رؤى جديدة لـ"جائزة الرؤية لمبادرات الشباب"

 

 

خالد الخوالدي

النجاحات المتوالية التي تحققها جريدة "الرُّؤية" على مستوى نشر ثقافة المبادرات، يجعلها في قمة الصحف التي تنتهج مبادئ المشاركة مع القطاعات الحكومية والخاصة والأهلية والمجتمعية، ومنذ النسخة الأولى لـ"جائزة الرؤية لمبادرات الشباب"، لمسَ الجميع الرؤية الواضحة التي تَسْعَى إليها الجائزة، والرغبة الحقيقية في المساهمة في تصدير أفكار جديدة تختلف عن سابقاتها، وها هي الجائزة في نسختها الرابعة تحقِّق التميُّز من خلال إضافة مجالات متعددة ومتنوعة؛ شملتْ تقريبا جميعَ الأطياف الأدبية والعلمية والثقافية، مع التركيز في هذه الدورة على الابتكارات العلمية والمبادرات الشبابية التي سيكون لها شأن كبير لمستقبل البلاد.

وانتهجتْ مُؤسسة "الرُّؤيا" للصحافة والنشر، من خلال جريدة "الرُّؤية" سياسة المبادرات المجتمعية والشبابية؛ للمساهمة في إيجاد جيلٍ من الشباب مُتسلِّح بالعلم والمعرفة، وقادر على أن يكون رقمًا حقيقيًّا في زمن لا يعترف إلا بالناجحين، والناجحون لا يظهرون في بعض الأحيان إلا من خلال إبرازهم وتسليط الضوء عليهم، وتسليط الضوء لا يكفي، بل قامت المبادرة بالأخذ بأيدي المبدعين والمتميزين من خلال تشجيعهم على فتح مشاريع صغيرة ومتوسطة لهم؛ الأمر الذي سيصنع مُستقبلا مجموعة من الأيادي العمانية المتميزة التي تستطيع أن تقدم إنجازات لها ولمجتمعها ودولتها.

كما أنَّ هذه الأفكار النيِّرة التي ما فتِأت "الرُّؤية" على طرحها كل عام، تشجِّع مُؤسسات وأفراد المجتمع المدني على تبنِّي مثل هذه الأفكار البنَّاءة، وتعزيز روح العمل التطوعي والمجتمعي؛ لخلق جيلٍ من الشباب المتمسِّك بقيم ومكتسبات مجتمعه، ومتطلع للمستقبل بأفكار جديدة ورؤى واضحة ومستنيرة.

وفي هذه المحطة، لن أتحدَّث عن كل المبادرات المجتمعية التي تُقدِّمها "الرُّؤية" للمجتمع، وإنما سأقتصر على "جائزة الرُّؤية لمبادرات الشباب"، ولن أخوض في تفاصيلها، وسأترك ذلك للقائمين عليها؛ حتى يُقدِّموا للجائزة بصورة أشمل وأعم؛ حيث بدأوا مسيرة التعريف بها في عدد من محافظات السلطنة، وتحطُّ المسيرة رحالها اليوم بمحافظة شمال الباطنة، وتحديدا بولاية صحار في قاعة عُمان بكلية العلوم التطبيقية. وهذا بحد ذاته يدلُّ على عُمق الترابط الحميم بين المؤسسات جميعًا لإنجاح هذه الاحتفالية الرائعة، والتي عن طريقها تقدم "الرُّؤية" الصورة الواضحة عن الجائزة وما تتضمنه.

وهذه هي النسخة الرابعة لـ"جائزة الرُّؤية لمبادرات الشباب"، بعد ثلاث نسخ ناجحة بكل المقاييس، لاقت فيها الجائزة إقبالًا كبيرًا من الشباب على مُختلف مشاربهم العلمية والثقافية والأدبية، وهي بلاشك تطمح هذا العام لأن يكون الإقبال أكبر والمشاركة أوسع؛ لذا لم يتوانَ القائمون على الجائزة في التعريف بها بمختلف المحافظات، مُتكبدين في ذلك عناء التنقل وقطع الأميال من محافظة إلى أخرى حتى تكون الصورة واضحة للجميع، خاصة أولئك الشباب الذين ربما يستفيدون من هذه الجائزة التي لا تتوقَّف عند التكريم، وإنما يتم تبنِّى بعض المشاريع الفائزة بالتطوير والدعم والمساندة.

وإن كان السمو والرقي والتطور هو رغبة إنسانية منذ خلق الله الكون؛ حيث تطور الإنسان من العصور الحجرية ليصل الآن إلى عصر الفضاءات المفتوحة، فلن تتوقف الحياة عند هذا الحد، بل ستتطور مادام الإنسان يعمل ويبتكر ويفكر؛ لذا فلابد أن يكون لنا يد في هذا التطور والتقدم، لا أن نكون مستهلكين ومستوردين؛ لأنَّ الأمم التي يكون هذا شأنها تندثر وتموت ولا يمكن أن تستمر؛ فالبقاء في هذه الحياة لمن يعمل ويجتهد ويُسهم في تطور وبناء الأرض، وعمارة الأرض تتطلب معرفة جـيدة بعلوم الحيـاة، بل آخر مــا توصل إليه الإنسان في هذه العلوم التي تتطوَّر يومًا بعد يوم، وعلى كل من يهتم بعمارة الأرض أن يواكب تطور العلوم والصناعات.

ومن هنا، أتمنَّى أن تخلق "جائزة الرُّؤية لمبادرات الشباب" ثورة كبرى لدى الشباب نحو الابتكار والعلم والتزود والاستفادة من العلوم الحالية وتطويرها وتجديدها؛ حيث يوجد معنا طاقات شبابية مبدعة ومبتكرة تحتاج فقط للصقل والأخذ بيدها وإعطائها الثقة والمبادرة للتميز والإبداع، وعلى الشباب أن لا ينظروا إلى الجائزة من منظور المكاسب المادية فقط، بل عليهم أن يتجاوزوا ذلك إلى المشاركة والمبادرة والتعريف بأنفسهم وبمبتكراتهم وإبداعاتهم؛ فالجائزة لها متابعة من مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة، ومن عدد من الأفراد المهتمين بالجانب التطوعي والمبادرات المجتمعية، وهذه دعوة مني لمن يرغب في التعرف أكثر على الجائزة أن يشرفنا بكلية العلوم التطبيقية بصحار، اليوم الثلاثاء الساعة الثانية عشرة ظهرا؛ حيث يقدم المكرم حاتم الطائي رئيس تحرير جريدة "الرُّؤية" تفصيلا موسعا عن الجائزة، وعن عالم المبادرات المجتمعية التي سنَّتها المؤسسة،  والتطلعات التي تسعى إلى تحقيقها.. ودمتم ودامت عمان بخير.

Khalid1330@hotmail.com