أكدوا أنّ العيد الوطني فرصة لتجديد العهد والولاء لقائد النهضة المباركة

مكرمون: مجلس الدولة إحدى دعامات مسيرة العمل الوطني وركن أصيل في دولة المؤسسات

...
...
...
...
...
...
...
...

 

 

 

مسقط- الرؤية

 

أكد عدد من المكرمين أعضاء مجلس الدولة أن مناسبة العيد الوطني السادس والأربعين المجيد، فرصة لتجديد العهد والولاء لقائد مسيرة الخير والنماء حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- داعين إلى توظيف هذه المناسبة في تعميق الحس الوطني لدى المواطنين للمحافظة على ما تحقق من منجزات كمية ونوعية على أرض السلطنة منذ انطلاق مسيرة النهضة العمانية الحديثة.

وأشار المكرمون إلى ما تحقق من منجزات على صعيد بناء الإنسان والتنمية البشرية، وأن الإنجازات في هذا المجال وغيرها من مجالات التنمية، أمر يدعو للفخر والاعتزاز. كما أشادوا بما شهدته تجربة الشورى بالسلطنة من تطورات متلاحقة خلال الفترة الماضية في ظل الاهتمام السامي لجلالة السلطان المعظم -أيّده الله - مبرزين الانعكاسات الإيجابية لهذا التطور على تدعيم صرح دولة المؤسسات وتعزيز المسار التنموي لبلادنا في جميع المجالات.

 

 

وقال المكرمون إن مجلس الدولة أنجز العديد من الدراسات والاستشارات التنموية في مراحل عمله الأولى ويضطلع اليوم بعمله في مجالي التشريع والرقابة انطلاقا من اختصاصاته ومهامه.

وأكد المكرم الدكتور الشيخ الخطاب بن غالب الهنائي نائب رئيس مجلس الدولة أن مناسبة العيد الوطني المجيد، فرصة لتجديد العهد والولاء لقائد هذه المسيرة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- الذي بذل، ولا يزال، الجهد الصادق في كل ما من شأنه أن يرفع اسم عمان؛ حضارة وتاريخا، وفي كل ما من شأنه أن يجعل عمان لؤلؤة مشرقة في سماوات العالم الحي، وفي كل ما من شأنه أن يضيف لبنات خصبة من الأمن والسلام وسط عالم مضطرب. وأكد المكرم الهنائي أنّ ما تحقق على أرض السلطنة من إنجاز نوعي وكمي منذ انطلاق مسيرة النهضة العمانية الحديثة في مختلف المجالات، يعكس أكثر من دلالة موضوعية، أولها رغبة هذا الشعب المتصالح مع ذاته في بناء دولته بكل عزيمة واقتدار، وقد وجد في قيادته الحكيمة المثل العليا لهذا التطلع، فكان متوافقا مع الرؤية السامية للمضي قدما نحو هذا البناء، ومن هنا سارت مناخات التنمية وفق ما يخطط لها، مع ما يعترض ذلك في بعض الأحيان من إخفاقات ربما تأتي في سياقات كل التجارب التنموية في دول العالم، ومع ذلك يعد ما أنجز حتى الآن مكسبا ماديا ومعنويا، يقاس بحجم المتحقق على الواقع. وأضاف انه على الرغم من أن البنى الأساسية شكلت تحديا ولا تزال نظرا للمساحة الجغرافية المترامية الأطراف، والتضاريس الجغرافية المتباينة، إلا أن خطط التنمية الخمسية المتتالية استطاعت أن تنجز كل هذه البنى الأساسية على مستوى الدولة، وما يأتي اليوم من جهد في هذا المجال، فهو لا يخرج عن كونه تعزيزًا لهذا البناء ليفي بمتطلبات المرحلة المقبلة من عمر التنمية، وهذا بقدر ما هو تحد، فهو مع ذلك نعده مكسبا مهما في مفهوم قدرة هذا الإنسان على العطاء وفق ما يتاح له من فرص لبناء بلده، وتوظيف قدراته وخبراته.

