حزب موال للأكراد يقاطع البرلمان جزئيًا احتجاجًا على حملة اعتقالات

الرئيس التركي يتهم أوروبا بدعم المسلحين الأكراد تشجيعا للإرهاب

أنقرة – الوكالات

اتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أوروبا أمس بتشجيع الإرهاب من خلال دعمها لحزب العمال الكردستاني وقال إنه لا يهتم بأن تصفه أوروبا بديكتاتور وهو يقضي على الجماعة الكردية المسلحة والمتعاطفين معها. وقال في كلمة بثها التلفزيون "أوروبا بأكملها تشجع الإرهاب. حتى رغم أنهم أعلنوا حزب العمال الكردستاني تنظيما إرهابيا.. نرى كيف يتحرك حزب العمال الكردستاني بحرية وراحة في أوروبا. لا أهتم إذا وصفوني بالديكتاتور أو أي وصف آخر. الكلام يدخل من أذن ويخرج من الأخرى. ما يهم هو ما يصفني به شعبي."

وكانت تركيا أثارت انتقادات دولية بعد اعتقال يوم الجمعة زعيمي حزب الشعوب الديمقراطي ثاني أكبر حزب معارض في البرلمان ضمن تحقيق عن الإرهاب. وتتهم الحكومة حزب الشعوب الديمقراطي بأن له صلات بحزب العمال الكردستاني وهو ما ينفيه الحزب.

وقال إردوغان إن البرلمانيين الذين يتصرفون كإرهابيين يجب أن يعاملوا على هذا الأساس. وقال إن النظام القضائي في تركيا مستقل وليس لأحد حتى هو الحق أو السلطة للتدخل في العملية القضائية.

ومن جانبه، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أمس إن حزب الشعوب الديمقراطي المعارض المؤيد للأكراد قدم التمويل للإرهاب وإن كل من يؤذي البلاد سيدفع الثمن. وأضاف في كلمة نقلها التلفزيون "ندعوكم منذ سنوات للقول إنكم ضد الإرهاب والتنظيمات الإرهابية. ولم تنصتوا... لسنوات نقلوا الأموال التي أرسلناها إلى البلديات للإرهاب."

وقال إنّ "أي شخص يضر بهذا البلد سيدفع الثمن وما من سبيل آخر. ليس فقط من يفجرون ويحرقون بل من يدعمون الإرهاب."

وتقول الحكومة إن حزب الشعوب الديمقراطي على صلة بحزب العمال الكردستاني الذي يشن حركة تمرد في سبيل منح الأكراد الحكم الذاتي. وينفي حزب الشعوب الديمقراطي ثاني أكبر حزب معارض بالبرلمان التركي أي صلات مباشرة له بحزب العمال الكردستاني.

وأعلن حزب الشعوب الديمقراطي عن مقاطعة جزئية للبرلمان أمس بعد اعتقال رئيسيه. وقال يلدريم إنه إذا لم يحضر نواب الحزب جلسات البرلمان فإنهم بذلك يخونون الشعب التركي.

وكان الحزب المؤيد للأكراد قد أعلن أمس "تعليق النشاط التشريعي" بعد اعتقال زعيميه ونواب آخرين من الحزب في خطوة أثارت انتقادات دولية. وقال الحزب وهو ثاني أكبر حزب معارض في البرلمان التركي إنه لن ينسحب تماما لكن نوابه لن يشاركوا في جلسات البرلمان أو اجتماعات اللجان البرلمانية.

وقال أيهان بيلجن المتحدث باسم الحزب في بيان تمت تلاوته أمام مكاتب الحزب في ديار بكر وبُث على الإنترنت "بعد مناقشات مع مجموعتنا البرلمانية ومجلسنا التنفيذي المركزي قررنا تعليق نشاطنا التشريعي في ضوء كل ما حدث."

وقال إن مسؤولي الحزب سيتشاورون مع أنصاره وكثير منهم في جنوب شرق تركيا الذي تقطنه أغلبية كردية ثم قد يدرسون بعد ذلك الانسحاب الكامل من البرلمان.

ويوم الجمعة اعتقلت السطات صلاح الدين دمرداش وفيجن يوكسيكداج زعيمي الحزب في انتظار محاكمتهما ضمن تحقيق يتعلق بالإرهاب. وجرى اعتقال عشرة آخرين من نواب الحزب غير أنه أُفرج عن بعضهم في وقت لاحق.

وأبدت الولايات المتحدة بالغ قلقها في حين استدعت ألمانيا والدنمرك دبلوماسيين أتراك بعد الاعتقالات الكردية. وقال رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز إن تلك الإجراءات "تشكك في أساس استدامة العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا".

ويتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم حزب الشعوب الديمقراطي بأن له صلات بحزب العمال الكردستاني الذي شن تمردا ضد الدولة منذ ثلاثة عقود من أجل الحصول على حكم ذاتي للأكراد. وتعتبر تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزب العمال تنظيما إرهابيا.

وينفي حزب الشعوب الديمقراطي - الذي دخل التاريخ العام الماضي عندما أصبح أول حزب كردي يفوز بعشرة بالمئة من الأصوات ويدخل البرلمان - أي صلات مباشرة مع حزب العمال الكردستاني ويقول إنه يعمل من أجل التوصل لحل سلمي للصراع الكردي.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة