مسؤول في "التحالف": الأسد يهدف للسيطرة على كل حلب قبل تنصيب ترامب

سوريا: مقتل 10 في غارات جوية على شرق حلب.. وفرنسا تدعو لاجتماع بمجلس الأمن

 

 

 

بيروت - رويترز

قال المرصدُ السوريُّ لحقوق الإنسان والدفاع المدني، إنَّ غارات جوية على حي باب النيرب في الجزء الشرقي الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة بمدينة حلب، أدت أمس إلى سقوط ما لا يقل عن عشرة قتلى وعشرات المصابين أو المفقودين. وقال المرصد -الذي مقره بريطانيا- إن الغارات الجوية والتي تضمنت إلقاء براميل متفجرة أصابت العديد من أحياء حلب الشرقية خلال الليل ويوم الثلاثاء. ولم يتسن الوصول للجيش السوري للتعليق على ذلك.

وقال الدفاع المدني -وهو جهاز إنقاذ يعمل في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بسوريا- إن الطائرات الحكومية السورية قصفت حي باب النيرب أثناء محاولة الناس الفرار من الحي سيرا على الأقدام مما أدى إلى سقوط 25 قتيلا. وقال المرصد إن من المتوقع ارتفاع العدد الذي أعلنه للقتلى وهو عشرة أشخاص ولكن لم يُعرف ما إذا كان الضحايا من النازحين.

وحلب مقسمة منذ سنوات بين جزء غربي تسيطر عليه الحكومة وجزء شرقي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة وتحاصره قوات الجيش السوري وحلفاؤها منذ الصيف. وقال ستيفن أوبراين منسق الأمم المتحدة لشؤون الإغاثة نقلا عن تقارير مبدئية إن الهجمات التي وقعت في الآونة الأخيرة شردت ما يصل إلى 16 ألف شخص.

وقال مسؤول كبير في التحالف العسكري الذي يقاتل دعما للحكومة السورية إن الجيش السوري وحلفاءه يهدفون لانتزاع السيطرة على شرق حلب بالكامل من أيدي المعارضة المسلحة قبل تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب السلطة في يناير ملتزمين بجدول زمني تؤيده روسيا للعملية بعد تحقيق مكاسب كبيرة في الأيام الماضية.

غير أن المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أشار إلى أن المرحلة التالية من حملة حلب قد تكون أشد صعوبة مع سعي الجيش وحلفائه للسيطرة على مناطق أكثر كثافة سكانية بالمدينة. وفقدت المعارضة أكثر من ثلث المنطقة التي تسيطر عليها في حلب في الأيام القليلة الماضية من هجوم حكومي قتل خلاله المئات وتسبب في نزوح الآلاف.

وقالت روسيا، أمس، إنَّ تقدُّم الجيش السوري في حلب غير بدرجة كبيرة الوضع على الأرض ومكن أكث من 80 ألف مدني من الوصول إلى المساعدات الإنسانية بعد استغلال المتشددين لهم على مدى سنوات كدروع بشرية.

وقال الميجر جنرال إيجور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية في بيان "تمكن الجنود السوريون من تغيير الوضع بشكل كبير خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة وذلك بفضل العمليات المخططة بشكل جيد جدا وبتأن." وأضاف "بشكل عملي حُررت تماما نصف الأراضي التي احتلها مقاتلو المعارضة في السنوات الأخيرة في الجزء الشرقي من حلب."

وتساعد روسيا القوات الموالية للرئيس بشار الأسد في محاولة استعادة السيطرة الكاملة على المدينة بتقديم التدريب والمعدات والنصح والدعم الجوي. وأعلن الجيش السوري وحلفاؤه انتزاع السيطرة على مساحة كبيرة من أراضي شرق حلب من المعارضين في هجوم سريع هدد بسحق المعارضة في أهم معقل لها في الحضر. وأثار هذا التقدم قلق الغرب بشأن مصير السكان المدنيين في حلب.

وقال كوناشينكوف إن التأكيدات لمزاعم عن خسائر كبيرة بين المدنيين أثناء العملية أثارت قلقا لا داعي له ولكنه أشار إلى أن موسكو مصدومة بما وصفه "بعمى" الغرب فيما يتعلق الأمر بتقييم الوضع الحقيقي على الأرض. وأضاف أن أكثر من 80 ألف مدني منهم عشرات الألوف من الأطفال تمكنوا من الوصول إلى المساعدات الإنسانية الروسية المتمثلة في المياه والغذاء والدواء نتيجة للتقدم العسكري. وتابع "هؤلاء السوريون كانوا يستخدمون كدروع بشرية على مدى سنوات طويلة في حلب من جانب إرهابيين من مختلف الانتماءات.

من جانبه، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو، أمس، إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في مدينة حلب السورية التي دمرها القتال. وأضاف إيرو في بيان: "نحن بحاجة أكثر من أي وقت مضى لوضع سبل لإنهاء الاقتتال والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول دون عقبات". وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن إيرو ونظيره الألماني سيناقشان الوضع في حلب مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على هامش اجتماع في مينسك يوم الثلاثاء يبحث فيه وزراء خارجية الدول الكبرى الأوروبية خطط تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا. ومن المقرر أن تعقد فرنسا وهي أحد الداعمين الرئيسيين للمعارضة السورية اجتماعا للدول المعارضة للأسد ومنها الولايات المتحدة والسعودية وتركيا خلال الشهر المقبل

 

تعليق عبر الفيس بوك