الطموح الآسيوي لصحم والسويق يتأرجح بين نتائج "باهتة" وآمال بأداء أفضل

مسقط – وليد الخفيف

تتعطش الكرة العمانية لنجاح أنديتها على المستوى القاري وتخطي مرحلة المشاركة من أجل المشاركة التي تركت إرثا مكبلا بنتائج باهتة، أدت في الأخير لسحب نصف المقعد في كأس الاتحاد الآسيوي واستبعاد تام عن دوري أبطال آسيا دون أن يشفع تحول المسابقة المحلية من الهواية إلى الاحتراف في تحقيق النقلة النوعية على المستوى القاري، فسجل الأندية العمانية حتى اللحظة خال من أي إنجاز آسيوي، ويمر موسم تلو الآخر والوضع كما هو دون جديد، بل من الممكن أن يسوء بعدما لوح الاتحاد الآسيوي بحرمان الأندية العمانية من المشاركة في النسخة القادمة من كأس الاتحاد الآسيوي حال عدم الحصول على الرخصة الآسيوية التي تتطلب الوفاء بمعايير عدة وضعها بوضوح ولم ينجح فيها أحد.

ولم يتمكن ممثلو السلطنة الموسم الماضي (فنجاء والعروبة) من تخطي الدور الأول فودعا مبكرا دون بصمة تذكر رغم تمتعهما في الموسم الماضي بعوامل تؤدي لتحقيق نتائج أفضل، ففنجاء والعروبة كانا في أفضل حالتهما الفنية ونال الملك الأصفر اللقب عن جدارة وظل المارد يطارده حتى اللقاء الأخير من عمر المسابقة، بيد أنهما لم يترجما تلك الحالة الفنية الجيدة لنتائج إيجابية في الاستحقاق القاري.

وكان مجلس المديرين المنبثق من اتحاد الكرة العماني رفض مشاركة فنجاء في الاستحقاق القاري هذه النسخة رغم أنه بطل الدوري في النسخة الماضية وذلك لعدم مشاركته في المسابقات المحلية للمراحل السنية تحت 15 سنة و18 سنة مكتفيا بمشاركة الفريق الرديف؛ الأمر الذي يتعارض مع نظم ولوائح الاتحاد الآسيوي.

وفي سياق متصل قال مصدر مسؤول باتحاد الكرة العماني إنّ الاتحاد الآسيوي رفض مشاركة السويق (الوصيف) كبديل لفنجاء من دور المجموعات مباشرة وتمسّك بضرورة خوضه لمباراة الملحق المؤهل لدور المجموعات أمام شباب الخليل الفلسطيني من أجل الترقي للمجموعة الأولى التي تضم الزوراء العراقي والأهلي الأردني والجيش السوري، وأشار المصدر نفسه إلى عزم الاتحاد القاري رفض مشاركة أي نادٍ كبديل للفريق البطل النسخة القادمة، مشددا في هذا السياق على ضرورة حصول الأندية على الرخصة الآسيوية قبيل أبريل القادم، ملمحا للتعاون الكبير الذي يوليه الاتحاد عبر لجانه المعنية لكل الأندية في سبيل تحقيق هذا الهدف لا سيما وأن الشروط بسيطة كما وصفها وبوسع كل الأندية الوفاء بها.

أما صحم – حامل لقب الكأس الغالية النسخة الماضية فأوقعته القرعة التي سحبت قبل أيام في كوالالمبور في المجموعة الثالثة التي تضم معه النجمة اللبناني والمحرق البحريني والوحدات أو الجزيرة الأردني، وبوسع وصيف البطولة الخليجية أن يتخطى الدور الأول ويحقق نتائج جيدة في هذا الاستحقاق عطفا على أدائه الجيد في الفترة الأخيرة، وتزامنا مع تصريحات صحفية لرئيسه أكد فيها أن فريقه عازم على المنافسة ولن يكون ضيف شرف مستلهما هذا الحماس من النجاح في البطولة الخليجية التي كاد الموج الأزرق أن يحصد لقبها.

وأرجع مراقبون تراجع الفرق العمانية على المستوى القاري لعدة أسباب منها سياسة بعض إدارييها التي تركز على اللقب المحلي دون تحديد هدف واضح من المشاركة الآسيوية التي لا تعد ذات أولوية، ليلتقي هذا التوجه مع ثقافة اللاعب في نقطة واحدة مفادها أداء الواجب في الاستحقاق القاري ليس إلا فكانت النتيجة وداعا مبكرا إثر أداء خالي الدسم.

ويعد ضغط المباريات من ضمن الأسباب التي أثرت على عطاء ممثلي السلطنة في هذا الاستحقاق وفق ما ذكر مدربوهم في النسخ الماضية، لا سيما وأن معظم الفرق العمانية لا يمكنها اللعب بكفاءة على أكثر من جبهة بسبب تفاوت المستوى الفني بين التشكيلة الأساسية ونظيرتها الاحتياطية الأمر الذي يضطر المدرب بسببه للاعتماد على لاعبين بعينهم في كافة الاستحقاقات فتؤدي في الأخير إلى الإرهاق والإصابات تزامنا مع أداء غير منضبط وعطاء متفاوت ومستوى متذبذب من مباراة لأخرى، لذا فيتعين على لجنة المسابقات أن تمنح ممثلا السلطنة فرصة التقاط الأنفاس باعتبارهما سفيرين للكرة العمانية دون أن تؤثر مشاركتهما الآسيوية على فرص راحتهم قبيل استئناف المسابقات المحلية.

وليس من الإنصاف أن نعزو سبب تردي نتائج الفرق العمانية في هذا الاستحقاق للإمكانيات المادية فسحب، فهناك دول أخرى تعيش ظروفا صعبة وإمكانياتها المادية أقل ولكن نتائجها أفضل بل إن هناك دولا ليس لديها مسابقة محلية بالشكل المعروف، ويبدو أن الرغبة الحقيقية والحافز الداخلي لدى اللاعبين هو المحرك الأساسي لنتائج أفضل دون النظر لهذا السبب الواهي ولكن ما قدمه اللاعبون من جهود لا تغادر خانة العطاء الشحيح منزوع الرغبة.

ويرى محللون أنّ التعاقد مع لاعبين أجانب ذوي مستوى عال يعد ضمن عناصر النجاح القاري، لافتين إلى أن الجانب الأكبر من الأجانب في الدوري المحلي غير مؤثرين وأن البعض فقط هو القادر على صنع الفارق على أرضيه الميدان.

ويبدو أن مهمة السويق لن تكون سهلة عطفا على وضعه في جدول ترتيب الدوري المحلي، تزامنا مع أداء لا يرضي طموح الجماهير خلال مسابقة الكأس، فالفريق الذي استغنى عن المغربي عبد الرزاق خيري والوطني علي الخنبشي واستدعى الحكيم العراقي لاستعادة أمجاده مازال في مرحلة البحث والتنقيب عن السويق الذي يعهده جماهيره ومحبوه.

تعليق عبر الفيس بوك