بصمة عمانية

 

 

من قلب التأريخ، وعمق التراث يولد النجاح والتفوق، فبأنامل مبدعة حفظت حرف الأجداد استطاعت السلطنة أن تسجل رقماً دولياً جديداً، وأن تسطّر قصة نجاح تضاف إلى سجلها المرصع بلآلئ التميز على المستوى الدولي، وتؤكد صواب نظرتها لتراثها وحسن استثماره.

فمع بزوغ فجر النهضة المباركة حظيت الصناعات الحرفية باهتمام سام لما تتميز به من إرث حضاري وباعتبارها ثمرة تاريخ أمّة أسهمت بدور ريادي في البشرية.. وها هي السلطنة تحصد 6 مراكز متقدمة بمنتجات صنعتها أنامل عمانية، هي جزء من موروثها الشعبي التراثي حيث فازت ستة منتجات حرفية ضمن منافسات جائزة مجلس الحرف العالمي للتميز الحرفي لعام 2016 والتي أقيمت بدولة الكويت، وهي الجائزة الأبرز على مستوى دول آسيا والمحيط الهادي في محور الصناعات الحرفية المطورة والتقليدية.

إنّه نجاح يأتي بعد جهود كبيرة بذلت ولا تزال تبذل، في إطار من التخطيط العلمي السليم، سواء على المستوى الميداني بإنشاء مراكز للتدريب الحرفي مزودة بأحدث الآلات والمعدات، أو على المستوى النظري والعملي بتطوير إمكانيات الحرفيين وابتكار تصاميم متطورة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، ليتمكنوا بدورهم من صنع منتج متميز قادر على المنافسة محليا ودولياً، وأن يترك بصمة عمانية خالصة.

وكان من أبرز علامات هذا التقدير اختيار الهيئة العامة للصناعات الحرفية لشغل منصب نائب رئيس مجلس الحرف العالمي لمنطقة غرب آسيا والمحيط الهادي، نظراً لإسهامات الهيئة في النهوض بالقطاع الحرفي، والجهود المبذولة نحو تعزيز العمل الدولي المشترك في مجالات حماية وتطوير الصناعات الحرفية.

وتتواصل الأنامل العمانيّة وهي تعزف لحن النجاح والتفوّق في إبراز الهويّة والحفاظ عليها، بمختلف التصاميم الحرفية في الصناعات الفضيّة والنحاسيّة والجلدية والسعفيّة والنسيجية ومنتجات النحت على العظام، وغيرها من الصناعات الحرفيّة التي استحدثتها الهيئة خلال فترة عملها السابقة.

لهذا كان طبيعيا أن تتنوع الأعمال الفائزة بالجوائز بين النسيج والفضة والذهب والفخار والخزف والأخشاب؛ حيث إنّ المجتمعات لا تتطور إلا على أساس من احترام مهن الآباء والأجداد، حتى في ظل التقدم التقني والمعرفي القائم على العلوم الحديثة.

تعليق عبر الفيس بوك