طهران وموسكو تتوقعان 50 دولارًا للبرميل في 2017

"الطاقة الدولية" ترجح نمو الطلب على النفط بوتيرة أسرع.. وروسيا تؤكد تخفيض 300 ألف برميل بحلول مايو

 

 

عواصم- الوكالات

توقعت وكالة الطاقة الدولية أمس الثلاثاء أن يرتفع الطلب العالمي على النفط بوتيرة أقوى من المتوقع في عامي 2016 و2017، رغم أنّه من المبكر جدا تقييم أثر الخفض المشترك للإمدادات من قبل أكبر منتجي النفط في العالم.

وقالت الوكالة في تقريرها الشهري حول سوق النفط إنّ تعديلات على تقديراتها لاستهلاك الصين وروسيا دفعتها لرفع توقعاتها للطلب العالمي على النفط هذا العام بواقع 120 ألف برميل يوميا إلى 1.4 مليون برميل يوميا، ولزيادة توقعاتها لعام 2017 بواقع 110 آلاف برميل يوميا إلى 1.3 مليون برميل يوميا. واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في 30 نوفمبر على خفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يوميا إلى 32.5 مليون برميل يوميا في الأشهر الستة الأولي من 2017 بجانب خفض آخر بواقع 558 ألف برميل يوميا من منتجين مستقلين مثل روسيا وعمان والمكسيك. وقالت وكالة الطاقة الدولية "إذا التزمت أوبك وشركاؤها من خارج المنظمة بتعهداتهم فإن المخزونات العالمية قد تبدأ في الانخفاض في النصف الأول من 2017" مضيفة أن هذا لم يكن توقعها الخاص لكنه يستند إلى الاتفاق". وأضافت الوكالة- التي تتخذ من باريس مقرا لها- "الاتفاق لمدة ستة أشهر ويجب أن نتيح له وقتا للتنفيذ قبل إعادة تقييم توقعاتنا للسوق. النجاح يعني للمنتجين تعزيز الأسعار واستقرار الإيرادات بعد عامين صعبين والفشل سيخاطر ببدء عام رابع من نمو المخزونات وعودة محتملة إلى الأسعار المنخفضة". ورفعت الوكالة توقعاتها لاستهلاك الصين من النفط بواقع 135 ألف برميل يوميا إلى 11.9 مليون برميل يوميا لعام 2016 بفضل الزيادة القوية في واردات المركبات الأروماتية (العطرية) في النصف الأول من العام الجاري وتغطية أفضل لمصافي النفط المستقلة. وقالت وكالة الطاقة الدولية إنها خفضت توقعاتها لنمو إمدادات الدول غير الأعضاء في أوبك بأكثر من النصف للعام المقبل إلى 220 ألف برميل يوميا ما يمثل خفضا بواقع 255 ألف برميل يوميا عقب موافقة روسيا و10 منتجين مستقلين على الانضمام إلى مساعي أوبك لخفض الإنتاج وتسريع عملية استعادة السوق لتوازنه. وقالت الوكالة إن إمدادات النفط العالمية ارتفعت إلى مستوى قياسي عند 98.2 مليون برميل يوميا في نوفمبر مع تعويض إنتاج أوبك للانخفاض في أماكن أخرى. وذكرت الوكالة أن إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك هبط بواقع 160 ألف برميل يوميا في نوفمبر إلى 57.1 مليون برميل يوميا، بينما ارتفع إنتاج أوبك من الخام بواقع 300 ألف برميل يوميا إلى مستوى قياسي جديد عند 34.2 مليون برميل يوميا. وفي تقريرها الشهري الأخير الصادر في نوفمبر الماضي، حذرت الوكالة من أنه بدون خفض من أي نوع فإن 2017 قد يشهد عاما آخر من "النمو القوي للمعروض" من قبل المنتجين غير الأعضاء في أوبك. وقالت وكالة الطاقة الدولية إن مخزونات النفط العالمية في أغني دول العالم هبطت للشهر الثالث على التوالي في أكتوبر لتسجل أطول فترة من الانخفاضات منذ عام 2011 ولتتراجع بواقع 74.5 مليون برميل عن المستوي القياسي المسجل في يوليو عند 3.102 مليار برميل.

وتوقع وحيد علي كبيروف الرئيس التنفيذي لشركة لوك أويل الروسية أن يتراوح سعر النفط الخام بين 40 و50 دولارا العام المقبل.

أما وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه فقال إن من المرجح أن تستقر أسعار النفط في نطاق بين 50 و55 دولارا للبرميل، مشيرا إلى أن رد فعل السوق لاتفاق أوبك الأخير بشأن خفض الإنتاج كان إيجابيا. ونقلت وكالة فارس للأنباء عن زنغنه قوله "جميع الدلالات تشير إلى أن أسعار النفط سترتفع. من الصعب التنبؤ، لكن يمكنني بالتأكيد القول بأن الأسعار ستستقر بين 50 و55 دولار للبرميل". جاءت تصريحات زنغنه عقب اجتماع مع نظيره الروسي الكسندر نوفاك. وقال إن إيران ستضع اللمسات النهائية خلال يومين على اتفاق لبيع 100 ألف برميل يوميا من النفط الخام لروسيا.

وقال نوفاك في مقابلة صحفية نشرت أمس الثلاثاء إن خفض إنتاج بلاده من النفط بموجب اتفاق جرى التوصل إليه بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والدول غير الأعضاء في المنظمة هذا الشهر سيصل على الأرجح إلى 300 ألف برميل يوميا بحلول مايو المقبل.

وفي طهران، قال نوفاك إنه سيبحث مع شركات النفط الروسية اليوم الأربعاء كيفية خفض إنتاج النفط لتنفيذ اتفاق بين أوبك والدول المنتجة للنفط غير الأعضاء في المنظمة. وأبلغ نوفاك الصحفيين عقب محادثات مع نظيره الإيراني في طهران "كل شركة ستحدد أين ستخفض إنتاج النفط، في حقول نفط قديمة أم جديدة". ووقعت جازبروم نفت الذراع النفطي لعملاق الطاقة الروسي جازبروم اتفاقية مع شركة النفط الإيرانية الوطنية أمس الثلاثاء.

 

تعليق عبر الفيس بوك