مقاتلون تدعمهم تركيا يحرزون تقدما بشمال سوريا

روسيا تمدد وقف الضربات الجوية على حلب 3 ساعات.. و"الناتو" يحذر من هجوم محتمل لـ مجموعة بحرية روسية على المدنيين

50 امرأة وطفلا غادروا حلب برفقة ضباط من الجيش الروسي

عواصم – رويترز

قالت وزارة الدفاع الروسية أمس إنها قررت تمديد وقف الضربات الجوية على مدينة حلب السورية لمدة ثلاث ساعات. وأكدت أن الطائرات العسكرية الروسية والسورية لم تشن أي ضربات جوية على حلب خلال الأيام السبعة الأخيرة في تناقض مع رواية المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يقول إن الضربات الجوية استؤنفت في بعض المناطق يوم السبت.

وقال الميجر جنرال إيجور كوناشنكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية في بيان إن الطائرات الروسية والسورية لم تقترب حتى من المدينة المدمرة منذ يوم الثلاثاء الماضي عندما علقت روسيا الضربات الجوية قبيل وقف إطلاق النار.

وقال كوناشنكوف في بيان "توقفت تماما طلعات القوات الجوية الروسية والسورية فوق حلب خلال الأيام السبعة الأخيرة." وأضاف أن ستة ممرات إنسانية في شرق حلب فتحت في إطار وقف إطلاق النار الذي بدأ يوم الخميس لمدة 48 ساعة للسماح للمدنين بالخروج لا تزال قائمة. وقال إن نحو 50 امرأة وطفلا غادروا المدينة في وقت متأخر مساء الاثنين برفقة ضباط من الجيش الروسي.

لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن الضربات الجوية استؤنفت منذ انتهاء التهدئة يوم السبت وركزت على الخطوط الأمامية الرئيسية بما في ذلك في جنوب غرب المدينة. وقال المرصد إنه لم يسقط قتلى مدنيين بسبب الضربات الجوية في شرق حلب.

وقال إبراهيم أبو الليث المسؤول بالدفاع المدني في شرق حلب إن الضربات الجوية والقصف أصابا النصف الخاضع لسيطرة المعارضة من المدينة قرب الخطوط الأمامية في الأسبوع الأخير. وأضاف أنه كان هناك قصف مدفعي وطائرات وأن المدينة استهدفت بعدة ضربات. مشيرا إلى أن عدد الهجمات أقل كثيرا مما كان عليه قبل وقف إطلاق النار.

وقال المرصد أمس إن مناطق خارج المدينة إلى الغرب من حلب شهدت ضربات جوية. واستمرت الضربات الجوية خارج حلب أثناء وقف إطلاق النار.

واتهمت روسيا المتشددين بعرقلة جهودها للمساعدة في إجلاء المدنيين وتقول إنهم يفتحون النار على من يريدون المغادرة لكن جماعات المعارضة تقول إن قوات الحكومة السورية وحلفاءها تقصف وتستخدم نيران القناصة حول الممرات.

ولم تقبل المعارضة المسلحة وقف إطلاق النار وتقول إنّه لا يفعل شيئا لتخفيف وضع هؤلاء الذين اختاروا البقاء في شرق حلب، وتعتقد أنّ ذلك جزءا من سياسة الحكومة الرامية إلى تطهير المدينة من المعارضين السياسيين.

واتهمت بعض الدول الغربية روسيا مرارا بقتل المدنيين في ضربات جوية على المعارضة في حلب الأمر الذي تنفيه موسكو.

وتساءل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس عن سبب التركيز الشديد على مزاعم بأن روسيا تسببت في سقوط قتلى مدنيين في حلب بدلا من التركيز على العراق حيث تحاول القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة استعادة السيطرة على الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية.

ومن جانبها، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أمس إن تركيا ستتخذ إجراءاتها ضد وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا ما لم ينسحب المقاتلون من منبج إلى شرقي نهر الفرات.

وأدلى تشاووش أوغلو بهذه التصريحات خلال مقابلة مع قناة (كانال 24) التلفزيونية. وتدعم الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب الكردية في قتالها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا لكن تركيا تعتبرهم جماعة إرهابية

وقال الجيش التركي أمس إن مقاتلين من المعارضة تدعمهم تركيا في شمال سوريا سيطروا على ثلاث مناطق خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية مع مواصلتها لعملية مستمرة منذ شهرين لطرد تنظيم الدولة الإسلامية وقوات كردية من الحدود.

