيكا الذي ينقله البعوض في أكثر من 60 دولة ومنطقة منذ رصد التفشي الحالي للمرض العام الماضي في البرازيل مما أثار القلق من قدرته على التسبب في عيب خلقي نادر هو صغر حجم الرأس بالإضافة إلى اضطرابات عصبية أخرى. والبرازيل هي الدولة الأكثر تضررا حتى الآن إذ ظهرت أكثر من 2200 حالة من حالات صغر حجم الرأس وهو الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في النمو.

وقالت أكثر من نصف النساء اللاتي شملتهن الدراسة في يونيو 2016 وتتراوح أعمارهن بين 18 و39 عاما إنهن تجنبن أو حاولن تجنب الحمل بسبب انتشار فيروس زيكا فيما قالت نسبة 27 بالمئة فقط إنهن لم يحاولن منع الحمل بسبب زيكا.

وأفادت الدراسة بأنّ نسبة أكبر من النساء في شمال شرق البرازيل قالت إنهن يحرصن على عدم الإنجاب مقارنة بجنوب البلاد. وذكر الباحثون أنّ ذلك يرجع على الأرجح إلى تركز الفيروس في شمال شرق البرازيل بصورة أكبر.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإنّ زيكا فيروس مستجد ينقله البعوض، وقد اكتُشف لأول مرة في أوغندا في عام 1947 في قرود الريص بواسطة شبكة رصد الحمى الصفراء الحرجية، ثم اكتُشف بعد ذلك في البشر في عام 1952 في أوغندا وجمهورية تنزانيا المتحدة. وقد سُجلت فاشيات فيروس زيكا في أفريقيا والأمريكتين وآسيا والمحيط الهادئ. وتقول المنظمة إن فترة الحضانة (المدة منذ التعرض وحتى ظهور الأعراض) لفيروس زيكا غير واضحة، ولكنها تمتد على الأرجح لعدة أيام. وتشبه أعراضه أعراض العدوى بالفيروسات الأخرى المنقولة بالمفصليات، وتشمل الحمى والطفح الجلدي والتهاب الملتحمة والألم العضلي وآلام المفاصل والتوعك والصداع. وعادة ما تكون هذه الأعراض خفيفة وتستمر لمدة تتراوح ما بين يومين و7 أيام.

وأثناء الفاشيات الواسعة النطاق التي حدثت في بولينيزيا الفرنسية والبرازيل في عام 2013 وعام 2015 بالترتيب، أشارت السلطات الصحية الوطنية إلى احتمال وجود مضاعفات عصبية ومناعية ذاتية لمرض فيروس زيكا. ولاحظت السلطات الصحية في البرازيل مؤخراً زيادة معدلات العدوى بفيروس زيكا بين عامة النَّاس وزيادة في عدد الأطفال المصابين بصغر الرأس عند الميلاد في شمال شرق البرازيل. وقد وجدت الوكالات التي تعكف على تحري فاشيات فيروس زيكا مجموعة متنامية من البيِّنات التي تشير إلى الصلة بين فيروس زيكا وصغر الرأس. ومع ذلك، فيلزم إجراء المزيد من التحريات كي نفهم الصلة بين صغر رأس المواليد وفيروس زيكا. كما يجري بحث الأسباب المحتملة الأخرى.

 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة