كلية مسقط تحتضن تدشين الفعاليات وسط مشاركات واسعة

الجابري: رسائل ملتقى "رؤيتنا شبابية" تسهم في تحفيز وتوعية الشباب وفتح آفاق جديدة نحو الإبداع والتميز

...
...
...
...
...
...

الطائي: الشباب مطالب بأخذ زمام المبادرة وقيادة المستقبل لبناء عمان الحديثة القادمة بقوة

الحجري: الملتقى دلیلٌ على السّعي الحثیث لفتح قنوات حوارٍ مع الشّباب وتفعیلِ أفكارھم على أرضِ الواقع

الرؤية - مدرين المكتوميّة

تصوير: راشد الكندي

دشّن سعادة علي الجابري وكيل وزارة الإعلام صباح أمس بكلية مسقط الملتقى الشبابي "رؤيتنا شبابية" الذي تنظمه الكلية بالتعاون مع جريدة الرؤية، وذلك بحضور المكرم حاتم الطائي عضو مجلس الدولة ورئيس تحرير جريدة الرؤية والدكتور راشد الحجري نائب رئيس اللجنة الوطنية للشباب وبثينة أحمد الغزالي مساعد العميد للشؤون المالية والإدارية.

تضمن الملتقى العديد من الفعاليات الثقافية والاجتماعية والرياضية، حيث يهدف إلى التعرف على أفكار الشباب والموضوعات التي تؤثر على حياتهم، وكذلك تدريبهم على طرق الحوار البناء والفعّال من خلال مناقشة العديد من المحاور المقترحة التي تهم فئة الشباب في الوقت الراهن.

الشباب والشراكة

وفي هذا السياق أكّد سعادة علي الجابري في تصريح خاص للرؤية أنّ الرسائل التي يتضمّنها الملتقى لها أهميّة كبيرة في تحفيز الشباب وتوعيتهم، والعمل على فتح آفاق جديدة لهم، وإدراك أنّ تواجدهم على مقاعد الدراسة هو جزء من رؤيتهم لمستقبلهم.

وأشار سعادته إلى أهميّة وجود شراكة حقيقية بين المؤسسات المجتمعية وهؤلاء الطلاب ضمن الرؤية الوطنية للمستقبل، مؤكداً أهميّة وجود مثل هذه المبادرات، لتوعية الشباب من الجنسين في أمور كثيرة في الحياة، فالحياة لا يمكن إدراكها فقط من خلال الكتابة والقراءة والشهادة، بل هناك الكثير من الأشياء الأخرى التي تحتاج إلى بذل الجهد لفهمها والتعامل معها لكي نكون قادرين على مواجهة المستقبل والطريق ليس دائما مفروشا بالورود.

وأضاف سعادة وكيل وزارة الإعلام أنّ الشباب مطالبون باستغلال الفرص والإمكانيات المتاحة لهم للتعلم وتطوير المهارات والعمل جاهدين على بناء هذا البلد الغالي.

مرحلة جديدة

استهل حفل التدشين بكلمة ألقاها المكرم حاتم الطائي رئيس تحرير جريدة "الرؤية" مؤكداً في بدايتها أنّ هذا الجهد يأتي ضمن النهج الذي يسعى إلى ترجمة فكر وخطاب صاحب الجلالة حول أنّ التنمية العمانية يجب أن تشهد شراكة بين الجميع، ولهذا من المهم جداً أن نعمل على تعزيز مفهوم الشراكة التنموية في المجتمع، فالمسؤولية لا تتحملها الحكومة فقط ولكنّها مسؤوليتنا جميعاً لكي تمضي السفينة العمانية مبحرة نحو المستقبل المزدهر.

