عُرس روَّاد الأعمال

 

 

عُرس للإبداعات العُمانية الشابة، يُقام سنويًّا لتسليط الضوء على الإنجازات المتحققة لدعم واحد من أهم القطاعات الاقتصادية، والعمود الفقري لأيِّ اقتصادٍ نامٍ في العالم، وهو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

كانت السلطنة ولا تزال سبَّاقة في تقديم مُختلف أنواع الدعم لهذا القطاع منذ بداية النهضة المباركة، غير أنَّ مرحلة بعينها تطلَّبت إطلاقَ العنان لكافة جهود المؤسسات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني لدفع القطاع نحو مزيدٍ من التقدُّم، وكانت صافرة البداية للانطلاقة القوية في سيح الشامخات قبل 3 سنوات؛ حيث رسمت التوجيهات السامية خارطة طريق هذا القطاع، إذ أكد النطق السامي أنَّ "الاقتصاد الوطني لأي بلد كان هو في الحقيقة يقوم على الصناعات الصغيرة والمتوسطة... هذه هي الأسس، أسس كل الاقتصادات الوطنية".

إنَّه دَعْم غير مسبوق لقطاع شاب يُؤمل منه أن يتَّخذ دوره البارز في دفع عجلة التنمية، وقيادة دفة الاقتصاد لمراسٍ جديدة من التميُّز والإتقان. ومن هنا، تكمُن أهمية معرض "إبداعات عُمانية" الذي يستهدف إبراز منتجات رواد الأعمال؛ حيث يتجمَّع أصحاب النماذج والتجارب الناجحة تحت سقف واحد، ويكون المجال مفتوحاً لتبادل الخبرات في مختلف الجوانب التسويقية والإدارية والإنتاجية بين روَّاد الأعمال وكافة المؤسسات المعنية بقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، حكومية وخاصة.

وفي هذا العُرس السنوي يجتمعُ الشباب أصحاب التجارب في الخدمات بمختلف أنواعها في السياحة والدعم اللوجستي والتقنيات المختلفة أو في الصناعات بمختلف أنواعها وفئاتها. ومع انطلاق النسخة الرابعة لهذا المعرض يَحْظَى رواد الأعمال بالحافز والتشجيع اللازم لتحقيق طموحاتهم واستكمال ما بدأوه.

ومن يُمن الطالع أنْ يتزامن المعرض مع أحداث اقتصادية تؤكِّد السعي الحثيث للحكومة في إيجاد السياسات الملائمة لتجاوز تداعيات التراجع الحاد في أسعار النفط، ودعم التوجه نحو مزيد من تنويع مصادر الدخل، لمواصلة الإنفاق الرأسمالي على المشروعات التنموية التي تتواصل في ربوع البلاد. فانطلاق مرحلة المشاركة المجتمعية من البرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي كشفتْ عن استثمارات تتجاوز 16 مليار ريال، هي حصيلة 121 مبادرة ومشروعا مقترحا لتحقيق النمو المطلوب في القطاعات الواعدة بالخطة الخمسية التاسعة.

إنَّ المتأمِّل في المشهد الاقتصادي بالسلطنة، يُدرك حتما أنَّ الجهود تتواصل للخروج من مرحلة "عنق الزجاجة" التي تمرُّ بها اقتصادات عدة، لاسيما تلك التي كانت تعتمد على عائدات النفط لتوفير النفقات.

تعليق عبر الفيس بوك