شباب بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي:

السلطنة جسدت قيم التسامح داخليا وخارجيا منذ فجر التاريخ

 

 

 

 

النموذج العُماني في التسامح والتعايش يُحتذى به

 

 

 

تُشارك السلطنة مثيلاتها من دول العالم الاحتفالَ باليوم العالمي للتسامح، والذي يرجع تاريخ التفكير في إعلانه إلى العام 1993، حين اتَّخذتْ الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم (126/48)، الذي يقضي بأنْ يكون العام 1995 هو "العام الدولي للتسامح"؛ بناءً على مبادرة من المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو الدولية المنعقد في 16 نوفمبر 1995. وفي 12 ديسمبر عام 1996 أصدرتْ الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم (95/51)، ودعت بموجبه الدول الأعضاء فيها إلى الاحتفال بـ"اليوم العالمي للتسامح" في يوم 16 نوفمبر من كل عام. وبناءً على ذلك، اعتمدتْ الدول الأعضاء "إعلان مبادئ التسامح الأممي".

واستطلعتْ "الرُّؤية" آراءَ مجموعة من شباب السلطنة حول أهمية قيمة التسامح في تحقيق الأمن الاجتماعي، والدور الذي أسهم فيه نهج السلطنة لإرساء ثقافة التسامح على الصعيديْن: الداخلي والخارجي؛ مما جَعَل منها قبلة للتعايش السلمي والانسجام الاجتماعي.

 

الرُّؤية - سَيْف المعمري

 

 

 

 

وقال حمد بن سالم الحراصي: "يعد التسامح قيمة حضارية أساسية لتوفير التنمية والتقدم لأي مجتمع، وهي كذلك قيمة تُسهم على خلق تعايش سلمي مبني على تعزيز أواصر الأخوة والتعاون بين فئات المجتمع على اختلاف أجناسهم وطوائفهم وأديانهم وثقافاتهم، وهي أيضا بلا شك مدعاة لتقوية الثقة والألفة بينهم". ويضيف قائلا: بلاشك سياسة السلطنة مرتكزة على التسامح، ولا غرابة في هذا؛ كون هذه السياسة تستقي نبعها من الشريعة الإسلامية التي جاءت ناطقة بوضوح في هذا الجانب، وما عُرف عن العُمانيين قديما وحديثا يُؤكِّد كيف كانت قيمة التسامح حاضرة؛ سواء داخليا فيما بينهم، أو على الصعيد الخارجي مع الشعوب الأخرى، وعلى المستوى السياسي للدولة وعلى مستوى أفراد المجتمع، وقد عملتْ السلطنة على تجسيد التسامح من خلال مختلف الصور والأشكال؛ ومن ذلك: جعل التسامح سمة أصيلة ومميزة للمجتمع العُماني من خلال الترابط والتواصل على مبدأ احترام وتقدير الآخر وحق الحرية في العقيدة...وغيرها. كذلك، فإنَّ السلطنة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- ترفض كلَّ صُور التعصُّب والتطرُّف والتدخل في الشؤون الداخلية، وتؤكد على أن صداقتها مُمتدة مع الجميع على أساس من الاحترام المتبادل، كما تدعو دائما في خطاباتها المحلية والعالمية إلى التفاهم والتسامح من أجل الوصول إلى كلمة سواء، بعيدا عن كل ما يؤدي إلى خلق النزاعات والعداوات بين الأفراد والشعوب.

وأضاف الحراصي: استطاعت السلطنة كذلك أن تعزِّز قيمة التسامح وتنشر رسالتها بين الشعوب من خلال تنفيذها لعدد من المشاريع والمبادرات المستمرة والداعمة لهذه القيمة، ومن تلك المشاريع والمبادرات كراسي جلالة السلطان قابوس في الجامعات العالمية المرموقة، والتي أرادها جلالته -أبقاه الله- أن تكون منابرَ تعكس جهود السلطنة في نفع الشعوب وإثراء التراث العالمي، ومن هذه المشاريع التبادل الطلابي الثقافي مع مختلف الدول، وما تقوم به جامعة السلطان قابوس لطلابها وكادرها التعليمي من تنظيم زيارات سواء كانت ثقافية أو أكاديمية، واستقبال زوار من مؤسسات تعليمية من مختلف الدول.

