بيروت - رويترز
أعْلَن الجيش السوري، أمس، انتهاء الهدنة التي استمرَّت سبعة أيام بوساطة من الولايات المتحدة وروسيا، دون الإشارة إلى أي احتمال لتجديدها. وقال الجيش في بيان إنَّ "الجماعات الإرهابية المسلحة" -وهو المصطلح تستخدمه الحكومة السورية للإشارة إلى المسلحين الذين يقاتلونها- لم تلتزم بتطبيق أي بند من بنود الاتفاق واستخدمت الهدنة لإعادة تسليح نفسها في حين انتهكتها 300 مرة. ويتبادل الجانبان الاتهامات بخرق الهدنة التي انهارت على الأرجح بعد أسبوع من العمل بها.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أمس، إنَّ وقف إطلاق النار في سوريا مستمر ولكنه هش. جاء ذلك وسط أنباء بأن القتال تصاعد بعد أسبوع من تراجع أعمال العنف وما زال من المتعذر إيصال المعونات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في حلب. وقال كيري لدى لقائه بنظيره الفاتيكاني في نيويورك: "وقف إطلاق النار الأساسي مستمر ولكن هش.. نحن بانتظار الحصول على آخر المستجدات من فريقنا المجتمع حاليا مع الروس في جنيف". وأشار إلى أن المعونة الإنسانية ينبغي أن تصل إلى ثمانية مواقع، وأن هذا جزء أساسي من وقف إطلاق النار الذي تم التفاوض بشأنه مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قبل أكثر من أسبوع.
وفي تطوُّر آخر، أكدت وزارة الدفاع البريطانية أنها شاركت في الغارات الجوية على مواقع القوات الحكومية السورية. وأضافت أن طائراتها لن تتعمد أبدا استهداف قوات الحكومة السورية. وكانت الولايات المتحدة وأستراليا والدنمارك قالت إن طائراتها الحربية شاركت في الغارات الجوية يوم السبت. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن الضربات الجوية حصلت بالخطأ، مبينة أنها كانت تستهدف موقعا لمسلحي "الدولة الإسلامية".
وأعربت الولايات المتحدة عن أسفها عن مقتل الضحايا بصورة غير متعمدة. وقالت إن طائرات التحالف أوقفت ضرباتها لدى إبلاغها بوجود القوات السورية في المنطقة. وفي اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، دعت إليه روسيا لمناقشة الهجوم الجوي، قال فيتالي تشوركين مبعوث روسيا إن الهجوم هدد اتفاق وقف إطلاق النار الهش في سوريا.
وعبَّر رئيس وزراء أستراليا مالكوم تيرنبول، عن أسفه لمقتل عدد من الجنود السوريين في الغارات التي شنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وأكد تيرنبول اشتراك الطائرات الحربية الأسترالية في هجوم السبت الذي ضرب قوات سورية بطريق الخطأ.
ومن جانب آخر، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، إنَّ مُقاتلي المعارضة المدعومين من تركيا قد يوسعون المناطق التي يسيطرون عليها في شمال سوريا من خلال التقدم جنوبا فيما يركزون الآن على التحرك نحو بلدة الباب التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية.
وأدلى أردوغان بالتصريحات خلال مؤتمر صحفي بإسطنبول قبل أن يتوجه إلى نيويورك؛ حيث من المقرر أن يلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال إن "المنطقة الآمنة" التي تقيمها تركيا على الحدود يمكن في النهاية أن تمتد على مساحة تصل إلى 5000 كيلومتر مربع. وقال أردوغان "في إطار عملية درع الفرات تم تطهير منطقة تبلغ مساحتها 900 كيلومتر مربع من الإرهاب حتى الآن. هذه المنطقة تتوسع جنوبا... وقد نوسعها لتصل إلى 5000 كيلومتر مربع كجزء من منطقة آمنة." وقال أردوغان إن مقاتلي المعارضة السورية المدعومين من تركيا -وهم مجموعات من المقاتلين العرب السوريين والتركمان تقاتل تحت راية الجيش السوري الحر- يستهدفون الآن بلدة الباب الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية. وأضاف "تم تطهير جرابلس والراعي والآن نتجه نحو الباب... سنذهب هناك وسنمنع (الدولة الإسلامية) من أن تشكل تهديدا لنا."
وانتقد أردوغان الولايات المتحدة مرارا بسبب دعمها لوحدات حماية الشعب. واتهم واشنطن أمس بتصعيد التوتر في المنطقة بالإشارة إلى واقعة الأسبوع الماضي دخلت فيها مجموعة صغيرة من العسكريين الأمريكيين مدينة الراعي لكنهم أجبروا على الانسحاب بعد احتجاجات من مقاتلي الجيش السوري الحر على وجودهم. ودخلت مجموعة من القوات الأمريكية الخاصة إلى المدينة لتنسيق الضربات ضد الدولة الإسلامية.
وفي تطور منفصل، قال الجيش التركي أمس إنه قصف أهدافا للدولة الإسلامية في شمال سوريا في غارات جوية نفذها قبل يوم استهدف فيها ثكنات ومخزنا للذخيرة.