منجزات النهضة

وعن دور الشباب في المحافظة على منجزات هذا العهد الزاهر، دعا الهنائي أبناء الوطن -كل في مجاله واختصاصه- إلى أن يكونوا أكثر إخلاصا وصدقا وتفانيا في خدمة الوطن، فكل منهم في أي موقع من مواقع العمل الوطني ينظر إليه على أنه الحارس الأمين بإخلاصه وأمانته وتفانيه، وبذلك تعمر المنجزات وتبقى وتتعزز، وتضاف إليها قيم أخرى من الأداء والنتائج، فما تحقق من منجزات ما كان له أن يبقى إلى اليوم ويؤتي ثماره كل حين إلا من خلال المخلصين من أبناء الوطن الذين حملوا الأمانة وأدوها ورعوها حق الرعاية والأداء، وبهذا تعمر الأوطان، وتسجل مكاسب مضاعفة، من شأنها أن تلبي طموحات وآمال الأجيال اللاحقة.

وحول ما حققته السلطنة على صعيد تطوير مؤسسات الدولة العصرية، ومواكبتها لمعطيات العصر، قال إن الدولة العصرية أعلن عنها جلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- منذ البدايات الأولى للنهضة؛ وهي الماثلة اليوم، وتتحقق عبر أكثر من مشروع من مشروعات التنمية في جميع المجالات والقطاعات.

وبشأن ما شهدته تجربة الشورى بالسلطنة من تطورات متلاحقة خلال الفترة الماضية، والانعكاسات الإيجابية لذلك على تدعيم صرح دولة المؤسسات، قال المكرم الهنائي: "ينظر اليوم إلى المسيرة الشورية في السلطنة على أنها أنموذج جميل ومميز إقليميا على أقرب تقدير، ولذلك تسجل هذه المسيرة سبقا موضوعيا في الممارسة، والخبرة، بعد أن قطعت ربع قرن من مسيرتها المباركة، وهي مسيرة تسجل مكاسب في كل مرحلة من مراحل ممارستها، وتضع السلطنة اليوم في مصاف الدول التي ترى في مجالسها التشريعية الواجهة الحضارية التي تعكس روح التضامن والتكامل بين أبناء الوطن الواحد". وأضاف: "لقد ظل المقام السامي الداعم الرئيسي والمهندس الحقيقي لمسيرة الشورى عبر رؤيته السامية من خلال التدرج الرشيد الذي راعى ولا يزال، وعي المواطن في التعامل المتوازن مع متطلبات التنمية، وما تفرزه التنمية من رؤى، واشتقاقات تفرض نفسها على المشهدين؛ الاجتماعي والتنموي في آن واحد، ولذلك تدرجت هذه المسيرة، ولم تقفز فوق الممكن والمعقول، وتطورت هذه المسيرة التي كانت تجربة في البداية، فخرجت من تحت عباءتها المجالس البلدية، والمجالس الطلابية في مؤسسات التعليم العليا، وهذا أهم مكسب تحققه هذه المسيرة، ولا تزال أجندة المسيرة الشورية تزخر بالكثير مع تقادم التجربة ونصاعتها، وحضورها الجميل على مشهد التنمية الإنسانية في السلطنة.

وحول تقييم دور مجلس الدولة في العمل الوطني وآفاق عمله المستقبلية، قال الهنائي إن مجلس الدولة يأتي في خضم المسيرة الشورية كأحد الاستحقاقات المهمة في هذه المسيرة، وقد أنجز المجلس كما نوعيا من الدراسات والاستشارات التنموية في مراحل عمله الأولى، واليوم ينجز المجلس أكثر في مجالي التشريع والرقابة انطلاقا من اختصاصاته ومهامه الحالية، ولدى أعضائه المكرمين القدرة على التعامل مع مختلف نصوص التشريع المحالة، أو تلك التي يتبناها المجلس لمعالجة مختلف مسارات التنمية.

