وداعا بولت.. "ثلاثية تاريخية" للعداء الخارق في ختام مشواره الأولمبي بـ"أم الألعاب"

 

 

ريو دي جانيرو - رويترز

ربما فشل منتخب اليابان في إفساد حفل وداع يوسين بولت للمنافسات الأولمبية في ريو، أمس الأول، لكنه استفاد من الروح الجماعية بين أعضائه، وحقق مفاجأة هائلة بالتفوق على منتخبين عملاقين من أمريكا الشمالية ليحرز فضية سباق أربعة في 100 متر تتابع.

وأحرزت جاميكا الميدالية الذهبية للمرة الثالثة على التوالي ليحقق بولت الثلاثية الأولمبية الثالثة على التوالي في إنجاز غير مسبوق في آخر ظهور أولمبي له. وعلى مستوى الأداء الفردي لا يمكن مقارنة أي عضو في الفريق الياباني بأي منافسين مثل بولت أو الأمريكي جاستين جاتلين أو الكندي أندريه دي جراس.

ولم يسبق لأي من أعضاء الفريق الياباني الأربعة وهم اسكا كيمبريدج ويوشيهيدي كيريو وريوتا ياماجاتا وشوتا ايزوكا أن سجل أقل من 10 ثوان في سباق 100 متر كما لم يسبق لأي منهم الظهور في نهائي أي سباق فردي في ريو.

لكن قصور قدراتهم في السرعة الشخصية عوضوه من خلال العمل الجماعي أثناء التناوب على مراحل السباق ونجحوا في كسر الرقم الأسيوي بتسجيل 37.60 ثانية بعد الحصول على المركز الثاني بعد جاميكا. ولم يكن هذا فقط أفضل أداء لليابان على مستوى السباق التي فازت ببرونزيته في بكين في 2008 بل إن الفريق الياباني تفوق أيضا على المنتخب الأمريكي الذي احتل المركز الثالث.

وبعد ذلك تم استبعاد المنتخب الأمريكي وإلغاء نتيجته بسبب خطأ ارتكبه أحد أفراده ومن ثم حصلت كندا بقيادة دي جراس على المركز الثالث والميدالية البرونزية. وقال إسكا كيمبريدج المولود في جاميكا لأن والده جاميكي وأمه يابانية "هذا رائع. هذا رائع حقا".

وأضاف العداء الذي يقترح البعض تسميته "بولت اليابان" بسبب أصوله "أنا فعلا فخور لوجودي في منتخب يمثل اليابان". ورغم عدم شهرة عدائي اليابان الأربعة خارج بلادهم، أشاد بولت في آخر سباق أولمبي يخوضه بالمنافسين الأسيويين قائلا: "أرفع قبعتي احتراما لهم.. هم دوما يجيدون عملية التناوب خلال مراحل السباق وأعتقد أنهم نفذوا ذلك اليوم جيدا ولا أشعر بالصدمة لما حققوه". وقال ايزوكا إن فريقه ظل يتدرب على عملية التناوب خلال السباقات "طوال ستة أشهر تقريبا".

وأكمل يوسين بولت الهيمنة على سباقات السرعة للرجال في الأولمبياد للمرة الثالثة على التوالي وقاد جاميكا للفوز بذهبية سباق التتابع أربعة في 100 متر بألعاب القوى بزمن 37.27 ثانية يوم الجمعة.

وكان بولت -الذي سيحتفل بعيد ميلاده 30 اليوم- آخر أعضاء الفريق الجاميكي في سباق التتابع ليحصد اللقب بعدما فاز أيضا بسباقي 100 و200 متر في وقت سابق في أولمبياد ريو.

ورفع بولت رصيده إلى تسع ميداليات ذهبية ليعادل إنجاز الفنلندي بافو نورمي الذي سيطر على السباقات في بداية القرن العشرين والأمريكي كارل لويس العداء ومتسابق الوثب الطويل كأفضل الرياضيين في ألعاب القوى بالأولمبياد. وقالت اللجنة الأولمبية الدولية إن بولت أصبح أول أولمبي يفوز بثلاث ذهبيات متتالية في ثلاث منافسات مختلفة في ثلاث دورات أولمبية.

وأبلغ بولت الصحفيين "أنا الأعظم.. أشعر براحة شديدة لما تحقق. أنا سعيد جدا وفخور بنفسي. تحول الأمر إلى واقع. الضغط كان كبيرا وما يحدث يعتبر إنجازا". وكان ريوتو ياماجاتا مؤثرا في نجاح الفريق الياباني الفائز بالفضية بعدما قاده لأول ميدالية في سباقات السرعة للتتابع بزمن بلغ 37.60 ثانية.

وتسبب خطأ من ترايفون برومل في استبعاد الفريق الأمريكي الذي كان سيتوج بالميدالية البرونزية بعدما سجل 37.62 ثانية. وأظهرت الإعادة التلفزيونية أن برومل دخل في مسار بولت. وقال تايسون جاي صاحب الرقم العالمي سابقا "أتمنى أن ننجح في الاستئناف بشكل ما لكننا نرى أنه تم استبعادنا ولذلك نأمل في الاستئناف."

وذهبت البرونزية للفريق الكندي الذي سجل 37.64 ثانية وحقق رقما وطنيا لينال أندريه دي جراسي ميداليته الثالثة في ريو بعد فضيتين في سباقي 100 و200 متر خلف بولت.

وشارك أسافا باول ويوهان بليك ونيكل أشميد مع الفريق الجاميكي في سباق التتابع لكن بولت حصل من زملائه على أفضلية بسيطة جدا قبل أن يختتم مشواره الأولمبي بالتفوق بفارق واضح على أقرب منافسيه الياباني أسكا كامبريدج.

وكان جاي آخر رجل يتفوق على بولت في نهائي بطولة كبرى -عندما فاز بسباق 200 متر في بطولة العالم 2007- ورغم شعوره بالإحباط من الاستبعاد فإنه أشاد بالعداء الجاميكي المخضرم. وقال جاي "إنه عداء عظيم.. الكلمات لا يمكنها أن تصف نوعية هذا الشخص وما فعله للرياضة.. الجميع يشعر بالتقدير لما فعله".

تعليق عبر الفيس بوك