ضربة حرة

نادي مرباط وحلم جديد

 

محمد العليان

عندما نرى نادي مرباط هذا الكيان القائم في شرق محافظة ظفار تعود بنا الذاكرة إلى ذاك الزمن الجميل الذي عاشه هذا الكيان والمدينة الساحلية الجميلة، حيث كان في يوم من الأيام من المنافسين على البطولات المحلية المُختلفة وتغير شكله ولونه إلى أبهى صورة في عهد الشيخ المرحوم عوض بن بخيت العمري رحمه الله حيث أصبح في ذلك الوقت حديث الوسط الرياضي في حقبة أواخر الثمانينيات إلى بداية التسعينيات وكانت مرحلة ذهبية قصيرة لكن تحقق خلالها الشيء الكثير من الإنجازات الكروية المختلفة، وبعد هذه المرحلة عاد النادي وتراجع كثيراً للخلف حتى عاد إلى دوري المظاليم مرة أخرى واستمر فيه لمدة 20 عاماً رغم المحاولات المختلفة من محبي النادي لدعم الفريق حتى يتماسك ويتحاشى الهبوط، إلا أنها باتت خارج التيار ولم توفق في ذلك، ومرت السنين والأيام على نادي مرباط في نفق مظلم، إلى أن برز شبل ذاك الأسد، وبدأ حلم جديد يراود المرباطيين عندما تولى نجل المرحوم الشيخ عوض العمري أمر النادي بعد أن اشتد عوده وأصبح قادراً على تولي الإرث والمسؤولية لكيان ونادي كان في يوم من الأيام اسم جميل يتغنى به الجميع، تولى الشيخ هيثم بن عوض العمري دفة السفينة في هذا الموسم وجهزها وأعدها لرحلة العودة لدوري المحترفين وإلى الواجهة الكروية من جديد فحمل العدة والعتاد والرجال والمال، وبدأت التعاقدات مع الجهاز الفني السوري بقيادة المدرب محمد حولي والمساعد المغربي يوسف الرفالي، وكذلك تمّ التعاقد مع أكثر من 8 لاعبين محليين من أندية مختلفة أغلبهم من أندية صور والعروبة بالإضافة إلى 4 محترفين أجانب، وتشكيل جهاز إداري مختص للفريق ليقودوا السفينة إلى بر الأمان والعودة بها من جديد للأضواء، فكانت البداية في الموسم جيدة للفريق في دوري الدرجة الأولى بعد لعب 3 مباريات، وبدأت الأحلام تظهر رويدا رويدا وعادت الجماهير المرباطية من جديد إلى الملاعب والمدرجات والدليل على ذلك المباريات التي تقام في الولاية وفي صلالة امتلأت المدرجات بالجماهيرالمرباطية، ولكن هذا العزف وهذه النتائج توقفت واهتزَّ الفريق بشكل غريب وعجيب في مباراته أمام نادي بوشر وخسر المباراة بثلاثية نظيفة وطُرد5 لاعبين من الفريق في المباراة مما جعل أكثر من علامة استفهام كبيرة تدور حول الفريق وما الذي يحدث له فجأة؟ وتداركت إدارة النادي الوضع وأصدرت قرارات حاسمة وقوية وتصحيحية في نفس الوقت بالاستغناء عن المدرب محمد حولي وتولي مساعد المدرب قيادة الفريق، بالإضافة للاستغناء عن باقي الجهاز الفني والطبي، في خطوات تعيد الفريق إلى المسار الصحيح بقررات شجاعة وتصحيحية قامت بها إدارة النادي، حيث لم تقصر الإدارة مع الفريق في شيء وهناك مُتابعة إدارية للفريق بشكل خاص وحضور مستمر للشيخ بخيت قريطاس العمري نائب الرئيس والدينمو المحرك للنادي،  إذاً رب ضارة قد تكون نافعة للنادي والفريق في إعادة بعض الأمور والمنظومة الإدارية وهيكلتها من جديد؟ وهذا ما يحتاجه الفريق في المرحلة المُقبلة صياغة وفكر وثقافة جديدة لمعالجة الأخطاء. رغم تلك اللهجة إلا أن الحلم الجديد لم يتبخر ومازال تحقيقه ليس صعبًا بتضافر الجهود من جماهير ومحبي ومنتسبي النادي، فالفريق قادر على تجاوز الهزة والعودة من جديد.

آخر الكلمات (الإخفاق أساس النجاح، والشدائد تصنع الرجال)