في ندوة علمية أقامتها "الكُتّاب والأدباء"

إبراز خصوصية وأهمية الموسوعات العمانية في إثراء المكتبة الوطنية

مسقط- الرؤية

كشف 4 من الباحثين العمانيين خصوصية وأهمية الموسوعات العمانية المعرفية في إثراء المكتبة العمانية وذلك في الندوة التي أقامتها الجمعية العمانية للكُتّاب والأدباء بمقرها بمرتفعات المطار، وقدمها الدكتور محمد بن حمد الشعيلي.

في المحور الأول للندوة استعرض الباحث خميس بن راشد العدوي تجربته الشخصية مع الموسوعة العمانية وإخراجها للمتلقي في صورتها النهائية، مشيرًا إلى أنها ليست أول ولا آخر موسوعة خرجت وستخرج للقارئ، وإنما هناك موسوعات علمية عُمانية سبقتها وجاءت بعدها موسوعات أخرى كموسوعة المانجو على سبيل المثال.

وأضاف العدوي أنّ القائمين على الموسوعة واجهوا تحديًا كبيراً ألا وهو إخراجها في الوقت المقرر لها والسبب يعود لإشكاليات ظهرت في الصياغة اللغوية، حيث تم تشكيل فريق علمي لتجاوز هذا الإشكال وكان الدكتور حسين العبري من أصحاب الأثر الإيجابي في ذلك.

وأشار العدوي إلى أن كل مشروع في الحياة لا يخلو من هفوات أو سلبيات وهي التي واجهتهم في بناء الموسوعة العمانية تتمثل في جمع المواد العلمية وتصنيفها والعمل على إعادة صياغتها إضافة إلى البحث والتقصي عن كل التفاصيل التي يُراد لها أن تكون في هذه الموسوعة.

الباحث محمد بن عامر العيسري قدم المحور الثاني حول (التأليف الموسوعي في عمان .. كتاب الضياء للعوتبي نموذجاً)، وأشار إلى أن ظهور التأليف الموسوعي -وفقاً لما وصل إلينا- كان في القرن الثالث الهجري بكتاب محمد بن محبوب (ت:260هـ) الذي يروى أنه يقع في سبعين سفراً، ثم كتاب الخزانة المنسوب إلى نجله بشير بن محمد بن محبوب في سبعين سفراً. وفي القرن الخامس ظهر كتاب الضياء للعوتبي في 24 جزءاً. موضحًا أن كتاب الضياء للعوتبي يمتاز عن غيره بأنّ مادته أكثر تنوعاً بين فنون المعرفة.

وتحدث الباحث فهد بن علي السعدي ضمن المحور الثالث عن موسوعة "التأريخ السياسي والعلمي للسويق والمصنعة" من الفكرة إلى الطباعة، وتناول المراحل التي مرّت بها في التأليف، والصعوبات التي واجهها الباحث في كلّ مرحلةٍ. كما سلّط الضوء على أهمّ الأسباب التي من أجلها كانت هذه الموسوعة، ومن أهمّها عدم وجود مصادرَ وافيةٍ تتناول تأريخ الباطنة تفصيلًا. مع ذكر المصادر والمراجع التي استقى منها الباحث موسوعته، وهي تتجاوز ألفي مرجعٍ، أغلبها مخطوط.

أما الباحث محمد بن عبد الله السيفي فقد تحدث من خلال المحور الرابع عن موسوعة (السلوى في تاريخ نزوى)، وأشار إلى أنّ هذه الموسوعة خرجت في السنة المنصرمة2015 من قبل وزارة التراث والثقافة العُمانية بمناسبة الاحتفاء بنزوى عاصمة الثقافة الإسلامية، وتضمنت 3 أبواب، الأول التعريف بالسلوى وبداية فكرة التأليف وأسبابها والصعوبات والمراجع المعتمدة وأهميتها في مجلدات وأجزاء الكتاب، أما الباب الثاني فكان عن مواد الكتاب العامة والتفصيلية، موضحًا الأرقام والإحصائيات الإنتاجية للعمل الذي قام به السيفي، والباب الثالث، عن التوصيات التي تتعلق بالموسوعة وآفاق العناية بها بعد صدورها.

واعتمد السيفي في جمع مادة هذا الكتاب على تقليب آلاف المخطوطات حيث لجأ إلى دائرة المخطوطات بوزارة التراث والثقافة معتمدًا على أكثر من 600 مخطوط، إضافة إلى مكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي باعتبارها تحتضن كثيرًا من المخطوطات، ومجموع المخطوطات التي استيفد منها لصالح السلوى قرابة 500 مخطوط.

تعليق عبر الفيس بوك