بانتظار إيقادها في طوكيو.. الدورة القادمة

ريو دي جانيرو تطفئ شعلة أولمبياد 2016

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

< مشاركة "خجولة" وتتويج "متواضع" للمنتخبات العربية

< عودة متألقة لـ"الدولفين البشري".. وبولت يُنهي مسيرته باكتساح السباقات

< أرقام عالمية جديدة ووجوه صاعدة تضع "الريو" على قائمة الدورات الاستثنائية

< أمريكا تتصدر جدول الميداليات بـ121.. وبريطانيا في الوصافة بفارق 54

ريو دي جانيرو - الوكالات

أطفأت ريو دي جانيرو، أمس، شعلة أولمبياد 2016، وسط مشاعر متناقضة بين الحزن والفرحة الطاغية، في ليلة استثنائية؛ تصاعدتْ فيها أنغام الموسيقى التقليدية الخاصة بأحياء ريو، مع صورة لراقصة السامبا البرازيلية كارمن ميراندا، والتي اشتهرتْ في حقبة الثلاثينات من القرن الماضي؛ مما هيَّأ المسرح لدخول الآلاف من الرياضيين الذين يبلغ عددهم 11 ألفا والذين حضروا للمنافسة في ريو، والتي تربعت أمريكا على عرش جدول ميدالياتها بـ121 ميدالية ملونة، مُتقدِّمة على بريطانيا "الوصيفة" بفارق 54 ميدالية.

ومن ماراكانا التي بدأتْ فيها الأحداث قبل 16 يوما، انطلق الحدثُ الأخير بأشكال أشبه ببغباوات متعددة الألوان حلَّقت فوق أشهر معالم ريو، وهو تمثال المسيح وجبل شوجرلوف قبل أن تشكل الحلقات الأولمبية الخمس؛ لتسلِّم المدينة العلم الأولمبي الى طوكيو التي ستستضيف أولمبياد 2020، بعدما تم إطفاء الشعلة الأولمبية التي أُشعلت في الخامس من أغسطس الجاري؛ من خلال مرجل صغير صديق للبيئة.

وستظل "أولمبياد ريو 2016" عالقة بالذاكرة، باعتبارها الساحة التي شهدتْ عودة السباح الأمريكي مايكل فيلبس الذي فاز بخمس ذهبيات وفضية واحدة ليعزز من مكانته كأكثر الرياضيين الاولمبياد تتويجا بالألقاب على مر العصور، كما شهدت بزوغ نجم الجاميكي يوسين بولت الذي أسدل على مسيرته الأولمبية الرائعة بضمان اكتساح ألقاب سباقات السرعة للرجال للدورة الثالثة على التوالي. كما شهدت الدورة بداية مسيرة لاعبة الجمباز الأمريكية سيمون بايلز -التي ستحمل علم بلادها في حفل الختام- في الأولمبياد بمعادلة الرقم القياسي المتمثل في تحقيق أربع ميداليات ذهبية في دورة أولمبية واحدة.

وفي المقابل، تفوَّقت حصيلة العرب في الدورة الحالية، على حصاد أولمبياد سيدني 2000، حيث "دورة 2016" إحراز 14 ميدالية عربية؛ مع إضافة الذهبية التي حصدها الرامي الكويتي فهيد الديحاني، والبرونزية التي حصدها مواطنه عبد الله الرشيدي في منافسات الرماية أيضا، رغم فوزهما بالميداليتين تحت العلم الأولمبي في ظل الحظر المفروض على بلدهما.. وهي بالطبع حصيلة زهيدة ومتواضعة مع مقارنتها بعدد البعثات العربية التي تمثل أكثر من 20 دولة عربية من القارتين الإفريقية والآسيوية.

وعلى مدار تاريخ المشاركات العربية في دورات الألعاب الأولمبية، كانت ألعاب القوى هي المصدر الأبرز للميداليات التي حصدها الرياضيون العرب في مشاركاتهم المختلفة، وقبل انطلاق أولمبياد ريو 2016 كان القدر الأكبر من التوقعات فيما يتعلق بالميداليات العربية معقودا على أم الألعاب.

وخلال المشاركات السابقة للعرب في الدورات الأولمبية حتى أولمبياد لندن 2012، اقتصر الحصاد على 94 ميدالية متنوعة منها 23 ذهبية و24 فضية و47 برونزية ولكن القدر الأكبر من الميداليات الذهبية جاء عن طريق ألعاب القوى حيث بلغ حصادها 13 ذهبية من بين 38 ميدالية متنوعة حصدها رياضيو العرب في ألعاب القوى بالدورات الأولمبية.. والحقيقة أنَّ "أولمبياد ريو" شهدت تحطيم الرقم القياسي لعدد الميداليات التي تحصدها البعثات العربية في أي دورة من الدورات الأولمبية.

لكن وفي بعض الأحيان كان من الصعب التركيز على اللحظات الرياضية العظيمة التي حدثت عبر مدينة ريو دي حانيرو مترامية الأطراف، وكانت أسوا اللحظات في ريو عندما قال رايان لوكتي -وهو واحد من أكثر السباحين الأمريكيين تتويجا بالألقاب- إنه تعرض للسرقة تحت تهديد السلاح. وأثار هذا مزيدًا من المخاوف الأمنية عقب سلسلة من الهجمات ضد وزراء ورياضيين وسائحين.. لكنَّ أبعاد رواية لوكتي تكشفت بسرعة عندما اكتشفت الشرطة أنه اختلق هذه القصة للتغطية على أعمال التخريب التي قام بها في محطة وقود عقب حضوره لحفل مع ثلاثة من زملائه. وأثارت هذه الكذبة غضب البرازيليين والأمريكيين معا.

وشعر البرازيليون بالراحة بسبب حقيقة مفادها أنَّه لم تكن هناك أي حوادث مؤسفة أو مخالفات عقب هجمات مميتة وقعت في أوروبا والولايات المتحدة؛ مما استدعى أكثر عملية أمنية في تاريخ البرازيل. وكان حضور قوات الأمن والشرطة استثنائيا حيث تم نشر 85 ألف فرد من قوات الأمن عبر مواقع المنافسات والشوارع ومحاور النقل وهو ما يزيد بنحو الضعف عما تم نشره في لندن قبل أربع سنوات.

ليُسدل الستار على منافسات الدورة الحالية الأولمبياد الأكثر إثارة، بانتظار إشعال "الشعلة الأولمبية" في طوكيو اليابانية، التي تواصل استعداداتها على قدم وساق، قبيل انطلاقها في العام 2020.

تعليق عبر الفيس بوك