وأوضح الحراصي أنَّ القوانين والتشريعات نظمت مواضيع التعايش والسلم والتسامح بين الجميع، كما كفلت العيش الكريم لكل من يعيش على أرض السلطنة بأمان وسلام وطمأنينة. ومن تلك القوانين ما جاء في النظام الأساسي للدولة؛ حيث كفلت المادة (28) من النظام الأساسي للدولة للمواطن والمقيم بالسلطنة حرية القيام بالشعائر الدينية، طبقا للعادات المتبعة، على ألا يخل ذلك بالنظام العام أو بالآداب، كذلك ما يكفله القانون العُماني لكل مقيم على أرض السلطنة من حق تمتعه بحماية شخصه وأملاكه بصفة قانونية، مع ما عليه أيضا من مراعاة لقيم المجتمع واحترام تقاليده وعاداته، وهو ما يُعزِّز قيمة التسامح بين كل من يعيش على أرض السلطنة. وأضاف: من المهم جدًّا زرع قيم التسامح في نفوس الناشئة، ليعيشوا بإيجابية، محبين للآخر ومتقبلين له، مقدرين لوطنهم، ومبتعدين عن كل ما يؤدي به إلى التطرف واحتقار الآخر، وعلى الأسرة دور كبير في تعزيز قيمة التسامح لدى أبنائها كونها الحضن الأول؛ لذلك على أولياء الأمور أن يكونوا قدوة لأبنائهم، وأن تكون قيمة التسامح حاضرة معهم في تربيتهم وتعاملهم مع أبنائهم أو مع من في محيطهم، أن تكون تلك التربية مبنية على أساس الحوار والتشاور لا على العنف والاستبداد بالرأي والتعصب له.

بينما قال سلطان بن سليمان المعمري: إنَّ التسامح إحدى ركائز استقرار المجتمع، ولابد من السعي المستمر لترسيخه لدى الصغار من الأسرة والمدرسة والمؤسسات المختلفة، وقد استطاعتْ السلطنة تعزيز التسامح؛ حيث جاءتْ التشريعات العُمانية مرسخة للتسامح، وكان لها الأثر في الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي نعيشه وحب المجتمعات المحبة للسلام. والنموذج العُماني في التسامح والتعايش يُحتذى به بين الشعوب؛ حيث كان للعُمانيين دور فعَّال في نشر الأخلاق والقيم الرفيعة عبر رحلاتهم إلى الشعوب الأخرى والبلدان، والسلطنة تنتهج نهج الاعتدال والوسطية والابتعاد عن التطرف والتعصب والشعارات البغيضة التي تؤدي إلى العداء والتوتر بين الثقافات والحضارات.

وأشار محمود بن سالم الشبيبي إلى أهمية قيمة التسامح في أي مجتمع.. قائلا: التسامح النقطة الجوهرية التي تميِّز كلَّ مجتمع؛ فبالتسامح تسمو الأخلاق وترقى الأمم، واستطاعت السلطنة أن تعزز قيم التسامح في المجتمع العُماني عن طريق المنهج السديد لصاحب الجلالة -حفظه الله- وذلك من خلال سن التشريعات، واستطاعت السلطنة أن تكيف القوانين في مصلحة المواطن العُماني والذي يظهر في خلقه التسامح وفي تعامله مع من هو نظيرة ومن هو قادم إلى عُمان.

ويضيف الشبيبي قائلا: أهمية غرس قيم التسامح في نفوس النشء تكاد لا تخفى على أي مربي سواء البيت أو المدرسة أو المجتمع؛ فالتسامح تُنشر الأخلاق والتعاملات الحميدة والمحبة بين أفراد المجتمع وتقوى أواصر التواصل وتُبنى الجسور التي تنفع بين الجميع، وعلى المؤسسات التربوية والمتمثلة في الأسرة والمدرسة والمجتمع المساهمة في غرس قيم التسامح في نفوس الأبناء من خلال التربية السليمة بحضور المحاضرات والندوات التي تلهم رب الأسرة والمعلم كيفية غرسها في أبنائهم وطلابهم بشكل عميق؛ حيث يحافظ التسامح ويسهم بدرجة كبيرة في الحفاظ على الروح الجماعية وحب الخير وانتشار الأمن في المجتمع وغرس الطمأنينة. وأكمل قائلا: مشاركة السلطنة في اليوم العالمي للتسامح له أثر فاعل؛ كون السلطنة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- قامت بمساهمات عالمية في إرساء ثقافة التسامح والوئام والانسجام بين جميع شعوب العالم؛ فالتسامح به ترقى الأمم وتقوم الحضارات وتبنى الدول.