 

مناسبة وطنية

وقال المكرم الشيخ أحمد بن ناصر النعيمي: "يشرفني بداية أن أرفع أسمى آيات التهاني للمقام السامي لمولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه - بمناسبة العيد الوطني السادس والأربعين المجيد، متضرعا بالدعاء لله العزيز القدير أن يعيد هذه المناسبة على مولانا -أبقاه الله- وجلالته ينعم بموفور الصحة والسعادة والعمر المديد، وعلى الشعب العماني الأبي بالخير واليمن والبركات. وأضاف أنّ العيد الوطني لبلادنا الغالية يمثل فجر عمان الحديث؛ حيث أشرقت في الثامن عشر من نوفمبر شمس عمان متوشحة بلباس العز والفخر، بقيادة ابن عمان البار جلالة السلطان المعظم- أبقاه الله. وتابع أن منجزات النهضة المباركة لا يمكن حصرها، فهي إلى جانب أنّها أرقام وإحصائيات هي كذلك منجزات معنوية أثرت إيجابا في حياة المواطن والمقيم على أرض عمان الطيبة، فالحديث مثلا عن التعليم لا يقاس بأعداد المدارس التي أخذت في الازدياد منذ تولى مولانا -أبقاه الله - مقاليد الحكم، إنّما يقاس بالتحول العلمي والثقافي الذي رافق عصر النهضة والحقوق التي حظي بها المواطن، وإحصائيا أخذت الأرقام تزداد عاما بعد عام من خلال الطلبة الذين يلتحقون بالمدارس التي أخذت في الانتشار في السهل والجبل إلى جانب ازدياد أعداد مؤسسات التعليم العالي من جامعات وكليات ومعاهد متخصصة رفدت كل منها سوق العمل بما تحتاجه من طاقات بشرية لضمان استمرار عجلة التنمية والبناء، وعلى ذلك تقاس الخدمات الصحية وغيرها من الخدمات التي يحتاجها المواطن والمقيم والتي شهدت تطورًا كبيرًا حتى باتت السلطنة -بحمد الله- من الدول المتقدمة في شتى المجالات.

وحول تطوير مؤسسات الدولة، أكد النعيمي أن التطوير مرتبط بالمتغيرات التي تطرأ على المجتمع والدولة على حد سواء، مما يستوجب عملية المراجعة للقوانين والأنظمة بما يضمن قيام تلك المؤسسات بواجباتها على الوجه الأكمل. وأضاف أنّ استكمال منظومة القوانين يعكس الحرص على جعل السلطنة دولة عصرية ودولة مؤسسات وقانون؛ إذ تعد بلادنا من الدول المتقدمة في مجال التشريع والتنظيم لكافة مؤسساتها الخدمية وغير الخدمية. وحول تطور تجربة الشورى في السلطنة، قال المكرم النعيمي إنّ التدرج ونقل المواطن من مرحلة إلى مرحلة سمة بارزة وعلامة فارقة في نهج السياسة العمانية الذي اختطه جلالة السلطان المعظم -أبقاه الله - منذ توليه مقاليد الحكم، ومن المعروف أنّ نظام الشورى في السلطنة أمر قائم منذ القدم؛ حيث يلتقى الجميع في ما يعرف بالسبلة لتدارس كافة الأمور ذات الصلة بين الراعي والرعية، وفي هذا العهد الزاهر تم تنظيم التجربة وتطويرها، حيث جاء نظام المجلس الاستشاري كمرحلة أولى ليقوم بدوره في مساندة الحكومة وترسيخ مبادئ الشورى في مرحلة زمنية هيأت المواطن لمرحلة مجلس الشورى، والذي تدرج في تطوره من المشاركة بالراي في صنع القرار إلى أن وصل إلى مجلس باختصاصات تشريعية ورقابية، ولديه من الصلاحيات ما يؤهله للقيام بالأدوار المنوطة به، وقد بلغ مراتب متقدمة في تشريع القوانين والأنظمة التي تتطلبها التنمية في البلاد.

وأضاف النعيمي أن مجلس عمان بشقيه الدولة والشورى، يقوم بدور مهم في العمل الوطني ويعمل مع الحكومة من أجل تطوير سبل الحياة في السلطنة، وتأتي أدواره منسجمة مع تطلعات جلالة السلطان المعظم - أبقاه الله - ويعتز الجميع بالإنجازات التي حققها مجلس الدولة برئاسة معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري وجهود المكرمين أعضاء المجلس ولجانه وأمانته العامة طوال فتراته السابقة والحالية.

