جنوب السودان ينفي اتهامات دولية بالفساد.. وعدد اللاجئين يتجاوز المليون

 

 

جوبا - رويترز

عبرت حكومة دولة جنوب السودان عن قلقها العميق من نشر مجموعة سنتري الأمريكية تقريرًا عن فساد كبار مسؤولي الدولة وقالت إنّ مثل هذه الادعاءات تضر بجهود السلام في بلد تمزقه الحرب.

وقالت مجموعة سنتري التي شارك في تأسيسها الممثل الأمريكي جورج كلوني وزميله الناشط جون بريندرجاست إنّ قادة جنوب السودان من طرفي النزاع في الحرب الأهلية وعائلاتهم تربحوا من الصراع.

وقال المتحدث باسم الحكومة في بيان "هذا النوع من الادعاءات لن يؤدي إلا لتعريض السعي للسلام والاستقرار للخطر في بلدي حيث انعدام الثقة المتبادل والافتقار إلى السلطة عاملان أساسيان في العنف" وعبر عن "القلق العميق".

وقال أتيني ويك أتيني المتحدث باسم مكتب الرئيس "سنرد على كل ادعاء من تلك الادعاءات بتحليل قضائي وقانوني لأوجه القصور في هذا التقرير."

وقالت مجموعة سنتري إنّ التقرير يجيء بعد تحقيق سري استمر عامين للبحث في تمويل الصراعات في أفريقيا. وقد صدر في وقت تهدد فيه الأمم المتحدة بفرض حظر على مبيعات السلاح لحكومة جنوب السودان.

وأضافت المجموعة أنها حددت شبكة من الوسطاء الدوليين تبدأ من تجار سلاح في أوكرانيا وشركات بناء في تركيا وشركات تعدين في كينيا وصولاً إلى مستثمرين صينيين منخرطين في أنشطة قمار وفي شركات أمن خاصة في جنوب السودان.

ونفى متحدثان باسم الرئيس سلفا كير وخصمه نائب الرئيس السابق رياك مشار الادعاءات بحقهما عندما صدر التقرير يوم الإثنين. وذكر تقرير سنتري أيضاً قادة كبار آخرين.

وانزلق جنوب السودان الذي نال استقلاله عام 2011 في صراع أهلي في ديسمبر كانون الأول 2013 بعد خصومة سياسية دامت طويلاً بين كير ومشار اللذين ينتميان لأصول عرقية مختلفة.

ووقع الجانبان اتفاقاً للسلام في 2015 لكن تنفيذه تعثر من بداياته. وبعد أسابيع من عودة مشار للعاصمة جوبا هذا العام كي يتولى مهام منصبه نائبا للرئيس اندلع القتال من جديد في يوليو. وغادر مشار البلاد حينها ولم يعد.

وقد تجاوز عدد اللاجئين في جنوب السودان، بسبب الحرب الأهلية هناك، المليون شخص، بحسب وكالة الأمم المتحدة للاجئين. وتقول الوكالة إن تلك الزيادة الكبيرة في أعداد الفارين تعود إلى القتال الذي اندلع في العاصمة جوبا.

ويزيد عدد المشردين في جنوب السودان عن 1.6 مليون شخص، أي أن ما يزيد عن 20 في المائة من السكان قد أصبحوا بلا مأوى منذ شهر ديسمبر 2013. وتوشك اتفاقية السلام الهشة، التي وقعت العام الماضي، على الانهيار الآن.

وقال بيان صادر عن ليو دوبس، المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين "تسببت أعمال العنف التي اندلعت في يوليو في انتكاسة كبيرة لجهود السلام في جنوب السودان."

وتقول الأمم المتحدة أن أكثر من 185 ألف شخص قد فروا من جنوب السودان منذ يوليو. وأضاف دوبس في بيانه "دمر القتال الآمال في التوصل إلى اختراق للأزمة، كما أدى إلى موجة جديدة من النزوح والمعاناة. وتجد المنظمات الإنسانية صعوبة بالغة، لأسباب أمنية ولوجستية ومالية، في توفير الحماية والمساعدة العاجلتين لمئات الآلاف ممن يحتاجون إليها." وتسعى الأمم المتحدة إلى نشر قوة للحماية قوامها 4 ألاف شخص في جوبا، على أن يكون لها تفويض أقوى من قوات الأمم المتحدة الأخرى التي يبلغ عددها 12 ألف شخص والمنتشرة في بقية أرجاء البلاد. لكن حجم القوة والتفويض الذي سيمنح لها لا يزالان محلا للنقاش حتى الآن.

 

تعليق عبر الفيس بوك