مانيلا - الوكالات
هدَّد الرئيسُ الفلبينيُّ رودريجو دوتيرتا "بالانفصال" عن الأمم المتحدة بعد انتقادها لحربه على المخدرات، ووصفها لها بالجريمة طبقا للقانون الدولي. وقال دوتيرتا إنَّه قد يطلب من الصين ودول إفريقية تشكيل كيان جديد. كما اتهم الأمم المتحدة بالفشل في علاج الإرهاب، والجوع وإنهاء الصراعات.
وكان دوتيرتا -المنتخب في شهر مايو- قد أقرَّ قتل مُهرِّبي المخدرات في محاولة للقضاء على تجارة المخدرات في بلاده. وأدانت الأمم المتحدة مرارا تلك الخطوة معتبرة إياها اختراقا لحقوق الإنسان. وقُتل نحو 900 متهم بتهريب المخدرات منذ أن تولى دوتيرتا السلطة.
وقال خبيران في حقوق الإنسان تابعان للأمم المتحدة الأسبوع الماضي: إنَّ تعليمات دوتيرتا للشرطة والعامة بقتل المتهمين بتجارة المخدرات تصل إلى حد "التحريض على العنف والقتل وهما جريمة طبقا للقانون الدولي".
وفي ردٍّ شديدِ اللهجة ضد الأمم المتحدة، وصف دوتيرتا الخبراء "بالغباء"، قائلا إنهم لابد أن يحصوا عدد الأبرياء الذين ذهبوا ضحايا للمخدرات. وقال: "لا أرغب في إهانتكم. لكن ربما اضطر إلى الانفصال عن الأمم المتحدة". وأضاف: "إذا كنتم بهذا القدر من عدم اللياقة، فربما كان لزاما علينا إذن أن ننسحب... أخرجونا إذن من منظمتكم، فأنتم لم تفعلوا شيئا... متى كنتم هنا آخر مرة؟ لم يحدث هذا أبدا، فيما عدا للانتقاد." وقال دوتيرتا إن الأمم المتحدة لابد أن تعيد المساهمة المالية "حتى يمكننا الرحيل." وقال دوتيرتا إن الأمم المتحدة فشلت في محاربة الجوع والإرهاب كما فشلت في وقف قتل المدنيين في سوريا والعراق.
وقال: "أيتها الأمم المتحدة، إذا كنت تستطيعين أن تقولي شيئا واحدا عني، فيمكنني أن أقول 10 أشياء عنك. وأنا أخبرك، إنك كذلك (لا جدوى منك)، لأنك لو كنت بالفعل جادة في تنفيذ التزاماتك، لأوقفت كل هذه الحروب والقتل".
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والإدارة المسؤولة عن مكافحة جرائم المخدرات بالمنظمة ما وصفوه بأنه "الموافقة العلنية على القتل دون محاكمة قضائية، وهو أمر غير شرعي، وانتهاك للحقوق والحريات الأساسية." وتولى الرئيس دوتيرتا الحكم في يونيو بعد تحقيق فوز كاسح في الانتخابات الرئاسية. وشغل دوتيرتا، في السابق، منصب عمدة مدينة دافو، ثالث أكبر مدن الفلبين، لفترة 22 عاما؛ حيث أدت سياساته القاسية وتعبيراته المثيرة للجدل إلى إطلاق اسم "المعاقب" (بكسر القاف) عليه.