خطى راسخة

وقال المكرم الشيخ ناصر الهدابي إن العيد الوطني المجيد مناسبة غالية يحتفي الجميع خلالها بإنجازات الوطن ويتطلعون إلى المزيد من المكتسبات وفقا لرؤية واضحة وتخطيط محكم للمستقبل بفضل الفكر السديد للقائد الملهم مولانا جلالة السلطان قابوس المعظم- حفظه الله ورعاه- وأضاف أن النهضة العمانية تسير بخطى راسخة ووفقا لفلسفة رائدة لباني عمان الحديثة ولأهداف راسخة تعنى بالارتقاء والنهوض بالمواطن العماني على كافة المستويات باعتباره غاية التنمية وأداتها. وتابع أن مسيرة الإنجازات تسير وفقا لمتوالية هندسية وتحقق قفزات متصاعدة في مختلف المجالات، وعلى وتيرة متزنة ووفقا لمعايير عصرية تمكنها من تعظيم المنجزات وتحقيق الاستدامة المستقبلية.

واستطرد أن مسيرة التنمية ترتكز على استراتيجية شاملة تتضمن آليات محددة من أبرزها الخطط التنموية الخمسية التي تعكس التخطيط المتقن والمتابعة والتقييم المستمر في إطار "الرؤية 2020" والتي تضمن مزيدًا من التطوير لمؤسسات الدولة ومواكبة لمعطيات العصر تفاعلا مع متطلبات المواطنين متسمة بالتدرج والتراكمية بحيث تبنى كل مرحلة على خبرة المراحل السابقة ورؤية المراحل القادمة وهو ما أضفى عليها قوة وصلابة من خلال التنوع والتعددية والتكامل والتوازن. ومضى قائلا إنّ ما تحقق على هذه الأرض الطيبة لم يكن محض صدفة، لكنه نتاج جهد مخلص من قيادة عملت ليل نهار من أجل غد أفضل، وثمرة اصطفاف وطني لجميع من عاش وأحب هذه الأرض الطيبة، والرسالة التي ينبغي توجيهها لشباب اليوم هي أن عليهم بالمثابرة من أجل أن يتمكنوا من أدوات العصر التي تعينهم على المحافظة على ما تم إنجازه والتغلب على تحديات العصر القادم من أجل غد أفضل لعمان.

وحول تطور تجربة الشورى بالسلطنة، قال المكرم الهدابي إنّ العناية التي يوليها جلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه- بالعمل الشوري منذ بداية النهضة المباركة، تجسيد عملي لواقع الشراكة الحقيقية بين مؤسسات الدولة المختلفة والمواطن، مما أثمر تطورًا ملموسًا لمسيرة الشورى، ولقد تمكن مجلس عمان من ممارسة صلاحياته التشريعية والرقابية وفق وسائل وأدوات برلمانية وصولا إلى هدفه لدعم صرح دولة المؤسسات وتحقيق أهداف التنمية الشاملة. وأوضح أن مجلس الدولة منذ إنشائه يعمل يدا بيد مع مجلس الشورى ضمن مجلس عمان في كل ما من شأنه دعم وتسهيل تنفيذ الخطط التنموية والإسهام في ترسيخ القيم الأصيلة للمجتمع العُماني والمحافظة على منجزاته من خلال ممارسته للصلاحيات التي كفلها له النظام الأساسي للدولة.

 

تعزيز قيم الانتماء

من جهتها، قالت المكرمة الدكتورة عائشة بنت أحمد الوشاحية إنّ مناسبة العيد الوطني المجيد فرحة مشتركة اعتاد العمانيون تقاسمها كل عام، وفرصة للاحتفاء وتعزيز قيم الحب والانتماء للوطن والولاء لقائده المفدى. وأضافت أن المنجزات العظيمة التي تحققت في عمان خلال 46 عامًا من عمر النهضة المباركة، ما كانت لتتحقق لولا العناية الإلهية التي قيضت لهذا الشعب القيادة الحكيمة المتفردة لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- والذي عمل على تحقيق النهضة الشاملة وفتح المجال أمام المواطن العماني للمشاركة في المسيرة التنموية، كما أتاح له ارتياد آفاق المجالات العلمية والنهل من معين المعارف والعلوم. وأضافت: "رسالتي للشباب بحسبانهم مستقبل عمان ويشكلون النسبة الأكبر بين مواطنيها، هي أن كل ما تحقق في عمان عبر العقود الماضية هو أمانة بين أيديهم وأن دورهم في المحافظة على هذه الأمانة أصعب بكثير من إضافة منجزات جديدة، وعليهم ان يتزودوا بالإخلاص والطموح للسير في طريق التقدم والتميز".

وحول تعزيز دائم دولة المؤسسات، قالت الوشاحية إنّ عمان نجحت في استشراف آفاق التطور والإمساك بزمام التميز، رغم قصر المدة الزمنية لمسيرتها كدولة عصرية، كما يتواصل السعي في سبيل تأسيس المزيد من القنوات لمقابلة حاجات وتطلعات المواطنين بما يصب في مصلحتهم ويرفع مستوى إسهامهم في صنع القرار. وأضافت أنّ تجربة الشورى في عمان تجربة عصرية ذات جذور تاريخية متأصلة منذ فجر الإسلام وهي التجربة التي بعثت في صورة عصرية على يد جلالة السلطان - حفظه الله ورعاه- مع استقرار مفهوم الدولة العصرية. وتابعت أن تجربة الشورى تبدو اليوم أكثر نضجا وتسعى للتعامل مع متطلبات المجتمع وفق معطيات عصرية متشعبة ومتشابكة، ووفقا للوضع الحالي فإنّ تجربة الشورى في السلطنة مرشحة إلى المزيد من التقدم بما يتماشى مع الوعي المجتمعي، ويعول على الجيل الحالي الكثير في سبيل ترسيخ منظومة قيمية متناسبة مع حجم الإنجاز المطلوب على مستوى الدولة ودعمًا لدور مؤسساتها المدنية في كافة الميادين.

واستطردت المكرمة قائلة إنّ مجلس الدولة يمثل الجناح الثاني لمجلس عمان، وشريك أساسي في ترسيخ التجربة البرلمانية في السلطنة، وقد سعى بكل جدية خلال الفترة الماضية إلى ممارسة دوره التشريعي والرقابي بحيوية وفاعلية، وسيبرز دور المجلس أكثر - بإذن الله - خلال الفترة المقبلة وزيادة فعالية العمل البرلماني داخل المجلس كمؤسسة ذات خبرات متخصصة.

مناسبة مجيدة

وقال المكرم الدكتور إسماعيل بن صالح الأغبري إنّ العيد الوطني مناسبة مجيدة لكل عماني ومقيم على أرض عمان، وهي محطة من محطات عبور عمان نحو البناء، وبمثابة الجسر الرابط بين أبناء الوطن الواحد مع بعضهم وبينهم وبين سائر الأقطار إقليميا ودوليا. وأضاف الأغبري أنّ جلالة السلطان المعظم عمل على التطوير الاقتصادي من خلال خطوات عدة؛ منها غرس الأمن والاستقرار في البلاد وإيجاد فرص العمل وتنويع مصادر الدخل حتى تمكنت السلطنة من الصحوة بعد الكبوة ومن اليقظة بعد الغفلة. وتابع أن كبار السن ذاكرة لمن أراد أن يتعرف على منجزات جلالة السلطان ويقارن كيف كان الوضع التعليمي قبل جلالته ثم كيف صار في عهد جلالته؛ حيث لا يكد يجد كثير من أهل عمان من يقرأ له رسالة أو يخط خطا، إذ لا مدارس ولا معلمين ولكن في عهد جلالة السلطان بدأ التعليم من تحت شجرة ثم خيمة ثم صناديق ثم بنيان مرصوص بمواد ثابتة، فأحدث جلالته نقلة نوعية في مختلف أنواع التعليم.

وحول تطور مسيرة الشورى، قال المكرم الأغبري: "لقد تميزت الشورى في السلطنة بالصبغة العمانية الخالصة، والخصوصية الوطنية الفريدة؛ حيث إن جلالته راعى في تطوير التجربة ثقافة البلاد وخصوصية أهل عمان لذلك وطد أمر الشورى وفق منهج عماني متفرد بعيد عن الصراخ والانفعال، تدرجت الشورى في البلاد من مجلس استشاري معين، إلى مجلس للشورى يُنتخب أعضاؤه من قبل المواطنين.

