آلاف الإيرانيين يتحدون السلطات ويشاركون في إحياء "يوم كورش"

روحاني يحذر الاتحاد الأوروبي من إمكانية قيام "حكومات إرهابية" في شمال أفريقيا

 

 

طهران – الوكالات

حذّر الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس أثناء استقباله مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي الزائرة فدريكا موغريني من مخاطر قيام "حكومات إرهابية" في شمال إفريقيا "ما لم يتم التصدي بشكل جدي للدولة الإسلامية في العراق وسوريا".

وقال الرئيس الإيراني في تصريحات نشرت في موقع الرئاسة الإلكتروني "إن الأعمال الإرهابية في سوريا والعراق تعد تهديدا خطيرا للعالم، وإذا لم يتم التصدي بشكل جدي للإرهاب في المنطقة سنرى قيام العديد من الحكومات والكيانات الإرهابية في منطقة شمال إفريقيا."

وتمكن تنظيم الدولة الإسلامية من التمدد من قواعده في سوريا والعراق واكتساب موطئ قدم له في ليبيا. ونفذ التنظيم المذكور هجمات في تونس ومصر.

والتقت موغريني في طهران بوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وأجرت معه "محادثات رفيعة المستوى" حول الشأن السوري.

ونقل الإعلام الإيراني المحلي عن موغريني - التي تزور أيضا السعودية - قولها إنّ "الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى تعاون إيران الدولة المحورية لحل مشاكل المنطقة."

ودعا الرئيس روحاني بدوره الاتحاد الاوروبي للضغط على القوى الإقليمية لإجبارها على وقف مساندتها للفصائل المسلحة في سوريا. وتزود إيران حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بمساعدات مالية وعسكرية، وتتهم تركيا والسعودية بتمويل وتسليح الفصائل المعارضة التي تحاربها. وقال روحاني "إنّ الحرب مع الإرهاب في سوريا والعراق هي الأولوية" مضيفا ضرورة المحافظة على وحدة البلدين وسلامتهما الإقليمية.

وفي سياق آخر، تحدى آلاف الإيرانيين السلطات بقيامهم بمسيرة للاحتفال بما أطلقوا عليه يوم كورش، وهو ملك فارس القديم الذي يتردد أنه أول من أصدر إعلانا عالميا لحقوق الإنسان في ما يعرف باسم "اسطوانة كورش" ويرجع تاريخها للقرن السادس قبل الميلاد.

وردد المتظاهرون، المحتشدون حول قبر كورش في باسارغاد القريبة من مدينة شيراز الجنوبية، شعارات قومية رغم محاولات الشرطة غلق الطرق وتحويل مسارات المرور عن الموقع الأثري القديم.

ويعتقد القوميون الإيرانيون أن يوم كورش هو الذي قام فيه هذا الملك الفارسي بغزو بابل في العراق، حيث أعلن أنّ جميع البشر متساوون، ويقال إنه أطلق سراح العبيد ومن بينهم آلاف اليهود.

ويحيي القوميون الإيرانيون هذا اليوم منذ سنوات عديدة، ولكن ليس بهذه الأعداد الكبيرة.

ويظهر فيديو بُث على مواقع التواصل الاجتماعي أعدادا كبيرة من الإيرانيين الذين شاركوا في إحياء يوم كورش، ويرددون هتافات تطالب باحترام حقوق الإنسان في إيران.

ويشير بعض العلماء إلى أسطوانة كورش على أنّها أول ميثاق لحقوق الإنسان في العالم، كما أنّها مكتوبة بالنقوش المسمارية، وتشجع على حرية العبادة في جميع أنحاء الامبراطورية الفارسية، وتسمح للسكان الذين تم تهجيرهم بالعودة إلى أوطانهم. وكانت هذه الأسطوانة المصنوعة من الصلصال على شكل برميل قد دفنت في مدينة بابل بعد أن استولى كورش على المدينة، وأعيد اكتشاف الأسطوانة عام 1879 في العراق على يد عالم الآثار والدبلوماسي البريطاني هورموزد راسام.

وتصف النقوش المسمارية المدونة على الأسطوانة كيف قام كورش بغزو مدينة بابل بدعوة من الإله البابلي ماردوخ، كما تذكر أيضًا كيف حرر كورش الأمم التي استعبدها البابليون، وأعاد آلهتهم العديدة إلى أماكنها المقدسة.

تعليق عبر الفيس بوك