السلطنة والصين.. علاقات تتطوَّر

 

 

تُواصل السَّلطنة تعزيزَ علاقاتها الخارجية مع مُختلف دول العالم؛ انطلاقا من النَّهج السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- ودبلوماسية جلالته الحكيمة، التي تؤكِّد على بناء علاقات صداقة وتعاون وشراكة مع دول العالم.

ولقد شهدتْ العلاقات العُمانية-الصينية خلال الأيام القليلة الماضية دفعة في مسيرتها، بعدما دشَّن الناقلُ الوطنيُّ للسلطنة الخطَّ الجويَّ الجديدَ المباشرَ بين مسقط ومدينة جوانزو الصينية، وهي المقاطعة التاريخية التي تضمُّ مدينة كانتون التي استقبلتْ قبل 1200 عام أول سفينة عُمانية ترسو على الشواطئ الصينية؛ في رمزية واضحة على عُمق وقِدَم العلاقات العُمانية-الصينية.

ولعلَّ الأرقامَ خَيْرُ من يتحدَّث عن هذه العلاقات الوطيدة؛ حيث تُشير الإحصاءات إلى أنَّ الأنشطة الاقتصادية بين السلطنة والصين تشهد نموُّا خلال السنوات الماضية؛ فقد نَمَت العلاقات التجارية بين البلدين خلال العقود الأخيرة؛ إذ ارتفعتْ الاستثمارات الصينية في السلطنة لتقترب من الملياري دولار، وسجَّل التبادل التجاري 17.2 مليار دولار، وبلغ حجم الصادرات النفطية العُمانية إلى الصين 237 مليون برميل، وهو ما يُمثِّل 77 في المئة من صادرات السلطنة من النفط، ويُغطِّي نحو 10 في المئة من الواردات النفطية للصين. وبلغة الأرقام أيضًا، فإنَّ إجمالي ما صدَّرته السلطنة للصين بلغ نحو 5 مليارات دولار العام الماضي، بينما استوردتْ السلطنة من الصين بضائع بنحو 192 مليون دولار.

العلاقات العُمانية-الصنية لم تقف عِنْد الميزان التجاري وحسب، بل امتدَّت لتشمل نواحي اقتصادية أخرى؛ منها: مُشاركة السلطنة في تأسيس البنك الآسيوي للاستثمار في البنية الأساسية، علاوة على علاقات التعاون الاستثماري مع الصين في إنشاء مشروعات خارج الحدود، والإسهامات الدبلوماسية للسلطنة في التوصل لاتفاقية للتجارة الحرة بين دول مجلس التعاون الخليجي والصين.

ومن المؤمَّل أنْ تُحقِّق هذه النقلة النوعية في مجال الطيران المباشر من مسقط إلى جوانزو، زيادة في التبادل السياحي كذلك؛ إذ تُعوِّل السلطنة على جذب أعداد كبيرة من السياح الصينيين؛ بما يتماشى مع خطط التنويع الاقتصادي وزيادة مصادر الدخل.

... إنَّ العلاقات العُمانية-الصينية تعكسُ دائمًا ما تطمح إليه قيادتا البلدين في ترسيخ أسس التعاون وتعزيز مجالات الاستثمار؛ بما يعود بالنفع على الشعبين الصديقين.

تعليق عبر الفيس بوك