تشيد بدور الصحيفة في نشر ثقافة ريادة الأعمال وتشجيع الشباب على العمل الحر

دراسة أكاديمية: "الرؤية" أول جريدة يومية تطلق إصدارا متخصصا في دعم رواد الأعمال

الدراسة توصي بزيادة الاهتمام بالتوعية الاقتصادية والتعريف بقصص نجاح المشروعات الخاصة

تأكيد على أهمية ترسيخ صورة ذهنية إيجابية حول أنشطة رائدات الأعمال

مسقط – الرؤية

أشادت دراسة ميدانية للكاتب والباحث الإعلامي حسين الناظر بجريدة الرؤية ووصفتها بأنها "من الصحف القليلة التي تهتم بريادة الأعمال، وهي أول جريدة عربية تصدر ملحقا خاصا عن ريادة الأعمال وهو ملحق روادنا وكذلك أول صحيفة يومية تدشن مسابقة لرواد الأعمال الأمر الذي يعد وسيلة جيدة لجذب الأنظار نحو ريادة الأعمال ونشر فكر ريادة الأعمال وتشجيع رواد الأعمال".

وثمنت الدراسة التي أجراها الناظر وهو مدير تحرير مجلة رواد الأعمال الدور البارز لصحيفة الرؤية في نشر ثقافة ريادة الأعمال والعمل الحر ودعمها للمشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال ملحق "روادنا " وأشادت بنشر الجريدة لقصص نجاح رائدات الأعمال لما له من أثر في نفوس الشباب واستلهام روح التحدي والطموح والنجاح ومن هذه القصص : وعد الزكوانية، منى الشكيرية، ﻋﺎﺋﺷﺔ ﻋﺑﺩ ﷲ ﺍﻟﻌﺑﺭﻱ، ﺗﻬﺎﻧﻲ ﺭﺍﺷﺩ ﺍﻟﺷﻛﻳﻠﻲ ﻣﺎﺭﻳﺔ ﻳﺣﻳﻰ ﺍﻟﺣﺭﺍﺻﻲ، وغيرهن.

وتناولت الدراسة اتجاهات الرأي العام تجاه أداء وسائل الإعلام المختلفة فيما يتعلق بـ (دور وسائل الإعلام في تعزيز ريادة الأعمال النسائية )، وهو عنوان ورقة العمل المهمة التي قدمها الباحث ضمن الجلسات الحوارية للملتقى العربي الأول لرائدات الأعمال الذي نظمته لجنة شابات الأعمال بغرفة تجارة وصناعة ظفار بمدينة صلالة بسلطنة عمان.

ورصدت الدراسة ضعف أداء وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية في دعم رائدات الأعمال، ونشر ثقافة ريادة الأعمال والعمل الحر والتعريف بالفرص المتاحة للاستثمار أمام الشباب والشابات، ونشر قصص النجاح المميزة لرائدات الأعمال، ومناقشة المشكلات والتحديات التي تواجه مبادرات المرأة لتأسيس مشاريع جديدة.

دعم رائدات الأعمال

وتناولت الدراسة التي شاركت فيها 200 رائدة أعمال في الوطن العربي وعدد من الخبراء المعنيين بهذا المجال دور الصحافة والمجلات المتخصصة وأيضا دور المحطات الإذاعية والقنوات التليفزيونية والدراما والسينما في تعزيز ريادة الأعمال النسائية ودعم رائدات الأعمال. وفيما يتعلق بأداء القنوات التليفزيونية أبدى 64,8 % عدم رضاهم عن أداء القنوات التليفزيونية المختلفة تجاه تعزيز ريادة الأعمال النسائية، وقد أشار 79,4 % إلى أن المساحات المخصصة لريادة الأعمال ورائدات الأعمال في القنوات التليفزيونية العربية غير كافية.

وأبدى 58,8% عدم رضاهم عن دور الصحافة العربية في تعزيز ريادة الأعمال النسائية، وأشار 67% إلى عدم كفاية المساحة المخصصة لريادة الأعمال في الصحافة العربية.

وذكر المشاركون في الدراسة أسماء صحف تهتم حسب رأيهم بريادة الأعمال النسائية ورائدات الأعمال، و قد رأت أن أشير لبعض الصحف والمجلات التي تقوم بدور إيجابي هام في تعزيز ريادة الأعمال النسائية.