الواقع تغيّر

أضاف الطائي: يجب أن ندرك حقيقة الأدوار التي يجب علينا القيام بها الآن، فما كانت تقوم به الحكومة في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات أصبح يختلف عن اليوم، سابقاً كانت الحكومة مطالبة أن تقوم بكل شيء من الألف إلى الياء، إلا أنّ هذا الواقع تغيّر تماماً، بحيث اختلف دور الحكومة وصار أكثر أهميّة، واختلف كذلك دور القطاع الخاص الذي يمتلك الآن المزيد والمزيد من تراكم الخبرات والتجارب خلال السنوات الماضية، أضف إلى ذلك أنّ هناك تعميقا لمفهوم المسئولية الاجتماعية، أدت إلى اختلاف طبيعة أدوار القطاع الخاص الذي يتولى الآن الكثير من المسؤوليات المختلفة ولا يسعى فقط إلى الربح.

وعرج الطائي إلى الحديث عن المجتمع المدني بقوله: نعني بهذا المصطلح كل المؤسسات غير الحكومية، غرفة التجارة وجمعيّات المراة، وجمعيّة الكتاب وجمعيّة الصحفيين والجمعيّات المهنية والنقابات، كل هؤلاء أيضًا شركاء في التنمية، والإعلام العماني أيضا يقوم بدور كبير، ومطالب بإعادة ترتيب أولوياته بالشكل الذي يخدم التنمية في السنوات القادمة، لأن العالم يتغيّر من حوله وهناك ثورة انترنت وأحداث كثيرة، والإعلام مطالب بالتفاعل مع المجتمع وخدمة القطاع الأوسع هو قطاع الشباب، وهذا ما نؤمن به في جريدة "الرؤية" ونحن مهتمون جدا بالشراكة في المجتمع ونأمل أن تتعزز في المستقبل بصورة أكبر.

قيادات المستقبل

 وأكمل بقوله: أيّها الشباب.. نعول عليكم القيام بدور كبير فأنتم قيادات المستقبل، والأيادي التي ستساهم في في بناء عمان الحديثة القادمة بقوة، وعلينا ألا ننسى القدوة وأن نستلهمها في سعينا للنجاح، علينا أن نعرف جيدًا أمجادنا وتاريخنا وإنجازاتنا كشعب، وأن نقتدي بأسلافنا العظام الذين استطاعوا بإمكانيّاتهم البسيطة أن يعبروا البحار والمحيطات، فنحن اليوم أيضا بكل الإمكانيات التي توفرت لنا لا بد أن نكون بمستوى هؤلاء الأسلاف، وإلا فلن نكون أوفياء بتلك الكفاية كي نلبي المسؤوليات الملقاة على عاتقنا اليوم.

وشهدت فعاليات الافتتاح عرض تقرير حول عدد من الشخصيات العالمية التي صنعت لنفسها النجاح والمجد بعد أن تعرّضت للإحباط وواجهت عقبات كبيرة، لكنها تجاوزتها واستطاعت الوصول إلى ما تصبو إليه.

  يد بيد

وقدم وائل حسني نائب مدير دائرة شؤون الطلبة بكلية مسقط عرضاً مرئياً عن فعالية "رؤيتنا شبابية" مؤكداً أنّ الشباب الأهم لأنّهم المستقبل فهناك ما يقارب الـ 60% من العمانيين شباب، ولأنّهم قادة الغد رفعت كليّة مسقط هذا العام شعار يدا بيد مع الشباب، حيث دائما ما تبحث الكلية مسقط عن أفضل السبل لإعداد خريج يتمتع بالمعرفة وليس فقط العلم فالمعرفة لا تقتصر على الشهادة الجامعية أيًا كانت مستواها بل هناك الكثير من المعارف الحياتية الهامة التي تسهم في إعداد خريج متكامل مجهز لسوق عمل دائم التطور.

يوم الشباب

وبدوره قال الدكتور راشد الحجري نائب رئيس اللجنة الوطنية للشباب في كلمته أن تخصیص یوم للشّباب العمُاني تأكيد للنھج السّامي لحضرة صاحب الجلالة السّلطان قابوس بن سعید المعظّم- حفظه الله ورعاه- الذي أولى اھتمامًا كبیرًا بقطاع الشّباب؛ إیماناً من جلالته بالدّور الحیوي لهم في كافّة قطاعات الدّولة.

