العلاج بالمسكنات إلى متى

 

محمد العليان

مازالت رياضتنا بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة تمر بمنحنى مستمر ودائم على مستوى كافة الاتحادات الرياضية المختلفة والأندية بعلاج سلبياتها ومشاكلها التي تعترضها بـ "العلاج بالمسكنات" وهذا معناه أنّه علاج لا يقضي على السلبيات والمشاكل بصفة نهائية بل يستمر مفعوله لمدة قصيرة إلى متوسطة، ثم يعود الداء ليتمكن في جسد الرياضة من جديد، وهذا العلاج أصبح الكثيرون يستعملونه وانتشر كثيراً في شتى مفاصل الرياضة العمانية، وأصبح يستخدمه الكثير للتغطية على أخطائهم وفشلهم وإدارتهم للأمور ووعودهم الكاذبة.. ويستخدم بنسبة كبيرة في الأندية لأن الأغلبية يعملون فوق إمكانياتهم المادية من أجل الشهرة، أما النوع الآخر فيعمل فوق إمكانياته ولكن لديه حلول لتجاوز هذه الأزمة المالية مثلاً،

 منتخبات مختلفة وأندية ولاعبون واتحادات عانت من هذا العلاج المؤقت والذي فيما بعد يزيد من حجم المشكلة وتكبر وتتسع مثل كرة الثلج عندما تتدحرج على الثلج تكبر رويداً رويدًا ثم تنفجر فجأة، وهذا العلاج لا يسمن ولايغني من جوع، وكأنك تقول العملية نجحت ولكن المريض مات، المؤسف أن الأغلبية يدركون وجود خلل كبير مثلاً في منتخباتنا الوطنية لكرة القدم والأندية وفرقها الكروية والاتحادات الرياضية الأخرى في عدة جوانب مختلفة منها فنية وإدارية ومالية لم تجد المعالجة والطريق الصحيح لها، وظل هذا المشهد يتكرر في كل زمان ومكان، كأمثلة لذلك منها حقوق اللاعبين خاصة المحليين المالية وكذلك مستحقات الحكام أصبحت مشكلة أزلية تتكرر في كل عام وموسم.. وكذلك تراجع منتخبنا الوطني لكرة القدم وكل المنتخبات السنية إلى الوراء منذ 7 سنوات ماضية وإلى الآن، بالإضافة إلى تراجع كثير من الأندية بشكل كبير وبقيت في الدرجة الأولى لأعوام طويلة بعد أن كانت في السابق من الأندية التي لها تاريخ ومنافسة دائمًا على كل البطولات المحلية، والكل يتفرج ولا يحرك ساكناً، في ظل تمسكهم بمواقعهم الإدارية، دون وجود حسيب أو رقيب عليهم، فلا هم طوروا أنديتهم ولا هم تركوا غيرهم يأتي ويعمل ويحقق إنجازات ويرفع من شأن الأندية..

 إنّ العلاج بالمسكنات في كل مجالاته الرياضية المختلفة يؤدي عملاً مؤقتا مثل المسكنات التي تعطي للمريض ولكنها لا تعالج وتقضي على الداء، هذه حال رياضتنا ومعظم ألعابها المختلفة (تسير بالبركة ودعاء الوالدين في معظم الأندية).. فهل هناك أيّ نوع من المساءلة عن أسباب الخسائر المادية للبعض في كل موسم وإغراق الأندية في ديون؟، هل هناك من يسأل سواءً من وزارة الشؤون الرياضية أو الجمعية العمومية للأندية للاتحادات الرياضية المختلفة أو جمعية أي نادي للنادي نفسه؟ والعكس صحيح هل سألت الأندية وجمعياتها عن حال كل نادٍ أن تذهب مداخيل النادي من الإيجارات في كل عام وخاصة أن النادي بقي على وضعه ولم يتطور بالإضافة إلى زيادة المديونية على النادي كلما أتت إدارة جديدة لأي نادٍ؟ ولدى البعض كل جرأة ليرمي علاقاته الإنسانية عرض الحائط ويستبدلها بنفاق وكذب وتزييف للمشاعر رغم أن هذه النوعية مكشوفة في الوسط الرياضي وأصبح النفاق والكذب أبسط الوسائل للوصول إلى العلاج بالمسكنات.

 آخر الكلمات (كل إنسان يصنع قدر نفسه)