روسيا تواصل ضرب أهداف سورية من قاعدة إيرانية.. والأمم المتحدة تحذر من كارثة في حلب

 

بيروت - الوكالات

استخدمت روسيا أمس قاعدة جوية إيرانية في شن ضربات جوية داخل سوريا لليوم الثاني على التوالي ونفت أن يكون تعاونها مع إيران ينتهك قرارًا للأمم المتحدة، وهو ما أشارت إليه الولايات المتحدة. وقالت وزارة الدفاع الروسية إنّ مقاتلات روسية من طراز سوخوي-34 أقلعت من قاعدة همدان الجوية أصابت أهدافا لتنظيم الدولة الإسلامية في دير الزور بسوريا ودمرت مركزين للقيادة وقتلت أكثر من 150 متشددا.

واستخدمت موسكو القاعدة الإيرانية في شن ضربات جوية في سوريا لأول مرة أول أمس لتوسع تدخلها في الحرب الأهلية المستمرة منذ خمس سنوات مما أغضب الولايات المتحدة. ووصفت واشنطن الخطوة بأنّها "مؤسفة" وقالت إنّها تبحث فيما إذا كانت الخطوة الروسية تنتهك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 الذي يمنع توريد أو بيع أو نقل طائرات حربية لإيران.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس إنّه ليس هناك أساس لاعتبار قرار موسكو يمثل انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم2231   وأكّد أنّ موسكو لا تمد إيران بالطائرات.

وقال لافروف في مؤتمر صحفي بعد أن أجرى محادثات مع موراي مكولي وزير خارجية نيوزيلندا "هذه الطائرات تستخدمها القوات الجوية الروسية بموافقة إيران في إطار حملة لمكافحة الإرهاب بناء على طلب من القيادة السورية."

ويأتي استخدام روسيا لقاعدة جوية إيرانية وسط تصاعد القتال للسيطرة على مدينة حلب حيث يقاتل المعارضون قوات الحكومة المدعومة من الجيش الروسي وفي الوقت الذي تعمل فيه موسكو وواشنطن على التوصل إلى اتفاق بشأن سوريا قد يسفر عن تعاونهما بشكل أوثق.

وفي سياق متصل، حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون من "كارثة إنسانية" لم يسبق لها مثيل في حلب السورية وحث روسيا والولايات المتحدة على التوصل سريعا إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار في المدينة ومناطق أخرى في سوريا.

وفي الأسابيع القليلة الماضية تصاعد القتال للسيطرة على حلب -المقسمة بين الأحياء الغربية التي تسيطر عليها قوات الحكومة والأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة- مما تسبب في مقتل المئات وحرمان مدنيين كثيرين من الكهرباء والماء والإمدادات الحيوية.

وأبلغ بان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في أحدث تقاريره الشهرية عن وصول المساعدات والذي اطلعت عليه رويترز "في حلب نحن نواجه مخاطر بأن نرى كارثة إنسانية لم يسبق لها مثيل في أكثر من خمس سنوات من إراقة الدماء والمعاناة في الصراع السوري." وأضاف قائلا "القتال للسيطرة على الأرض والموارد يُباشر من خلال هجمات عشوائية على مناطق سكانية بما في ذلك من خلال استخدام البراميل المتفجرة وقتل مئات المدنيين ومن بينهم عشرات الأطفال." وقال بان "جميع أطراف الصراع تفشل في التقيد بما عليها من التزام لحماية المدنيين."

وجدد بأنّ دعوة للأمم المتحدة لوقف إنساني لمدة 48 ساعة على الأقل في القتال في حلب من أجل تسليم المعونات وحثّ أيضا موسكو وواشنطن على التوصل سريعا إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إنّ وزير الخارجية سيرجي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري ناقشا يوم الثلاثاء تنسيق العمل في سوريا من أجل التوصل لوقف إطلاق النار.

واستخدمت روسيا إيران كقاعدة لشن ضربات جوية ضد مسلحي المعارضة السورية للمرة الأولى يوم الثلاثاء. وقالت وزارة الدفاع الروسية إنّها تولي عناية كبيرة لتفادي وقوع إصابات بين المدنيين في ضرباتها الجوية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان -وهو جماعة مقرها المملكة المتحدة تراقب الحرب في سوريا- إنّ ضربات جوية مكثفة يوم الثلاثاء أصابت أهدافا كثيرة في حلب ومحيطها ومناطق أخرى في سوريا مما أوقع عشرات القتلى. وتشن الولايات المتحدة ضربات جوية ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا منذ حوالي عامين.

 

تعليق عبر الفيس بوك