مسقط - الرؤية

نظّمت جامعة السلطان قابوس ممثلة في مركز البحوث الإنسانية حلقة نقاشية أمس بعنوان: "استشراف آفاق مستقبل الاقتصاد العماني"، وذلك تحت رعاية سعادة خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى.

وخلال كلمته الافتتاحية، قال الدكتور ناصر بن راشد المعولي مدير مركز البحوث الإنسانية في الجامعة إنّ الأزمة الاقتصادية تعد فرصة مواتية لمراجعة الخطط والبرامج التنموية الحالية وإعادة ترتيب المسارات التنموية بعيداً عن مسارات النفط والغاز. وأضاف أنّ تجاوز الأزمة الاقتصادية الحالية يتطلب قدراً من المعرفة المتعمّقة بالأدبيات الاقتصادية والفهم الأدق لواقع تركيبة المجتمع العماني. وأكد المعولي أنّ الاستشراف المبكر لمستقبل الاقتصاد الوطني يهيئ الاقتصاد العماني للتكيف مع المتغيرات والمستجدات المستقبلية، مشيرا إلى أنّ المعالجات والإجراءات الحكومية بما فيها ترشيد الإنفاق وتنشيط الواردات غير النفطية ستنعكس إيجاباً على أداء الاقتصاد الوطني لعام 2017.

وشارك في المناقشات سعادة السيد سالم بن مسلم البوسعيدي وكيل وزارة الخدمة المدنية لشؤون التطوير الإداري، وكشف أنّه تم في العام 2015 تخفيض الإنفاق الحكومي بنسبة 3 في المئة، وفي 2016 تم تخفيضه أيضاً بنسبة 10 في المئة، لافتا إلى أن هناك استهدافا لأن يتم تخفيض إضافي في حدود 5 في المئة خلال عام 2017. ومن جهته، أكّد الدكتور سعيد بن محمد الصقري رئيس مجلس إدارة الجمعية الاقتصادية العمانية أنّ استشراف المستقبل مستمر ولا يُحده زمان أو مكان، وأن الهدف من الاستشراف الآن تقييم ما سيكون عليه مستقبل الاقتصاد العماني. وقال الدكتور يوسف بن حمد البلوشي اقتصادي بمكتب مشروع الرؤية المستقبلية 2040، إنّ الأزمة ليست مشكلة آنية فحسب، بل هي دورة اقتصادية تمر فيها البلدان والدول.

وسلطت الحلقة الضوء على واقع الاقتصاد العماني في ظل انخفاض أسعار النفط العالمية ومناقشة البدائل المستقبلية للاستدامة المالية العامة للدولة، كما طرحت خلالها مستقبل المسارات التنموية للاقتصاد الوطني في المرحلة المقبلة، إلى جانب الوقوف على التجارب والممارسات الدولية الناجحة في إدارة الأزمات الاقتصادية. وتطرق الحوار إلى مناقشة تأثير انخفاض أسعار النفط العالمية على السلطنة والاستدامة المالية العامة للدولة.