خالد الخوالدي
بعد كل إجازة دينية أو وطنية أو غيرها يتكرر نفس الحديث أين نذهب؟ وما هو الجديد؟ ونشاهد طابور السيّارات في المراكز الحدودية دون أن يحرك هذا أي شعور بالخجل والاستحياء من قبل كل المسؤولين في الدولة عن الواقع السياحي والترفيهي المزري في البلاد فلا حدائق متطورة في المحافظات ولا مراكز تجارية على مستوى عالٍ من الجودة في مجال الترفيه ولا حتى حديقة للحيوانات يمكن الاستئناس بها.
وإذا لم أبالغ يمكن القول إن أغلب الدول السياحية وغير السياحية توجد بها حديقة للحيوانات بل إن بعض الدول بها أكثر من حديقة، بينما عندنا في السلطنة لا توجد حتى الآن أي حديقة يمكن أن يطلق عليها حديقة للحيوانات سوى عدد من المحميّات الطبيعية التي يمكن تطويرها لتصبح حدائق حيوانات بمستوى عال من الحرفية، فالسلطنة تزخر بأصناف مختلفة ومتنوعة من الحيوانات والطيور والزواحف، وتوجد بالسلطنة مساحات شاسعة من الأراضي التي لم يسطُوا عليها الساطون حتى الآن! لذا على الجهات المختصة والغيورين على مصلحة الوطن والمواطن السرعة في تخصيص أرض لحديقة حيوانات، تكون ذات موقع استراتيجي تخدم أغلب المحافظات ولا مانع من الاستفادة من تجارب الدول الأخرى التي زارها أغلب المسؤولين بلا شك.
ومن تجارب الدول في هذا الجانب أعجبت بشكل كبير بحديقة الحيوانات التي في منطقة بونشاك بأندونسيا حيث يمكن رؤية الحيوانات وهي قريبة من الزائر ويتم الدخول إليها بالسيارة وهي من السفاري الجميلة التي يجد السواح فيها متعة كبيرة، وهناك حدائق كثيرة يمكن الاستئناس بها وأخذ الأفكار منها لإقامة حديقة بمواصفات عالمية، ويمكن أن يلعب القطاع الخاص دورا كبيرا في هذا الجانب إذا ما أتيحت الفرصة له حيث زرت تجربة بسيطة وثرية الأسبوع الماضي وهي حديقة حيوانات مصغرة توجد في ولاية بركاء في منطقة النعمان وحملت مسمى متنزه النعمان وكان رغم صغر المتنزه إلا أنّه يعج بالزوار العمانيين والمقيمين من مختلف محافظات السلطنة.
إنّ عماننا الحبيبة مخزن كبير لمختلف الحيوانات التي يمكن أن تكون نواة حقيقية لحديقة حيوانات ذات سمعة عالمية ويمكن استيراد حيوانات أخرى من مختلف الدول لتكون إضافة حقيقية علما أنّ مثل هذه الحدائق لا تقتصر على الحيوانات وإنّما يكون بها مواقع مختلفة للفعاليات ومسارح كبيرة وأنشطة متنوعة تجعلها جاذبة للزوار بمختلف أعمارهم وأجناسهم.
ولا ندري ما هي أسباب تأخر إقامة مثل هذه الحديقة؟ ولكن ما ندركه ونعرفه وشاهدناه أنّ 90% من السيّارات في مواقف حديقة العين للحيوانات بدولة الإمارات العربية المتحدة كانت تحمل الألواح الصفراء للسلطنة وأنّ متنزه صغير كمتنزه النعمان في ولاية بركاء الذي عج بالزوار في أيام الإجازة وهو استراحة للأطفال في باقي أيام الأسبوع، فهل سنسمع قريبًا بشرى سارة من قبل الجهات الحكومية المسؤولة عن مناقصة أو مزايدة إنشاء حديقة للحيوانات في إحدى ولايات السلطنة، خاصة وأنّ هذا المطلب أصبح من المطالب الشعبية المتكررة أم أنّ الأمر سيظل على ما هو عليه الآن وعلى المواطن أن ينتظر الساعات الطويلة في المناطق الحدودية حتى يرفه عن أطفاله في حدائق عدد من حيواناتها أصلا من التربة والبيئة العمانية استغلوها هم وأهملناها نحن، ودمتم ودامت عمان بخير.