وأضاف: خلال اقترابنا من القطاع الشّبابي في اللجنة الوطنیّة للشباب، لمسناه فاعلیةٍّ ومبادرة لھو محلُّ فخرٍ واعتزاز، فالشباب العُماني فاعِلٌ في شتّى المجالات والمیادین، مبادِرٌ ومسؤول وخیر دلیلٍ على ذلك المبادرات الشبابیّة التي تنشط بین الفینةِ والأخرى في مختلفِ محافظات السّلطنة في مختلفِ المجالات.

وأشار الحجري إلى أنّ المؤسسات المعنیةّ بالشّباب في السّلطنة حكومیّة كانت أو خاصّة تسعى لمواكبة تطلعات الشّبابِ ومطامحھم و ملتقى "رؤیتنا شبابیّة" دلیلٌ على ھذا السّعي الحثیث الھادف؛ لفتح قنوات حوارٍ مع الشّباب، یُمكن من خلالها تفعیلِ أفكارھم ورؤاھم وتبنّیھا على أرضِ الواقع؛ وھي بذلك تعزّز قیمًا أصیلة تشرّبھا الإنسان العُماني منذُ القدم تتمثّل في الحوارِ والتشاورِ والتّعاون لتحقیق الصالح العام للشّبابِ والوطن.

وفي الختام دشّن سعادة علي الجابري وكيل الإعلام والمكرم حاتم الطائي رئيس تحرير جريدة الرؤية شعار الملتقى الذي حمل عنوان "رؤيتنا شبابية".

محاور الملتقى

الجدير ذكره أنّ محاور الملتقى ستكون موزّعة طوال العام بحيث ستقام أولى الفعاليات في 29 نوفمبر 2016 بقاعة البرزة بكلية مسقط، وسيتناول المحور الأول "وسائل التواصل الاجتماعي وجرائم تقنية المعلومات" حيث سيتم خلاله وضع دراسة شاملة ومسح واسع لأوضاع مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي وما قد يتعرّضون له من نتائج سلبية وتهديدات وابتزاز او الاحتيال، في حين ستتم مناقشة الموضوع مع الجهات المختصة للتعرّف على آليات مواجهة جرائم تقنيات المعلومات والتوعية بمخاطر الاستخدام السيء للانترنت، والعمل على تحصين الشباب من اختراقات المنظمات والجماعات المتطرفة، والوقوع فريسة لممارسي أي نوع من الابتزاز، إلى جانب تسليط الضوء على التجارب الناجحة في مجال مكافحة الجريمة الإلكترونية ورفع التوصيات للجهات المعنية من أجل تطبيقها، والعمل على السعي لنشر البرامج التوعوية في المدارس والجامعات والأندية عبر حلقات وورش عمل مختلفة بمشاركة خبراء المجال، بالإضافة إلى إصدار كتيبات توعوية وإنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر التوعية مباشرة.

كما سيقام المحور الثاني في 27 ديسمبر 2016 وسيحمل عنوان "شغل مناصب قبل أداء العمل" وسيركز على إتاحة الفرصة للشباب المبتدئ في سوق العمل للحصول على تجربة شغل منصب قبل الانخراط في وظيفة محددة، من خلال تولي مسؤولية نشاط طلابي أو تطوعي خيري، لغرس روح المسؤولية خلال هذه التجربة وتعليمهم مهارات القيادة والتعامل بروح الفريق وكيفية مواجهة الضغوط.

هذا وستتواصل فعاليات الملتقى في 2017 بعدد من المحاور أهمها "الدراسة باللغة الإنجليزية وتأثيراتها" و"التحرش اللفظي والجسدي" ومحور يختص بــ "الموضة الحديثة واختراق عادات المجتمع" وأخيرا سيختتم الملتقى فعالياته بمحور "من الأفضل للأسوأ.. المخدرات".

تعليق عبر الفيس بوك