تتويج الإبداع

 

 

تحتفل جريدة "الرُّؤية" بتتويج الفائزين بـ"جائزة الرُّؤية لمبادرات الشباب" للعام 2016، وهي المسابقة التي أطْلَقتها "الرُّؤية" قبل أربع سنوات للاحتفاء بالمبدعين والمتميِّزين في مجالات عِدَّة؛ انطلاقاً من نَهْج المبادرات الذي أخذتْ "الرُّؤية" على عاتقها تطبيقه؛ استجابة منها للدَّعوات السامية بأنْ تُسهم المؤسَّسات في دعم وتشجيع الشباب، وتحفيزهم على العطاء من أجل خدمة وطنهم.

والجائزة -وبفضل جهود كلِّ من يُشارك في تنظيمها ورعايتها وتقديم الدعم اللازم لها- باتتْ واحدةً من أهم وأبرز جوائز الإبداع في عُماننا الغالية؛ فأصبح يُشار إلى المتوِّجين بألقابها بالبنان؛ لما يتمتَّعون به من إبداع تمَّ توظيفه في مشروعات أو أعمال تستهدف خدمة المجتمع والأفراد.

ولقد بَرْهَنت الجائزة -ورغم حداثتها- أنَّها قادرة على صنع التغيير المأمول في آلية التعاطي مع المبدعين، ليس فقط لأنها تكرِّم المتميزين منهم وأصحاب الأفكار الخلاقة، بل لأنها تنتهج نمطا مغايرا في تشجيع هؤلاء وتبنيهم على المستوى النظري والتطبيقي. فالجائزة -ومع بداية الإعلان عنها- تنطلقُ في شتى أنحاء السلطنة، فتجوب المحافظات، وتذهب إلى أولئك المجيدين في القرى والنيابات، للتأكيد على أنَّ الإبداع لا ينبغي أن يتم حصره تحت أضواء العاصمة؛ بل إنَّ عُمان الداخل تحتضن الكثيرَ من المواهب التي إذا ما هُيِّئت لها السبل ومُنحت التشجيع اللازم، فإنَّها ستُقدم كلَّ ما يخدم عُمان والإنسانية جمعاء.

ومن الرَّائع في نسخة هذا العام، أنَّ المشاركات تعكسُ التقدُّم الذي تحرزه الجائزة منذ انطلاقتها؛ فالتنافس كان مُحتدما مما وضع لجنة التحكيم في موقف لا تُحسَد عليه؛ فالجميع مُتميزون ومُستوفون للشروط، حتى إنَّه لم يتم حجب أي جائزة بدعوى عدم تحقيق شروط الترشح، بل فاق الإقبال التوقعات.

المشجِّع كذلك في نسخة هذا العام، التميُّز الذي تَطْرَحه المشروعات المتنافسة، لاسيما تلك المتعلقة بالمصطلح الجديد "إنترنت الأشياء"، وهي واحدة من مراحل تطوُّر الثورة التكنولوجية، والتي ستُحدِث طفرة نوعية في خدمة الإنسان؛ من خلال توظيف تقنيات التحكم عن بُعد والتواصل بين الأجهزة دون أي تدخل بشري مباشر.

... إنَّ "جائزة الرُّؤية لمبادرات الشباب" وهي تمضي في مسيرتها الحافلة لتؤكِّد أنَّ أبناءَ عُمان المبدعين ينتشرون في شتى المجالات، وأنَّهم يحتاجون فقط من يُطلق العنان لإبداعاتهم، ويحفِّزهم على البذل والعطاء.

تعليق عبر الفيس بوك