ملاحظات كروية

 

 

1- المرحلة الماضية يجب أن تُطوى، وعلى الاتحاد الجديد أن ينظر إلى المستقبل والقادم بنظرة تفاؤل وحذر في نفس الوقت؛ لأنَّ المرحلة القادمة صعبة وحرجة، وهناك تحديات كثيرة تنتظر الاتحاد الجديد، والظروف ليست هي الظروف التي كانت بالسابق؛ فالظروف الحالية -خاصة المادية- صعبة بحُكم ما نمرُّ به من انخفاض الموازنات وقلة الدعم أيضا، ولكن ثقتنا كبيرة في الشيخ سالم الوهيبي الرئيس القادم والجديد لاتحاد الكرة بنظرة تحمل معها التجديد والتطوير من أجل غدا مشرق للكرة العمانية، وإعادتها للواجهة من جديد؛ فالتكاتف والعمل بنية مُخلصة وبنظام مُحدَّد ووجهة تسير على خط مستقيم هو الأساس الذي يجب على الاتحاد السير فيه من خلال الفترة المقبلة.

2- للأسف، أصبحت الساحة الرياضية مكتظة بالمتسلقين والخارجين والداخلين عن الرياضة، وهم لا يفقهون شيئا فيها ويبحثون عن الشهرة والأضواء والظهور وعن مصالحهم الشخصية. ضاربين بمصلحة الكرة العمانية خلف ظهورهم، وهذه آفة ابتلت بها الرياضة العمانية في كل الألعاب وانتشرت في جسدها، وستعاني منها في المستقبل وبصورة مستمرة؛ فهناك من يبحث عن الأضواء ولو أنها موجودة في غرف مظلمة.

3- الإعلام الرياضي كصناعة يصنع مستحيلات عجزت عنها الصناعات الأخرى، والإعلام العماني الرياضي أصبح مُؤثرا بجميع أنواعه في الكرة العمانية والرياضة بصفة عامة، وله رأيه وكلمته وقراره، وهناك قامات إعلامية لها تواجدها على الساحة الإعلامية في جميع المجالات ولها خبرتها، وأسهمت في تطور الإعلام، ويجب أن تكون رسالة الإعلام أن تحمل دور الإصلاح والبناء وكشف الأخطاء وكذلك الإثارة بدون تجريح، ويعتبر الاعلام شريكا أساسيًّا في النجاح أو حتى الفشل. وهناك برامج كثيرة رياضية أسهمت في تطوير الرياضة، إضافة إلى كُتاب الأعمدة والمحللين، والإعلام سلاح ذو حدين، ويجب على الإعلامي أن يتحدث أو يكتب بضميره وليس بقلبه وعاطفته. كما يجب الأخذ في الاعتبار أيضا هجرة الإعلاميين للخارج والتي أعتبرها ظاهرة صحية لما ستعود به بالنفع على الإعلام العماني الرياضي بعد عودتهم لأنهم سيكتسبون خبرة طويلة بعدما ذهبوا أولا كمبتدئين وخبرتهم قليلة. وعلى أيٍّ؛ فإنَّ الإعلام في النهاية بحاجة لوقفة مع نفسه ومع ضميره؛ لأن الإعلام الصحيح هو القدرات البشرية وقواعد معلومات وشفافية وإخلاص لأخلاقيات المهنة وتفان للمصداقية. أما إعلام الإثارة فهو بوق يمكن نفخه في أي وقت.

4- الرياضة -خاصة كرة القدم- سواء في الاتحادات الأخرى أو حتى في الأندية، تحتاج إلى الرؤية المستقبلية وتحديد الأهداف ووضع خطة وإستراتيجية سواء قصيرة المدى ما بين سنتين إلى 3 سنوات، أو طويلة المدى من 3 سنوات إلى 5 سنوات، وأن تكون هناك متابعة ومحاسبة لكل ما تم تحقيقه، وما لم يتم تحقيقه من أهداف ورؤية. إضافة إلى الابتعاد عن الأهواء والمصالح الشخصية لإدارة اللعبة. ومشكلة الكرة العمانية والرياضة بصفة عامة هي "الأمية الكروية"، وهى ترى من ليس له علاقة بكرة القدم وباللعبة قد تولى شؤونها.

5- استعدادات الأندية للموسم الحالي جاءت مختلفة من نادٍ لآخر، وبرزت أيضا الظاهرة السنوية في مشكلة أعداد الأندية خاصة أندية دوري المحترفين، وهي عدم وجود معظم لاعبي الأندية مع أنديتهم في إعدادهم للموسم الحالي؛ حيث انقسم اللاعبون إلى قسمين: قسم مع المنتخب الوطني الأول والأولمبي، والقسم الآخر مع المنتخب العسكري، وبذلك هناك تذمُّر كبير بين مُعظم المدربين من هذه الظاهرة السنوية وحتى الأندية؛ حيث إنَّ اللاعبين سيؤثرون على أنديتهم في الوقت الحالي، خاصة توقيت معسكر المنتخب الأول الذي كان في غير محله.

-----------------------

آخر الكلام: "الأماني بضاعة الضعفاء، والعمل بضاعة الأقوياء".