الموصل – الوكالات
حققت القوات العراقية، التي تُقاتل في معركة استعادة مدينة الموصل من أيدي تنظيم الدولة الإسلامية، تقدماً على الجبهة الأمامية للقتال، دون أن تتكبد أي خسائر، وذلك حسب متحدث باسم تلك القوات. وقال صباح النعمان، المتحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب، إنّ الكثير من مقاتلي تنظيم الدولة قتلوا خلال المعركة.
ودخلت القوات العراقية ضواحي المدينة أول أمس، لأول مرة منذ سيطرة تنظيم الدولة عليها في يونيو من عام 2014. ويُعد أمس هو اليوم السابع عشر في المعركة ضد تنظيم الدولة، التي يشارك فيها نحو 50 ألف جندي، بمن فيهم قوات البيشمركة الكردية ومقاتلون من القبائل العربية السنية.
وسيطرت قوات النخبة العراقية على مبنى التليفزيون في حي كوكجلي بالموصل الثلاثاء، بعد ساعات من بدء الهجوم على الضاحية الشرقية، واخترقت في وقت لاحق محيط حي الكرامة.
وقال مراسل لبي بي سي، يرافق القوات العراقية، إنها تواجه مقاومة شرسة. لكن صباح النعمان قال: "لقد اخترقنا الجبهة الأمامية في وسط مدينة الموصل. لقد حررنا منطقة مهمة للغاية، والتي تعد البوابة الرئيسية للموصل من الناحية الشرقية". وأضاف: "نخوض قتالا ضاريا مع مقاتلي تنظيم الدولة في هذه المنطقة، ويمكن أن نحررها بسرعة كبيرة ودون خسائر، وذلك مقابل الكثير من القتلى في صفوف تنظيم الدولة". وتعد الموصل آخر معقل حضري لتنظيم الدولة في العراق.
وتؤمن القوات العراقية موقعها في مدينة الموصل، منتقلة من بيت إلى بيت لتمشيط المناطق من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية. وقد أوقفت القوات الخاصة والجنود تقدمهم أمس، بعد يوم من اندفاعها إلى الضواحي الشرقية للمدينة.
ويقول مراسل لبي بي سي إن القوات تتحرك بحذر، وسط مخاوف من الكمائن، والأنفاق السرية، والألغام. وحذرت منظمة للمساعدات من أن حياة المدنيين في الموصل قد تكون "في خطر كبير".
وقال فولفغانغ غريسمان، الذي يعمل في مجلس اللاجئين النرويجي، إن موظفي المنظمة "يتأهبون الآن للأسوأ"، مع اشتداد المعركة من أجل استعادة السيطرة على المدينة. وأضاف أن "حياة 1.2 مليون مدني عرضة لخطر كبير، ومستقبل دجميع العراقيين الآن على المحك."
وكانت القوات الحكومية العراقية قد تمكنت من دخول ضواحي مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى في شمال العراق، للمرة الأولى منذ أكثر من عامين من سيطرة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
وسيطرت القوات الخاصة العراقية على مبنى التلفزيون الحكومي شرقي مدينة الموصل، في وقت تواصلت فيه الاشتباكات بين الجيش ومسلحي التنظيم في الضواحي الشرقية من المدينة.
وتشهد منطقة كوكجلي الواقعة شرقي مدينة الموصل اشتباكات عنيفة بين قوات جهاز مكافحة الإرهاب والمسلحين. كما تقدمت وحدات من الجيش الى الجنوب الشرقي في منطقة جديدة المفتي، بحسب مصادر الجيش العراقي.
وأفادت خلية الإعلام الحربي التابعة للقوات العراقية إن "قطعات الفرقة 16 في المحور الشمالي حررت قرى عباس حسين وراحة الاغوات وأكملت تطهير منطقة الشلالات وأصبحت على مشارف منطقة السادة بعويزة ولا يزال التقدم مستمرا". وأضاف أن "قطعات الفرقة التاسعة المدرعة واللواء الثالث الفرقة الأولى في المحور الجنوبي الشرقي طهرت منطقة طويلة وشهرزاد وتستعد للدخول الى منطقة جديدة المفتي ضمن الساحل الأيسر لمدينة الموصل".
وقد أعلنت قيادة العمليات العسكرية المشتركة لاحقاً أن وحدات الفرقة المدرعة التاسعة والفرقة الأولى قد دخلت إلى حي جديدة المفتي في الجنوب الشرقي من الموصل بعد سيطرتها على عدد من القرى المجاورة.
وذكر مصدر عسكري في قيادة عمليات نينوى أن شهود عيان من داخل مدينة الموصل أكدوا أن مسلحي التنظيم شوهدوا وهم يفرون باتجاه مركز الموصل بعد اقتحام قوات مكافحة الإرهاب حيي كوكجلي والقدس في الجانب الشرقي من الموصل.
واقتربت القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة أمس من بلدة جنوبي الموصل قالت منظمات إغاثة ومسؤولون محليون إن تنظيم الدولة الإسلامية أعدم عشرات السجناء فيها.
وأفاد بيان عسكري أن قوات الأمن تقدمت إلى أطراف حمام العليل بعد أن اجتازت وحدة من القوات الخاصة الحدود الشرقية للموصل آخر المدن الكبرى التي يسيطر عليها التنظيم المتشدد في العراق. وتشكل المعركة التي بدأت يوم 17 أكتوبر بدعم جوي وبري من تحالف تقوده الولايات المتحدة أكبر معركة يشهدها العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.