وأشار إلى أن مجلس الدولة هو أحد جناحي مجلس عمان ويضم نخبا ممن مارسوا العمل السياسي والثقافي والأكاديمي والاقتصادي والعسكري، ويهدف إلى المساهمة بفعالية في بناء عمان والقيام بدور ريادي في ذلك. وبين أن المجلس أحد روافد الدولة في المقترحات والتوصيات والدراسات الاقتصادية والفكرية والاجتماعية والقانونية، وأحد أركان دولة المؤسسات الفاعلة، كما يتولى المجلس دراسة الكثير من المواضيع التي من شأنها تحقيق مزيد من الرقي، كما إنّ المجلس ينال ثقة المقام السامي بما يحال إليه من مواضيع لدراستها.

 

مشاعر الفرح

من جانبها، قالت المكرمة مريم بنت عيسى الزدجالية إنّ الاحتفال بالعيد الوطني المجيد يعد ترجمة لفرحة شعب بما تحقق على أرض الوطن من منجزات على مدار 46 عاماً، وهي مناسبة للتعبير عن مشاعر الولاء والعرفان لجلالة السلطان - أبقاه الله -على ما تحقق وسيتحقق في عمان في عهده الميمون. وأضافت أنه منذ تولي جلالة السلطان المعظم -أبقاه الله - مقاليد الحكم في عام 1970 بدأ ببناء الإنسان والبلاد معا؛ حيث أشرقت شمس النهضة على عمان وبدأت المؤسسات تنهض، وأخذ الإنسان العماني ينال حقه من التعليم والصحة والوظائف وغيرها، وأصبحت المرأة العمانية جزءًا من منظومة المجتمع العماني بعد أن كانت مسلوبة الحقوق. وتابعت القول إنّ الشباب العماني مدعو إلى المساهمة الإيجابية في تعزيز منجزات النهضة من زيادة الحصيلة العلمية، وتعلم أشياء جديدة ومبتكرة ليقوموا بعد ذلك بتطبيقها خدمة لسلطتنا الحبيبة، إضافة إلى دورهم في المحافظة على المكتسبات التنموية التي تحققت لبلادنا في مختلف المجالات.

وحول تطور مسيرة الشورى في السلطنة، قالت المكرمة مريم الزدجالية: "عندما تأسس مجلس الشورى في عمان كان لهدف إشراك المواطنين في الآراء والقرارات التي تتخذها الحكومة، وتجربة الشورى في عمان اليوم ثرية ومختلفة عن تجربتها في التسعينيات، ويعود ذلك كله إلى التطور السريع الذي يشهده العالم في مجالات الحياة، وبفضل التقنية الحديثة التي يوظفها مجلس عمان، وأيضًا من خلال استضافته لعدد من المسؤولين". وأكدت أنّ مهام مجلس الدولة تتكامل مع ما يقوم به مجلس الشورى، ويسعى مجلس الدولة لخدمة الوطن والمواطن، واتطلع إلى أن تحمل المرحلة المقبلة قضايا تخص الشباب بشكل أعمق مثل التعليم والتوظيف وغيرها، إضافة إلى أنّ تعزيز التعاون مع مجلس الشورى باعتباره أمر مهم للغاية لأنّ المجلسين لا يمكنهما العمل بشكل منفصل، وهناك الكثير من القوانين والمقترحات التي أقرت نتيجة لاتفاق المجلسين عليها.

 

مثار إعجاب وتقدير

وقالت المكرمة لجينة بنت محسن الزعابية: "ونحن نستشرف عبق العيد الوطني السادس والأربعين المجيد، نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لباني نهضة عمان الحديثة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه - ولحكومته الرشيدة ولكافة الشعب العماني، ونسأل الله العلي القدير أن يعيد هذه المناسبة على جلالته أعواما عديدة وأن يمتعه بالصحة والعافية وأن يعيدها على الشعب العماني كافة بالخير والبركات. وأضافت أنّ ما تحقق من إنجازات في ظل النهضة المباركة هو مثار إعجاب وتقدير العالم أجمع، وقد أصبحت تلك الإنجازات العظيمة والتاريخية سمة ومفخرة لعمان وأهلها، وغني عن البيان ما تحقق على مستوى السلطة السياسية بإرساء دعائم الشورى ودولة المؤسسات العصرية وأصبح مفهوم الشورى واقعا ممارسا لحكم رشيد، وترسخت تجربة الشورى في عمان بالقدر الذي أصبحت فيه نموذجا يحتذى من قبل الدول الأخرى.

تعليق عبر الفيس بوك