وقال علي بن عبدالله البريكي: إنَّ التسامح في أي مُجتمع من أهم القيم الراقية؛ لما يؤدي إليه من تحسين العلاقات بين أفراد المجتمع على اختلاف معتقداتهم وثقافاتهم ومذاهبهم؛ مما يسرع من عجلة التنمية ويجنِّب المشاكل الناتجة عن العصبية والتعنت، ولله الحمد فسياسة السلطنة في التعامل مع جميع أطياف المجتمع تحترم مختلف ثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم ومذاهبهم واحترامها يشمل قدوة لجميع افراد المجتمع؛ حيث جاءت القوانين العُمانية لتحافظ على حريات الأفراد وتنميتها بغرس ثقافة التسامح بين أفراد المجتمع، كما أنَّ غرس قيم التسامح تنشئ السلوك الإيجابي لدى النشء ويتحوَّل إلى عادات مع الوقت ليصبح ثقافة وقناعة؛ لذا أصبح توجيه النشء نحو ثقافة التسامح أحد أدوار الأسرة والمدرسة وممارسة المجتمع لهذه السلوكيات تعزِّز وترسِّخ هذه الثقافة لدى النشء، ووجود القدوات على مستوى شخصيات المجتمع له الدور الإيجابي في عُمق هذه الميزة في المجتمع. ويضيف: من أهم المخرجات التي تعمل عليها ثقافة التسامح تحقيق الأمن الاجتماعي، ونبذ البغضاء بين جميع فئات المجتمع، ومشاركة السلطنة بهذا اليوم تأكيد على اهتمامها الدائم بهذا الجانب وهذه القيمة، وأنها حريصة على تعزيز هذه القيمة المجتمعية المهمة، والشعب العُماني متسامح بطبعه وهي صفة أصيلة فيه.

وقال وليد بن سيف بن سدار الزيدي، إنَّ قيمة التسامح تكسب المجتمع ثقة وتعاون أفراده على الاستمرار في الإنجازات، وقد استطاعتْ السلطنة أنْ تعزِّز قيم التسامح في المجتمع في كثير من المواقف رأيناها من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في مسامحة الغير؛ سواء على المستوى الداخلي أو حتى الخارجي؛ فكسب بذلك احترام وتقدير جميع شعوب الأرض. ويضيف: إنَّ القوانين والتشريعات العُمانية تدعو للتسامح بدليل وجود لجان المصالحة كمؤسسات تُعنى بتقريب وجهات النظر، وتُسهم في حلحلة الخلافات قبل أن تصل إلى القضاء، وأصبح من الأهمية أن يتم غرس قيمة التسامح في نفوس الأجيال لتخلق أفراد وأسر ومجتمعات قوية وقادرة على البناء والتنمية، دون النظر إلى الخلافات التي تدمِّر التنمية، ولا بد أنْ يكون هذا الدور تكامليًّا بين الأسرة والمدرسة والمجتمع، حسب القدرات والإمكانات المتاحة، للحفاظ على المودة والانسجام ودفع المجتمعات إلى الرقي والبناء.

فيما أشار أحمد بن ربيع الشكيلي إلى أنَّ التسامح من شيم المجتمع العُماني، والمتصلة بأفراده على مرِّ التاريخ، وهذا ما يلمسه كل شخص تطأ قدمه أرض الوطن؛ حيث يلمس عدل ومساواة في جميع النواحي، وهو ما أرساه حضرة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- منذ إشراقة شمس النهضة في البلد من خلال سياساته وتوجيهاته السامية وخطاباته، وكذلك في سن قوانين ولوائح تجرِّم وتدين كل ما يمس مبادئ التسامح والإخاء في المجتمع العُماني؛ لذلك تجد في هذا البلد المعطاء التعايش والألفة بين جميع الأطياف والمذاهب، فيُضرب به المثل في العالم.

وقالتْ مريم بنت سرحان المقبالية: إنَّ التسامح يكسر الخلافات ويحرق العداوات، فبه المجتمع يُبنى ويتطوَّر، وقد استطاعت السلطنة أن تعزِّز قيم التسامح حيث لم تفرق بين الديانات، ولم تدعو للقبلية، بل دعت إلى الانسجام والتعايش على أساس الوطن والاحتماء به وحده؛ فالتسامح يبني منهم جيلا مميزا قادرا على خلق الحب والتراحم وهدم الخلافات والعداوات، ولكي تنشء مجتمع فأنت بحاجة إلى غرس التسامح في نفوس أفراد المجتمع، فهو أساس البناء المتين.

تعليق عبر الفيس بوك