الجيش التركي و"التحالف" يبدآن عملية عسكرية لطرد "داعش" من بلدة سورية.. وروسيا تعبر عن قلقها

 

 

إسطنبول - رويترز

قال مسؤولون أتراك إنَّ دبابات وطائرات ووحدات من القوات الخاصة التركية -تدعمها طائرات حربية تابعة للتحالف بقيادة الولايات المتحدة- بدأت عملية في شمال سوريا، أمس؛ لإخراج متشددي تنظيم الدولة الإسلامية من منطقة الحدود مع تركيا، ووقف تحقيق المقاتلين الأكراد مكاسب إضافية. وذكرت مصادر عسكرية أنَّ وحدات دبابات تركية ومعارضين سوريين مدعومين من تركيا دخلوا شمال سوريا لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من بلدة جرابلس الحدودية.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنَّ العملية تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، الذي أثارت مكاسبه في شمال سوريا قلق تركيا. وتعتبر تركيا حزب الاتحاد الديمقراطي امتدادا للأكراد الذين يقاتلون على أراضيها مما يجعلها على خلاف مع واشنطن التي ترى الحزب حليفا في قتال تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال أردوغان -في كلمة ألقاها في أنقرة- "بدأت عملية في شمال سوريا ضد جماعات إرهابية تهدد بلادنا باستمرار مثل داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي." ووصل جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي إلى تركيا بعد بضع ساعات من بدء العملية في زيارة مقررة ليصبح أكبر مسؤول أمريكي يزور تركيا منذ أن هزت محاولة انقلاب يوم 15 يوليو الثقة في قدرة تركيا على تصعيد قتالها ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وعملية "درع الفرات" هي أول عملية عسكرية ضخمة تنفذها تركيا منذ محاولة الانقلاب.

وقال مسؤول بارز بالحكومة الأمريكية مسافر مع بايدن، إنَّ الولايات المتحدة تريد مساعدة تركيا في إبعاد تنظيم الدولة الإسلامية عن حدودها وإنها توفر غطاء جويا وتنسق مع الأتراك في خططهم بشأن جرابلس. وقال إن القصف يصيب تنظيم الدولة الإسلامية وليس القوات الكردية.

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الروسية -في بيان- أمس، إنَّ موسكو منزعجة بشدة من تصاعد التوتر على الحدود التركية السورية بعدما أرسلت أنقرة قواتها إلى الأراضي السورية. وشرعت القوات الخاصة والدبابات والطائرات المقاتلة التركية بدعم من طائرات من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في أول هجوم منسق لها في سوريا، في محاولة لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من الحدود ومنع مقاتلي ميليشيا كردية سورية من تحقيق مزيد من المكاسب.

وبدأ الجيش التركي إطلاق نيران المدفعية، وشنت طائرات حربية تركية وأمريكية ضربات جوية على أهداف للدولة الإسلامية. وهذه المرة الأولى التي تقصف فيها طائرات حربية تركية أهدافا في سوريا منذ نوفمبر عندما أسقطت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي طائرة روسية قرب الحدود، كما أنها أول توغل كبير معلن للقوات الخاصة التركية منذ عملية قصيرة في فبراير شباط 2015 لنقل ضريح سليمان شاه جد مؤسس الإمبراطورية العثمانية. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أمس، إنَّ المقاتلين الأكراد السوريين يجب أن يعودوا إلى شرقي نهر الفرات وإلا فعلت تركيا "ما هو لازم".

وتصاعدت أعمدة دخان أبيض ورمادي فوق تلال جرابلس وشوهدت من ناحية بلدة قرقميش الحدودية التركية. وسمع دوي المدفعية عندما فتحت الدبابات النار من داخل الأراضي التركية.

وقالت مصادر عسكرية تركية إن الضربات الجوية أصابت 12 هدفا تابعا لتنظيم الدولة الإسلامية في حين أصابت المدفعية 70 هدفا. وقال مصدر عسكري "الهدف من العملية هو ضمان أمن الحدود وسلامة أراضي سوريا إلى جانب دعم التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية". وأضاف أن العمل يجري لفتح ممر للقوات البرية.

تعليق عبر الفيس بوك