ونالت المواقع الإعلامية الإليكترونية استحسان عدد كبير من جمهور البحث حيث أبدى 48,5% رضاهم عن الدور الذي تقوم به المواقع الاليكترونية في تعزيز ريادة الأعمال النسائية ودعم رائدات الأعمال.

وجاءت صفحات التواصل الاجتماعي أو السوشيال ميديا في المركز الأول من حيث المتابعة كمصدر من مصادر الأخبار اعتبر50 % أن السوشيال ميديا هي مصدرهم الرئيس لمتابعة أخبار وأنشطة ريادة الأعمال، بينما جاءت المواقع الاليكترونية في المرتبة الثانية بنسبة 27 % وحلت القنوات التليفزيونية ثالثا بنسبة 9,5 %، بينما جاءت الصحف رابعا بنسبة 7,5% بينما جاءت المجلات المتخصصة خامسا بنسبة 6%.

"فيس بوك" أولا

ومن بين وسائل التواصل الاجتماعي حصد "الفيس بوك" المركز الأول كمصدر من مصادر المعرفة عن ريادة الأعمال بنسبة 53,2% بينما حل تويتر ثانيا بنسبة 19,9% وحل سناب شات ثالثا بنسبة 4.5%.

وأرجعت الدراسة أسباب تفضيل متابعة صفحات المواقع الإخبارية على فيس بوك وتويتر، لكونها سريعة وتقوم بتحديث أخبارها بشكل مستمر، وتنشر أخبارًا متنوعة محلية وعالمية، وتتناول قضايا هامة فى المجتمع بحرية، وصورًا للأحداث، وتقدم مقاطع فيديو وتغطية حية للأحداث الصورة الذهنية لرائدة الأعمال في الدراما التليفزيونية

وأظهرت الدراسة عدم رضاء الجمهور عن صورة رائدة الأعمال كما تظهر في وسائل الإعلام، فقد أشار 75,5 % من أفراد العينة إلى سلبية هذه الصورة بينما أشار24,5 % إلى إيجابيّتها.

وبالنسبة لمدى نجاح الدراما التليفزيونية في تجسيد شخصية رائدة الأعمال فقد أبدى 84 % عدم رضاهم عن هذه الصورة وأنها لم ترقى لمرتبة الإجادة بما يتوافق مع مكانة رائدات الأعمال العربيات.

وهو ما يعكسه الواقع فمعظم البرامج التليفزيونية بالتليفزيون المصري تقدم صورة ذهنية غير متوازنة عن المرأة المصرية، وتظهر السيدات أساسا على أنهن ربات بيوت وأمهات.

وإذا أظهرت الدراما صورة المرأة العاملة فهي إما سكرتيرة منحرفة أو خادمة أو ممرضة لعوب أو تاجرة شنطة أو تاجرة مخدرات أو راقصة تستغل جسدها لجمع الأموال، وتجاهلت الدراما النماذج الإيجابية للمرأة، والتي تتواجد بكثرة في مجتمعنا مثل رائدات وسيدات الأعمال، اللواتي نجحن في إثبات أنفسهن بقوة والوصول إلى نجاحات كبيرة بفضل ذكائهن وطموحهن و ما تتحلى به المرأة من صبر وقدرة على التحمل والإصرار والعزيمة .

وتعد السينما هي الأداة الأقوى في التأثير، ولايزال تأثيرها كبيرا بما تملكه من وسائل إبهار متعددة. وأبرزت نتائج البحث أن 85 % من الجمهور يرى أن السينما العربية لم تنجح إلى حد كبير في تجسيد شخصية رائدة الأعمال أو سيدة الأعمال فقد رأوا أن هذا الدور مقبول إلى حد ما، بينما أشار 13,7 % إلى أن هذا التجسيد جيد.

 استعراض قصص النجاح

وتعد قصص النجاح من أهم الأشكال المحببة للجمهور، وهي الأكثر متابعة، والأكثر تأثيرا في تغيير الاتجاهات نحو ريادة الأعمال فالجميع يستهويه حياة المشاهير من حققوا نجاحات كبيرة ووصلوا لنهاية السلم، كيف وصلوا ؟ وكيف كانت بداياتهم؟ وما هي التحديات التي واجهتهم؟ وكيف تغلبوا عليها؟ وما إلى ذلك.

