بيروت - الوكالات
قالَ المرصدُ السوريُّ لحقوق الإنسان إنَّ القواتَ السورية قامتْ بتوصيل الغذاء والوقود إلى أحياء تُسيطر عليها في مدينة حلب، أمس، عبر طريق بديل بعد أن قَطَع مُقاتلو المعارضة طريقَ الإمداد الرئيسي لهذه المناطق. وكَسَر مُقاتلو المعارضة حصارًا حكوميًّا دامَ شهرًا لمنطقة شرق حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، أمس الأول، ليتقدَّموا في مواجهة القوات السورية وحلفائها ويعزلوا جزءا من الأراضي تسيطر عليه الحكومة.
وقطع هذا التقدُّم طريقَ الإمداد الرئيسي الذي تستخدمه الحكومة من الجنوب إلى داخل المدينة، وطرح احتمال أن يحاصر مقاتلو المعارضة منطقة غرب حلب الخاضعة لسيطرة الحكومة.
وقال المرصد إنَّ الجيش وحلفاءه نقلوا المساعدات عبر طريق الكاستيلو الذي يمتد من الشمال إلى داخل حلب. وكانت القوات الحكومية قد استعادت السيطرة على طريق الكاستيلو الشهر الماضي بعد أن كان طريق الإمداد الرئيسي للمعارضة.. وأكد بيان للجيش السوري توصيل المساعدات، أمس، لكنَّه لم يُحدِّد الطريقَ الذي استخدم لنقلها. وقال أحد سكان غرب حلب إنَّ الإمدادات وصلتْ. وأضاف طوني إسحق عبر الإنترنت: "وصل وقود وغذاء وبنزين. فتحت الحكومة طريقا بديلا".
وقالتْ مصادر من المعارضة والمرصد السوري إنَّ المعارضة تخطِّط لجلب إمدادات إنسانية لشرق حلب من مناطق تحت سيطرتها غربا لكن الطريق ليس آمنا. وقال المرصد إنَّ طائرات حربية سورية تقصف منطقة الراموسة التي تقدم فيها مقاتلو المعارضة وقطعوا الطريق فيها أمس الأول؛ مما لا يدع هناك أي ممر آمن أمام المدنيين.
وذكر بيان الجيش السوري أنَّ القوات الحكومية تقصف مواقع مقاتلي المعارضة في منطقة الراموسة. وأشار المرصد إلى أنَّ مقاتلي المعارضة قصفوا مناطق في غرب حلب ليل الأحد. واستولى المعارضون على الجزء الأكبر من مجمع عسكري حكومي كبير في جنوب غرب حلب في هجوم مكثف بدأ يوم الجمعة لكسر حصار استمر لمدة شهر وهم الآن يهاجمون بمزيد من الضراوة مناطق تسيطر عليها الحكومة. وأعلن مقاتلون من ائتلاف لجماعات إسلامية معارضة يدعى جيش الفتح بداية مرحلة جديدة لتحرير حلب بالكامل متعهدين بزيادة عدد المقاتلين في المعركة، التي قالوا إنها لن تنتهي إلا برفع علمهم على قلعة حلب القديمة التي لا تزال تحت سيطرة قوات الحكومة.
وقالتْ مصادرُ بالمعارضة المسلحة إنَّ طائرات يُعتقد أنَّها روسية كثَّفتْ ضرباتها لريف حلب الذي تُسيطر عليه المعارضة، كما استهدفتَ مدينة إدلب الواقعة تحت سيطرتهم في شمال غرب سوريا. ونشر المعارضون تسجيلاً مُصوَّرا يُظهر نيرانا مشتعلة قالوا إنها بفعل قنابل فسفورية بيضاء ألقيت على المدينة. وقال قيادي فيما سُمِّي ائتلاف الجماعات المعارضة المعتدلة في حلب يُدعَى أبو الحسنين: "بسطنا سيطرتنا على كل الراموسة.. ونحن في خنادقنا و(تنفذ) اليوم غارات جنونية لم نشهدها من قبل" مشيرا لاستخدام قنابل "عنقودية وفراغية".
وقلَّلتْ قنوات إخبارية موالية للحكومة السورية من مكاسب المعارضة، وقالت إنَّ جهودَ الجيش السوري أجبرت المعارضة على الانسحاب من بعض المناطق التي كانت سيطرت عليها في الآونة الأخيرة. لكنَّ قناة "الميادين" الإخبارية اللبنانية -الموالية للحكومة السورية- قالت: إنَّ الجيش السوري انسحب من عدد من المواقع في جنوب غرب حلب وأعاد تمركزه في خطوط دفاعية جديدة. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من الجيش السوري. ومع سيطرة مُسلَّحي المعارضة على أجزاء من مجمع الراموسة العسكري الذي يضم عددا من الكليات العسكرية نشروا صورا للأسلحة والذخيرة التي استولوا عليها. ونشرت "جبهة الشام" -التي كانت سابقا جبهة النصرة- ذات الصلة بتنظيم القاعدة، صورا لصفوف من المركبات المدرعة والذخائر ومدافع الهاوتزر والصواريخ والشاحنات.
وقال مُعَارضون والمرصد السوري لحقوق الإنسان إنَّ الجبهة الأمامية لقوات المعارضة تتقدم في الاتجاه الشمالي الغربي نحو غرب حلب وعلى أطراف حي الحمدانية ومنطقة سكنية تسمى مشروع 3000 شقة. وإلى الشمال من الحمدانية، وفي اتجاه تقدم مسلحي المعارضة، يقع مجمع عسكري ضخم آخر هو أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية.
وهنَّأ التحالف الوطني السوري المعارض قوات المعارضة على ما حققوه من مكاسب كبيرة، قال إنها بعثت رسائل واضحة لنظام الأسد وإيران وروسيا مفادها إنهم لن يستطيعوا هزيمة الشعب السوري أو إملاء شروط للتسوية.