عواصم – الوكالات
قال منسق المعارضة السورية رياض حجاب أمس إنّ الهزيمة في حلب لن تضعف عزم المعارضين للرئيس بشار الأسد على الإطاحة به من السلطة. وقال حجاب للصحفيين بعد الاجتماع مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند إنه إذا كان الأسد وحلفاؤه يعتقدون أنّ التقدم العسكري في أحياء معينة من حلب سيعني أنّ المعارضة ستقدم تنازلات فهذا لن يحدث مشددا على أنّ المعارضة لن تقدم تنازلات.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو أمس إن الحكومة الروسية كانت تكذب باستمرار بشأن استعدادها للتفاوض على وقف لإطلاق النار في حلب متهما موسكو بتعمد خداع شركائها. وقال أيرو للصحفيين في بروكسل في أعقاب فشل محادثات في باريس في مطلع الأسبوع "إنه حديث روسيا ذو الوجهين.. شكل من أشكال الكذب المستمر. فهم من ناحية يقولون فلنتفاوض ونتفاوض من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار. ومن ناحية أخرى يستمرون في الحرب. حرب شاملة. إنها رغبتهم في إنقاذ نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد وإسقاط حلب."
وقال لدى وصوله إلى اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إن الدليل على أن هدف روسيا المعلن وهو استهداف المتشددين لم يكن حقيقيا موجود في تقارير استعادة تنظيم الدولة الإسلامية السيطرة على تدمر. وتابع "الروس الذين ادعوا محاربة الإرهاب يركزون اهتمامهم في الواقع على حلب وأعطوا الفرصة لداعش (تنظيم الدولة الإسلامية) التي تعمل على استعادة تدمر.
وقال اللواء زيد الصالح رئيس اللجنة الأمنية في حلب إن عملية الجيش السوري لاستعادة شرق حلب الخاضع لسيطرة المعارضة في مراحلها الأخيرة بعد أن سيطر الجيش على حي الشيخ سعيد وأحياء أخرى.
وأضاف في تصريحات لمجموعة من الصحفيين في حي الشيخ سعيد بعد استعادته "المعركة في شرق حلب لازم تخلص سريعا. يعني الوقت محدود جدا جدا لهم. إما الاستسلام أو الموت."
وقالت مراسلة من رويترز في المنطقة الخاضعة لسيطرة الحكومة من المدينة إن القصف لم يتوقف لحظة أثناء الليل ووصفته بأنه الأعنف منذ أيام كما وصف مدني محاصر هناك الوضع بيوم القيامة.
وقال مسؤول من المعارضة إن القوات المؤيدة للحكومة تشتبك مع مقاتلي المعارضة في حي الفردوس الذي كان في قلب المنطقة المحاصرة قبل أيام بعد أن سيطرت على حي الشيخ سعيد في الجنوب وحي الصالحين في الشرق.
وقال زكريا ملاحفجي من حركة فاستقم التي تحارب في حلب إن الوضع صعب للغاية. وذكر مصدر عسكري سوري أن الانسحاب المفاجئ لمقاتلي المعارضة يمثل "انهيارا كبيرا في الروح المعنوية للإرهابيين". وقال أبو عامر عقاب وهو موظف حكومي سابق في حي السكري في قلب المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة "الناس بتروح من قصف لقصف وبتعدي من تحت الموت بس المهم تنفد بروحها.. وضع مأساوي.. إنه يوم القيامة في حلب."
وفي الوقت الذي سيوجه فيه سقوط حلب ضربة قاصمة للفصائل المعارضة المسلحة التي تسعى إلى الإطاحة بالأسد فإن هذه الخطوة لن تقرب الرئيس السوري كثيرا من السيطرة من جديد على كامل الأراضي السورية. وما زالت مساحات كبيرة من الأراضي في سوريا تحت سيطرة الفصائل المعارضة.
من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن هجوما يشتبه أنه بالغاز وقع في منطقة يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية قرب تدمر أمس وسط قصف جوي كثيف للمنطقة نفسها مما أسفر عن سقوط 34 قتيلا على الأقل.
وقال المرصد نقلا عن مصادر محلية قرب موقع الهجوم في محافظة حماة في شرق البلاد وإلى الشمال الغربي من مدينة تدمر القديمة إن هناك حالات اختناق وإن عشرات أصيبوا أثناء قصف صاروخي مكثف على المنطقة. ونقل المرصد عن مصادر محلية أنها رأت جثثا دون جروح ظاهرة.
وقال المرصد دون أن يحدد من قد يكون مسؤولا إن الهجوم نفذ من الجو ووقع بالقرب من بلدة عقيربات الواقعة على طريق رئيسي يقود جنوبا إلى تدمر من مناطق تسيطر عليها الحكومة.
وقالت وكالة أعماق للأنباء التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في بيان على الانترنت إن 20 شخصا قتلوا ونحو 200 أصيبوا بصعوبات في التنفس "في قصف جوي روسي بغاز السارين".
ونفى الجيش السوري وروسيا استخدام الأسلحة الكيماوية. وأظهر تحقيق أجرته الأمم المتحدة هذا العام أن الجيش السوري استخدم غاز الكلور في هجمات على المعارضين وأن تنظيم الدولة الإسلامية استخدم كذلك أسلحة كيماوية في هجمات. وقالت دمشق إن نتائج هذا التحقيق خاطئة.
واستعاد مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية أول أمس مدينة تدمر على الرغم من عشرات الغارات الجوية الروسية التي سعت لإجبارهم على الانسحاب. وكان التنظيم طرد من تدمر في مارس الماضي.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها إن قرار الولايات المتحدة تعليق العمليات النشطة في الرقة بسوريا سمح لتنظيم الدولة الإسلامية بالاستيلاء على مدينة تدمر التاريخية.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أمس للصحفيين إن سقوط مدينة تدمر السورية في قبضة تنظيم الدولة الإسلامية يظهر حجم التهديد الذي ما زال يمثله.
وكان التنظيم المتشدد قد سيطر على تدمر في مطلع الأسبوع بعد أن كانت القوات الروسية والسورية قد استعادتها أوائل العام. وقال بيسكوف "إن خطر خسارة تدمر هو خسارة لكل العالم المتحضر وليس روسيا وحسب.