ومجتمعاتنا العُربية تزخر بالعديد من قصص النجاح الواعدة، لرواد أعمال تحدوا الصعاب وتغلبوا على أنفسهم وحواجز الخوف من المخاطرة وضحوا بفرص في وظائف مرموقة، وحققوا نجاحات كبيرة شهد بها الجميع، بل منهم من وصل بمشروعه لآفاق بعيدة، وهؤلاء بمشروعاتهم الناجحة جنوا الكثير من الأرباح التي عادت بالخير على أوطانهم قبل أنفسهم وانتشلوا الألاف من براثن البطالة والفقر بتوفير فرص العمل اللائقة لهم وهؤلاء يجب إلقاء الضوء عليهم ومشروعاتهم كي يكونوا قدوة ومثل يحتذي للملايين من الشباب في وطننا العربي الشاب.

وأشارت الدراسة إلى أن النسبة الأكبر من أفراد العينة يفضلون متابعة قصص نجاح رائدات الأعمال عبر وسائل الإعلام المختلفة بنسبة 45%، بينما يفضل 27% متابعة أخبار المؤتمرات الخاصة بريادة الأعمال، و15% يولي اهتماما بمتابعة المقالات والموضوعات المتخصصة في ريادة الأعمال وفضل 8% متابعة أخبار ريادة الأعمال، و5% متابعة أخبار المسابقات والجوائز.

 وعن نوعية قصص النجاح لرائدات الأعمال التي يحب الجمهور متابعتها في وسائل الإعلام فضلت نسبة 36,2 % من العينة متابعة قصص النجاح العالمية التي تنشر بوسائل الإعلام بينما اختار 32,2 % متابعة قصص النجاح العربية وفضل 16,6% متابعة قصص النجاح المحلية وفضل 15,1% متابعة قصص النجاح الإقليمية.

وأبدى 26,9 % من أفراد العينة عدم رضاهم عن قصص نجاح رائدات وسيدات الأعمال التي تعرض في وسائل الإعلام في حين أبدى 17,8 % عدم الرضا عن هذه القصص بينما أجاب 55,3 % منهم بأن قصص النجاح.

من توصيات الدراسة

وأوصت الدراسة بدعوة وسائل الإعلام للالتزام بحق المجتمع العربي في المعرفة خاصة المعرفة الاقتصادية التي تمكنه من فهم ريادة الأعمال وإدارة المشاريع الخاصة. وضرورة قيام وسائل الإعلام بنشر ثقافة العمل الحر وفكر ريادة الأعمال. ودعوة الصحف العربية لعمل صفحات خاصة بريادة الأعمال والقنوات الإذاعية والتليفزيونية لعمل برامج خاصة بها وزيادة المساحة المخصصة للحديث عن رائدات الأعمال في القنوات التليفزيونية والإذاعات والصحف والمجلات بأنواعها المطبوعة أو الاليكترونية. وقيام وسائل الإعلام بضرورة تعريف رائدات الأعمال والمستثمرات بالإمكانات والموارد المتاحة لاستثمار أموالهن وتعريفهن بالجهات الداعمة.

وأكدت الدراسة ضرورة اهتمام وسائل الإعلام بعرض قصص النجاح لرائدات الأعمال الناجحات والمميزات ليكن قدوة لغيرهن من الشابات والاهتمام بعرض قصص النجاح العالمية والعربية والمحلية على حد سواء. وكذلك ضرورة ترسيخ صورة ذهنية إيجابية لرائدة الأعمال العربية، والبعد عن الصور السلبية خاصة أن رائدات الأعمال دائما أكثر إيجابية. وإنشاء قاعدة بيانات ومعلومات عن نشاط رائدات الأعمال، يستعين بها الإعلاميون في إعداد المواد الإعلامية الخاصة بريادة الأعمال النسائية. وتنظيم دورات تدريبية وتثقيفية للعاملين بالحقل الإعلامي لتعريفهم بريادة الأعمال وبدور رائدات الأعمال في التنمية، وأهم التحديات التي تواجه المرأة في عالم الأعمال. إلى جانب ضرورة قيام الجهات الريادية بعمل مسابقات بين وسائل الإعلام المختلفة لتشجيع وسائل الإعلام على الاهتمام برائدات الأعمال وعرض مشكلاتهن وقصص نجاحهن. وكذلك دعوة رجال وسيدات الأعمال والشركات الكبرى لمساندة المجلات المتخصصة والصحف التي تعنى بريادة الأعمال لضمان استمراريتها ودعمها لأداء دورها التنموي الهام.

تعليق عبر الفيس بوك