فيلم عماني بدور العرض .. حلم يراود المشاهدين

الرُّؤية - خالد الخوالدي

متى يُمكننا أن نَرَى على شاشات دور العرض أفلاماً سينمائية عمانية؟ وإلى أين وصلت السينما العمانية الآن؟.. وأسئلة أخرى تتردَّد على ألسنة الجمهور العُماني الذي يتوق إلى أن يُشاهد أفلاماً ذات هُوية عُمانية في مُختلف دور العرض التي تتواجد بكثرة في السلطنة.

وحول هذه الأسئلة، التقينا عادل بن إبراهيم الفزاري الإعلامي والمتابع للفنون السينمائية، فقال: إنَّ السينما العمانية قدَّمت أفلاما خلال الفترة الطويلة الماضية على مراحل مختلفة، إلا أنَّ موضوع الدعم المالي لا يزال يشكل تحدياً كبيراً لصانعي ومنتجي الأفلام السينمائية على الصعيد المحلي، إضافة إلى تحدٍّ آخر يتعلق بقصة الفيلم، إلى جانب غياب هذا التخصص كمسار أكاديمي ومهني في سوق العمل المحلي؛ حيث إنه لا يدر ربحاً على من يحترفه ويعتبره مصدرَ دخل، وما رأيناه حتى الآن هو مجرد محاولات جادة من بعض الفنانين العمانيين الذين يحملون على عاتقهم مهمة صنع أفلام سينمائية عمانية في وطنها أولا، ونقلها إلى الخارج لاحقا، رغم ما شهدناه في الفترة الماضية من صناعة أفلام سينمائية عمانية بشقيها القصير والروائي للمشاركة في مهرجانات سينمائية خارج حدود الوطن؛ سعيا لإثبات القدرات الواعدة لديهم أو للحصول على المكافأة المالية المغرية من وراء المشاركة.

ويضيف الفرازي بأنَّ هناك مزايا تتوافر لصنَّاع السينما العمانية؛ أهمها: وجود أماكن التصوير في الطبيعة العمانية بمختلف عناصرها من السهول والجبال والبحار والوديان، وكذلك تنوع الطقس من البارد الى الحار، ووفرة الأيدي العاملة، ووجود الشباب المهتمين بمعرفة الكثير عن الفن السابع، كما أنَّ صالات العرض ترحب بعرض الأفلام العمانية؛ لأنها تدرك أن الاقبال سيكون كبيراً.

كذلك أطالب جمعيات المجتمع المدني بالتفاعل بصورة أكبر مع هذا الموضوع بمساندة من القطاع العام والخاص؛ حيث إنَّ أهمية وجود الصناعة الفيلمية تبقى شأنا عاما يلامس اسم السلطنة، وهو ما يبقي الأحلام وقَّادة لرفعة هذا الوطن العزيز. ويضيف الفزاري: السينما بشكل عام بدأت كمرحلة توثيقية لمشاهد أو رحلات وغيرها ثم تطور الموضوع بتطور الإمكانيات الفنية وزيادة الدعم المالي، وصولا إلى مواضيع مختلفة في شتى مجالات صناعة الفيلم السينمائي، والوضع الحالي في عمان يشبه ما سبق الحديث عنه في اعتقادي حيث يجب أن تركز صناعة السينما المحلية على مواضيع محددة تلامس الواقع المعاش، ولا يجب أن تتوافر فيها تلك الإمكانيات الفنية الكبيرة الموجودة في السينما العالمية.

ويرى الإعلامي عادل بن إبراهيم الفزاري أنَّ صالات العرض في السلطنة تشهد إقبالاً كبيراً، خاصة أيام الإجازات ونهاية الأسبوع؛ حيث تمتلئ الصالات عن آخرها، خاصة مع نزول أفلام جديدة في السوق، وبات لكل نجم سينمائي عالمي متابعون محليون، وكذلك سلسلة الأفلام العالمية كحرب النجوم...وغيرها، إلى جانب اختلاف الأعمار للحضور، وهذا يعكس تقدمَ مستوى الوعي الثقافي في السلطنة إذا توافرت البنية الأساسية للفنون المختلفة كالمسرح أو السينما والتصوير والنحت...وغيرها.

بينما يقول يُوسف بن علي بن عبدالله البادي: أنا لا أتابع السينما العالمية أو العربية كثيرا، ولكن هناك الكثيرَ من العُمانيين يهتمون بالسينما ويتابعونها جيداً، ولا يكون ذلك في أغلب الأحيان للتسلية وحدها، بل لاكتشاف الحدث، ومناقشته، وهم بهذا المعنى ينتقون الفيلم ويذهبون لمشاهدته، إلا أنَّ العُماني لا يمكن أن يثق بفيلم سينمائي عُماني وهو يرى مستوى جودة الأعمال الدرامية العمانية في التليفزيون، ويستطيع مُقارنتها بأي أعمال من دول أخرى، ليكتشف بسهولة ضعف مستواها؛ حتى إنَّه لا يجد أحيانا ركيزة درامية تشفع لأخطاء أخرى كأن يكون الإخراج رائعا ليشفع لضعف النص؛ لذلك لا أظن أن العماني سيوفر بعضاً من وقته للذهاب إلى السينما ومتابعة فيلم عُماني؛ لأنَّ ما عرفه من قبل عن الدراما العمانية كان سيئا، نحن لا ينقصنا كُتابا جيدين، وإنما ينقصنا حقًّا مُخرجا جيدا، ومنتجا سخيا.

تعليق عبر الفيس بوك