وأضاف الجيش أنّ مدافع هاوتزر تركية قصفت 72 هدفا تابعا للتنظيم المتشدد و15 هدفا آخر لوحدات حماية الشعب الكردية في سياق عملية "درع الفرات" التي بدأت في أغسطس آب وتشهد دعما من طائرات ودبابات تركية.

وذكر بيان للجيش أنه بدعم من القوات البرية والجوية نجح مقاتلو المعارضة السورية في "بسط سيطرة على نطاق واسع" على مناطق تويس والغرز وتلتانة جنوبي أخترين مضيفا أن خمسة من مقاتلي المعارضة قتلوا في حين أصيب 28 آخرين في أحدث اشتباكات.

وأضاف البيان إنّ الهجوم يمثل فيما يبدو أول تقدم تحرزه المعارضة منذ أيام وهو ما يوسع المساحة التي تم السيطرة عليها منذ بدء العملية إلى 1280  كيلومترا مربعا.

وقال البيان إنّ طائرات تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نفذت أربع ضربات جوية أسفرت عن مقتل أربعة من مقاتلي الدولة الإسلامية وتدمير مبنيين ومركبتين.

وحذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج أمس من أن مجموعة بحرية قتالية روسية متجهة إلى سوريا يمكن أن تستغل في استهداف المدنيين في حلب المحاصرة داعيا موسكو لتنفيذ وقف دائم لإطلاق النار.

ويراقب الحلف حركة المجموعة المكونة من ثماني قطع من شمال روسيا إلى مضيق جبل طارق في طريقها إلى شرق البحر المتوسط حيث يخشى مسؤولو الحلف أن تشن الطائرات المقاتلة هجمات على شمال غرب سوريا في أوائل نوفمبر تشرين الثاني. وأضاف "قد يتم استغلال المجموعة القتالية لزيادة قدرة روسيا على المشاركة في عمليات قتالية فوق سوريا وتنفيذ المزيد من الضربات الجوية على حلب."

وقال في مؤتمر صحفي "الخوف هو استغلال هذه المجموعة كمنصة لزيادة الضربات الجوية ضد المدنيين في حلب" داعيا لوقف الهجمات بشكل كامل. وقال مسؤولون في حلف شمال الأطلسي إن المجموعة القتالية التي مرت عبر القنال الإنجليزي يوم الجمعة تتألف من حاملة الطائرات الروسية الوحيدة الأميرال كوزنيتسوف وطراد يعمل بالطاقة النووية وسفينتين حربيتين مضادتين للغواصات وأربع سفن أخرى للدعم ترافقها على الأرجح غواصات.

وذكر دبلوماسيون أن هذا الانتشار البحري الذي يمثل مشهدا نادرا منذ سقوط الاتحاد السوفيتي يتضمن العشرات من القاذفات المقاتلة وطائرات هليكوبتر وأنهم يعتقدون أنها ستنضم إلى نحو عشر سفن روسية موجودة بالفعل قبالة الساحل السوري.

وقال مبعوث الولايات المتحدة إلى حلف شمال الأطلسي إن روسيا تتصرف في إطار حقها في تحريك سفن عبر المياه الدولية. ويقول محللون عسكريون إن النشر يمثل استعراضا للقوة الروسية حيث إنه لا يوجد سوى عدد قليل من الدول لديها المقدرة على إرسال مثل هذه المجموعة رغم أنها ستعيد التزود بالوقود على الأرجح في إسبانيا.

وقال دوجلاس لوت السفير الأمريكي لدى الحلف "إن المشكلة ستنشأ إذا ساهمت تلك السفينة (الأميرال كوزنيتسوف) في القصف العشوائي لأهداف مدنية في شمال غرب سوريا وخصوصا داخل حلب وفي محيطها." ويسعى زعماء غربيون إلى وصول الضغط الدبلوماسي على الكرملين إلى أقصى مدى له لوقف القصف المكثف للجزء الشرقي من حلب الواقع تحت سيطرة المعارضة والذي أسفر عن مقتل مئات المدنيين؛ ومنهم أطفال منذ انهيار وقف لإطلاق النار في الثالث من أكتوبر.

تعليق عبر الفيس بوك