العمل التطوعي

 

 

تحتفل السَّلطنة بيوم التطوع العُماني، وهي المناسبة التي تمَّ تخصيصها للاحتفاء بجهود العمل التطوعي في أنحاء السلطنة، وتزامنا مع احتفالات العالم بالمناسبة ذاتها؛ مما يعكسُ الاهتمامَ الكبيرَ والواضحَ الذي تُوليه الجهات المعنية في السلطنة بهذا الجانب بالغ الأهمية.

ولا شكَّ أنَّ العملَ التطوعيَّ يُعدُّ واحداً من الاعمال الإيجابية التي يحتاجها الفرد والمجتمع على السواء؛ فمن جانب يعكسُ هذا النوع من الأنشطة السمات الخيرية لدى الأفراد، ونزوعهم إلى القيام بأعمال لا يتلقون مقابلا ماديا من ورائها، بل يحصدون مشاعر إنسانية نبيلة وشعورا بالرضا لمساعدة محتاج أو الإسهام في تنمية وتطوير قطاعات بعينها بشكل تطوعي. ومن جانب آخر، يعيش في أوساطنا شرائح اجتماعية متنوعة تحتاج إلى من يقدم لها يد العون، ويساعدها على قضاء ما تحتاجه من متطلبات، دون أن يطلب مقابلا، بل يقدمه تطوعيًّا لهم.

ولقد استمدَّ العُمانيون ثقافة العمل التطوعي من القيم الإسلامية الفاضلة، التي تحثُّ على فعل الخير والمعروف والإحسان إلى الآخرين؛ سواء بالقول أو الفعل، علاوة على تأصُّل وتجذُّر هذه الثقافة في الوعي الجمعي للمجتمع العُماني منذ القد، . وتطورت مفاهيم العمل التطوعي في بلادنا لتأخذ مناحي شتى، وتتوَّجت بتخصيص جائزة رفيعة تحمل اسم حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- للعمل التطوعي؛ بهدف تكريم وتحفيز العاملين في هذا المجال، ودفعهم إلى تقديم المزيد بما يخدم الأهداف العريضة للتطوع.

وفي غمرة الاحتفال بهذه المناسبة، ينبغي على كلِّ شاب وفتاة أن يتذكَّروا أنَّهم الأكثر قُدرة على العطاء، وبذل المزيد من الأعمال التطوعية؛ من خلال الاندماج في الفرق الأهلية والمجموعات التي تحتضنها مؤسسات التعليم العالي، على مُختلف صنوفها، وكذلك الأندية الرياضية...وغيرها من مُؤسسات المجتمع المدني التي تُعلي من شأن العمل التطوعي، وترفده بالمزيد من الخبرات والطاقات.

آن الأوان أن تتَّحد الجهود التطوعية تحت مظلة واحدة، مع الحفاظ على استقلالية كل كيان، بما يضمن تكثيف الجهود المبذولة لتحقيق أفضل النتائج، وبلوغ أسمى الأهداف من وراء هذا العمل التطوعي، ولا مانع من اندماج عدد من الفرق لتشكيل كيان أقوى قادر على مضاعفة الجهد والعطاء.

تعليق عبر الفيس بوك