مسقط – خاص
احتفلت المملكة العربية السعودية بواحدة من أبرز وأغلى وأعز المناسبات الوطنية في تاريخها، وهي ذكرى يومها الوطني، يوم 23 سبتمبر، وهذا العام تأتي الذكرى السادسة والثمانون لهذا اليوم، وذلك تخليدا لذكرى توحيد المملكة وتأسيسها على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه. وفي هذا اليوم تستذكر المملكة العربية السعودية تاريخ انطلاق نهضتها الحضارية، فيما تواصل مسيرتها بتفاؤل نحو مستقبل مشرق، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لتحقيق مزيد من الإنجازات لما فيه خير ورفاه المواطنين وأمن وسلامة الوطن.
وفي كلمته بهذه المناسبة، قال سعادة السفير عيد بن محمد الثقفي سفير خادم الحرمين الشريفين في سلطنة عمان إنّ المملكة العربية السعودية تحتفل في الثالث والعشرين من سبتمبر 2016م، بالذكرى السادسة والثمانين ليومها الوطني، هذه المناسبة الوطنية الغالية التي تعد محطة هامة تتوقف عندها الأجيال السعودية لتصفح صفحات البطولة والتوحيد والبناء التي رسَّخ ثوابتها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – الذي صدق ما عاهد الله ثم شعبه عليه، فكان الاعتدال نهجه .. ذلك النهج الذي سارت عليه المملكة وسار عليه أبناؤه البررة من بعده، وصولا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، يشد عضده سمو ولي عهده الأمين صاحب السُّمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز – حفظهما الله - لتصبح بلادنا نموذجا فريدا لمعاني الوحدة وقوة التلاحم وترابط النسيج الاجتماعي والتمسك براية التوحيد والقيم الفاضلة.
وانتهز هذه الفرصة لأُؤكد على الأواصر القوية والعلاقات التاريخية التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ بين المملكة العربية السعودية وشقيقتها سلطنة عُمان والتي تبرز جلياً من خلال السياسات الحكيمة التي ينتهجها القائدان الحكيمان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد -حفظهما الله - من خلال التأكيد على المحافظة على التواصل الدائم والمستمر وتبادل الآراء حول مختلف القضايا والتي تتلاقى في جميع التحركات الخليجية والإقليمية والدولية .
وأضاف سعادته: يسرني أن أرفع إلى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد – حفظه الله – وحكومته الموقرة وشعب سلطنة عمان الشقيق تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز– حفظهم الله جميعا- ، كما يشرفني أن أهنئ قيادة وحكومة وشعب المملكة بهذا اليوم المبارك وإحياء ذكراه العزيزة على قلوبنا جميعاً، سائلا الله العلي القدير أن يحفظ وطننا وأمتنا الإسلامية والعربية من كل مكروه.
وفي مثل هذا اليوم من عام 1351هــ/ 1932م سجل التاريخ مولد المملكة العربية السعودية بعد ملحمة البطولة التي قادها المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – على مدى ثلاثين عاماً بعد استرداده لمدينة الرياض عاصمة ملك أجداده وآبائه في الخامس من شهر شوال عام 1319هــ الموافق 15 يناير 1902م. وقد قيض الله تعالى لها قادة مخلصين من أبنائها منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز- رحمه الله- الذين تم على أيديهم ما تعيشه وتنعم به المملكة من استقرار ورخاء وأمان ونهضة تنموية شاملة في شتى مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والثقافية والعمرانية والصحية والتعليمية.
وظل التعليم هدفًا رئيسيًا من الأهداف التي سعى الملك عبد العزيز وأبناؤه من بعده لتحقيقها لأبناء المملكة وإتاحته مجانا للمواطنين، حيث أدرك قادة المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن تعليم أبناء المملكة وبناتها هو الثروة الحقيقية والدعامة الأساسية لبناء دولة قوية مسلمة عصرية. وتحرص المملكة جاهدة على توفير الرعاية الصحية مجانا لمواطنيها من خلال مستشفيات الدولة التي تتولى إدارتها وتشغيلها وزارة الصحة وبعض الهيئات العلمية كالجامعات ومراكز الأبحاث. وتطورت الخدمات والتجهيزات الصحية بالمملكة، وظهرت بشكل متميز في منطقة الشرق الأوسط، كما أن هذه الخدمات أصبحت تضاهي مثيلاتها في الدول المتقدمة.
وتضافرت العديد من العوامل ـ بعد فضل الله تعالى وحفظه ـ التي أسهمت فيما وصلت إليه المملكة من أمن واستقرار، وفي مقدمتها: حرص المملكة ممثلة في قياداتها منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز- رحمه الله تعالى- وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على تطبيق الشريعة الإسلامية وأحكامها، مما أدى إلى تقليل دوافع الانحراف والجريمة.
وتبذل المملكة العربية السعودية في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز جهودها الحثيثة والمضنية من أجل مكافحة الإرهاب ونبذ التشدد والغلو والتطرف على مختلف الأصعدة، وذلك بمساندة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وذلك من أجل حماية أمن المملكة وتعزيز اللحمة الوطنية.
وتواصل المملكة جهودها من أجل تطوير ركائز الاقتصاد الوطني، وتنويع مصادره، فهي بجانب ما توليه من اهتمام لتنمية القطاع النفطي وتعزيز ايراداته، تقوم بتعزيز القطاعات الانتاجية غير النفطية، بما يساهم في تنويع مصادر الدخل الوطني. وأولت المملكة القطاع الصناعي أهمية كبيرة مما زاد من نسبة مساهمته في الناتج المحلي وهو ما ظهر جليا خلال خطط التنمية التي اعتمدتها الدولة في السنوات الأخيرة، حيث تضاعفت نسبة إسهام القطاع الصناعي في هذا الناتج من 2.5% قبيل بداية خطة التنمية الأولى 1389هـ، لتصل في العام 1415هـ إلى حوالي 50.4% ، وتعزى هذه القفزة إلى دعم الدولة لهذا القطاع الحيوي.
وتنتهج المملكة العربية السعودية سياسة خارجية تتسم بالرصانة والتوازن والعقلانية والهدوء، وتنسجم دبلوماسية المملكة مع مبادئها في سبيل رعاية مواطنيها ومصالحها الوطنية والمساهمة في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، مستمدة أهدافها من القيم الأساسية ومنظومة المبادئ الإسلامية. كما تؤسس المملكة سياستها الخارجية على وضوح الهدف والثبات على المبدأ ومناصرة الحق انطلاقا من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي قامت عليه أركان هذه الدولة وهو القاعدة التي انطلقت منها نهضتها وأمنها ورخاؤها. وانطلاقا من ذلك تحرص المملكة على مد جسور التعاون والتقارب وتوثيق العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة، وفق مبادئ الحوار والانفتاح على ثقافات العالم وشعوبها، والمسؤولية والشفافية والمبادرة.
وشهد الحرمان الشريفان في مكة المكرمة والمدينة المنورة وكذا المشاعر المقدسة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ـ رحمه الله ـ وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ العديد من مشاريع التوسعة وذلك حرصاً من قادة هذه البلاد الذين تشرفوا بخدمة الحرمين الشريفين وتقديم الخدمات تسهيلاً على ضيوف الرحمن من أداء مناسكهم بكل طمأنينة وأمان .