مناقشة المجموعة القصصية "الأحمر" لـ إشراق النهدي في مكتبة النهضة بظفار

 

 

صلالة – الرؤية

احتضنت مكتبة النهضة الثقافية بالمديرية العامة للتراث والثقافة بمحافظة ظفار، جلسة نقديّة حول المجموعة القصصية (الأحمر) للكاتبة العمانية إشراق بنت عبد الله النهدي، وتحت رعاية سالم بن عوض النجار مدير عام المديرية العامة للاعلام بمحافظة ظفار، وبحضور عدد كبير من المثقفين والكتّاب بالمحافظة.

 بدأت الجلسة التي قدمها الإعلامي العماني عامر العمري بكلمة للكاتبة أشارت فيها إلى دور القراءة في حياتها ومدى تأثيرها على بناء شخصيتها وميولها الأدبية، وتعرّضت لتجربتها في النشر باسماء مستعارة ثم تجربتها في النشر العلني ومدى تجاوب القراء معها وبعض التحديات التي واجهتها.

 بينما قال الباحث الناصر العوني: "اتسمت المجموعة القصصية "الأحمر" لإشراق النهدي بعدة سمات من بينها أنها ختمت مجموعتها بأقصوصة عنوانها (لا تنتهي) فهي لا نهاية النهاية وكأنها سيرورة دائرية، أكملت دورتها السابقة لتبدأ في دورة لاحقة، ثم إنها زجت بالقارئ استدراجا واضطرارا في عالمها القصصي المتخيل، وورطته في لعبتها الإبداعية.

في أقاصيصها الأخرى، استأثر عدد وافر منها بالمفردة الواحدة دون تراكيب نحوية من قبيل (القوامة، تمرد، البؤرة، فرار، تساقط، إعاقة، الشاهد) ويهدف هذا إلى التجريد والإلغاز في العناوين لاستمالة القارئ. كما أنّ قاصتنا استدعت في خواتيم بعض أقاصيصها طابع المفاجأة.. ونسوق في آخر المطاف بعض الملاحظات من بينها: أنّ إشراق النهدي تمرر لنا بين ثنايا حبكاتها التي تراوحت بين الهزل والجد والفرح والحزن بعض القضايا الحارقة الملامسة لواقعنا، كالعلاقة القائمة بين المرأة والرجل في واقعنا الشرقي سواء علاقة أبوة وبنوة أو زوج وزوجة أو علاقة حب قبل الزواج.

 أمّا المداخلة الثانية فكانت مع المسرحي والكاتب العماني عماد محسن الشنفري، وتطرق فيها للجوانب الفنية لبعض القصص في كتاب الأحمر. وعن بعض المدلولات السردية التي تؤثر بشكل مباشر في القارئ وقربه منه، ومدى تلامس شعوره، وهي تلك التي لها جوانب اجتماعية خاصة، ومدى قدرتها على توصيل فكرة معينة من خلال حبكة قصصية مشوقة.

بينما أشار الكاتب التونسي الشاذلي محمد عبد الصمد إلى الاهتمام بالفراغ في أقصوصة نظرات مختلفة وكانت الاستعارة هي الأسلوب المهيمن، وقد طغى الحوار الباطني لأنه أقرب في التعبير عن حال الفراغ التي عاشها الراوي في بيت خالته ولما عادت العائلة، أصبح حوارا ثنائيا ثم محادثة. حاول الراوي إبعاد القلق عنه بطرق مختلفة لكن أفضلها كان الكتاب والتحدث مع العائلة.. القلق انطلق من البعد الفردي إلى البعد العام الكوني ليصبح قلقا وجوديا.

وخلص الكاتب إلى عدة نتائج منها أن الكاتبة قادرة على بناء نص قصصي بأساليب واضحة ومواضيع متداولة.

 المداخلة الأخيرة كانت للباحثة التونسية حياة حسين البوسالمي والتي قالت: "هذه المجموعة خطت صاحبتها خطوة جريئة لتعانق فن القص فيستحيل القلم ماردا يبحث عن رحم الكلمات. تبدأ الطرافة من العنوان إلى صورة الغلاف لتتعانق مع مواضيع تنوعت من حكاية الكرسي واختلافها من أقصوصة إلى أخرى إلى حكاية الأنثى من فطوم إلى التي سقطت وهي ترتدي الأحمر لتنتهي بانكسار أنثوي يبحث عن البديل بلغة تسترق التشابه والاستعارات حتى ترقى إلى الشاعرية". 

 

تعليق عبر الفيس بوك