خالد الخوالدي
يُثبت أهالي وسكان مدينة صحار -يوما بعد يوم- حُبَّهم الكبير والعميق للقائد المفدى مولانا حضرة صاحب الجلالة المعظم -حفظه الله ورعاه- فقد عاشت صحار منذ تولِّي جلالته مقاليد الحكم أزهي عصورها، وتوِّجت بالازدهار والتطور والنمو، بفضل الرعاية السامية من منطلق إيمان جلالته بمكانتها التاريخية والتجارية والاقتصادية. ومَنْ يقم بزيارة صحار يَرَى ذلك جليا وواضحا؛ حيث أصبحت "وردة مُتفتحة" لا تذبل طوال الأيام والأعوام، وتوَّج ذلك الاهتمام السامي بحب أهل المدينة لجلالته، وحبهم لمدينتهم التي تنبض بالشوق لسيدها وبانيها في كل وقت وحين.
وخلال الأيام الماضية، خرجتْ صحار بشبابها وشيابها ورجالها ونسائها وأطفالها تبتهجُ بمقدم باني عمان قاطبة؛ فكان عيدها بحق يختلف عن أي عيد، والشمس التي تُشرق عليها متميزة عن كل إشراق في كل مكان، وليلها تنيره أقمار عِدَّة؛ أبرزها: نور مولانا المعظم الذي يشع على صحار وأهلها وسكانها وزوارها، ومن زار صحار خلال أيام عيد الأضحى المبارك يُدرك إدراكا تاما الحبَّ الكبير والصادق الذي يُكنه أهالي هذه المدينة للسلطان قابوس؛ حيث رأينا الجموع الكبيرة التي خرجتْ احتفاءً بمقدم جلالته الميمون، مرددة أجمل الكلمات وأعذبها، وأصدق العبارات وأجزلها، حتى بات ذلك محورَ سؤال يتردَّد في أذهان الجميع: ما هي كلمة السر التي زرعها السلطان قابوس في قلوب هؤلاء حتى يخرجوا بهذه الجموع الكبيرة وفي هذا الوقت الذي يتميَّز بالحرارة والرطوبة؟!
إنَّ الإجابة عن هذا السؤال يُدركها أهل عُمان فردا فردا، وأهل صحار شخصا شخصا.. إنه "الحب"؛ فلم يُخرجهم المال ولا التباهي والتظاهر، ولم تدفعهم الحكومة دفعا إلى الخروج كما يحدث في بعض الدول، بل إنَّ تنظيم وترتيب وتنسيق الاحتفالات والمسيرات والبرامج هو أهلي بامتياز، وبأموال وتبرعات من الأهالي؛ فرحا وحبا وتضحية وفداء لباني الوطن، فهو يستحق أكثر مما بذلوا وقدموا، وأصدقكم القول بأنَّ أغلب من ردَّد يومًا (بالروح والدم نفديك يا قابوس) هم صادقون ومخلصون، ومستعدون لتقديم أرواحهم فداء لقائدهم، ولهذا الوطن، والذود عن حياضه.
لقد كانتْ صُحار تنبض بقابوس الخير والعطاء من ليلة العيد إلى آخر يوم من أيام تلك الأيام المباركة، مُقدِّمة بذلك مثالًا واقعيًّا وحقيقيًّا على مدى الحب والوفاء والإخلاص، هذا الحب الذي تنامى وتزايد في قلوبهم منذ العام 1970 إلى أن كبُر وترعرع وأصبح شامخا طوال 46 عاما؛ ليعلن أهالي صحار أنهم ماضون خلف قيادة القائد الحكيم والملهم إلى التطور والتقدم والازدهار، وواثقون من حب مولاهم لهذه المدينة التي كانت يوما بوابة الشرق ودهليز الصين ومغوثة اليمن، ومؤمنون تمام الإيمان بأنَّ تاريخ صحار ومجدها يعود يوما بعد يوم مع النظرة الثاقبة لمولانا المعظم إلى ما كانت عليه صحار، وما ميناء صحار ومطارها ومناطقها الصناعية والبُنى الأساسية من طرق وإنارة وصرف صحي، وانتشار الحدائق والمتنزهات، إلا لبنة من لبنات الفكر السامي، والقادم أفضل وأجمل بإذن الله.
فشكرًا مولانا المعظم على تشريفكم السامي لمدينة التاريخ والحضارة والمجد؛ فقد منح مقدمكم الميمون أبناءها الأوفياء المخلصين فرصةً للتعبير عمَّا تُكنه نفوسهم من حب وإجلال لمقام جلالتكم السامي. وشكرًا لأهالي صحار وأبناء محافظة شمال الباطنة قاطبة على الأيام الجميلة التي قُدِّمت فيها كل أنواع وصنوف الابتهاج. وشكرًا لجميع المؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية والمدنية، وعلى رأسها بلدية صحار، التي بدأت العمل في الاستعداد لاستقبال عاهل البلاد المفدى قبل قدومه بأسابيع. كما نشكر جميع وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي على التفاعل الرائع مع هذه الفرحة التي عمَّت أرجاء المحافظة قاطبة، وأجزل الشكر لأولئك الذين واصلوا ليلهم بنهارهم في الإعداد والتنظيم والإخراج والمتابعة والتنسيق؛ حتى تخرج جميع الاحتفالات بالمظهر الذي يليق ومكانة القائد العظيم.. ودمتم ودامت عُمان بخير.
Khalid1330@hotmail.com