التسامح.. الفريضة الغائبة

 

 

يعكس احتفال السلطنة باليوم العالمي للتسامح القناعة الراسخة بأنّه بلا بديل عن تطبيق هذه الفريضة الغائبة، ودعوة النّاس أجمعين لإعلائها باعتبارها قيمة مثلى في نشر السلام على الأرض.

والسلطنة إذ تحتفل بهذه المناسبة فإنّ ثمة رسائل عديدة يمكن قراءتها، منّها الحرص السامي من القيادة الحكيمة لبلادنا بأنّه لا مناص من تبني قيم التسامح في عالم يموج بالأخطار، ويتقلب في براثن الفتن والحروب، ويكتوي أبناؤه بنيران المعارك الضارية التي لا تريد أن تكتب السطر الأخير من هذه الملهاة.

وقد ترجمت السلطنة هذه الاهتمام الكبير بنشر قيم التسامح في العديد من المواقف، ولا أدل على ذلك من المعرض الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الذي يحمل عنوان "معرض التسامح الديني في سلطنة عمان"؛ حيث يجوب هذا المعرض مشارق الأرض ومغاربها سعيًا من القائمين عليه إلى نشر قيم المحبة والإخاء، لا سيّما بين هؤلاء الذين لا يدينون بالإسلام، في مسعى حميد وحرص حثيث على نشر القيم الإسلامية التي تدعو إلى التسامح والتعايش مع الآخر، خاصة في ظل ما يتعرّض له ديننا الحنيف من حملات للتشويه والهجوم الشرس. وما يؤسف له أنّ البعض ممن ينتسبون زورًا وبهتانًا إلى ديننا الحنيف يتسببون بصورة أو أخرى في تكوين صورة خاطئة لدى غير المسلمين عن الدين الحنيف، دون أن تتاح لهم فرصة التعرّف على حقيقة هذا الدين، وما يحمله من رسائل سامية تدعو إلى التزام التسامح والعفو والتعايش مع الآخر، حتى ذلك المختلف في الدين أو العرق أو اللون.

وبالتوازي أيضًا، تنظم الوزارة على فترات "معرض رسالة الإسلام من عمان"، وهو المعرض الذي يعد أحد أهم المحافل الدوليّة التي تنشر قيم الإسلام السمحة التي يطبقها العمانيون، ويبرز كذلك روح التعايش في المجتمع العماني، بكل ما فيه من تعددية واختلاف في الأعراق والجنسيّات والأديان.

إنّ إعلاء قيم التسامح بات أمرًا لازمًا على كل ذي عقل يحيا في عالمنا الحالي، كما إنّ تبني نهج السلام والتعايش يجنب الإنسان على هذه البسيطة ويلات العنف والدمار والتخريب، وينزع من قلوب البشر مشاعر الحقد والضغينة، ويغرس بدلا منها الحب والتعايش والتآلف.

تعليق عبر الفيس بوك