الإنجاز يعد الأول من نوعه على صعيد المؤسسات الصحية بالسلطنة

"الوطني لجراحة القلب" بالمستشفى السلطاني ينجح في إنقاذ طفلة بالجهاز الداعم للقلب والرئة

 

 

مسقط - الرُّؤية

استطاعَ المركزُ الوطنيُّ لطب وجراحة القلب بالمستشفى السلطاني تحقيقَ إنجاز نوعي في مجال أمراض الجهاز التنفسي الحاد، يُعد الأول من نوعه على صعيد المؤسسات الصحية بالسلطنة؛ حيث تمكن كادرٌ طبيٌّ من قسم العناية المركزة أطفال، من إنقاذ مريضة تبلغ من العمر سنة وثلاثة أشهر، كانت تعاني من التهاب حاد في الجهاز التنفسي، باستخدام تقنية علاجية حديثة تدعى "الجهاز الداعم للقلب والرئة" (ECMO).

وأجْرَى التدخل العلاجي فريقٌ طبيٌّ من المستشفى السلطاني -ممثلاً بقسمي العناية المركزة أطفال، وجراحة قلب أطفال، يترأسهما الدكتور سعيد الحنشي استشاري أول رئيس قسم العناية المركزة أطفال بالمستشفى السلطاني، والدكتور سني زكريا استشاري أول جراحة قلب أطفال- بالتعاون مع أطباء التخدير، إضافة إلى الكوادر الفنية والتمريضية العاملة في مجال أمراض الجهاز التنفسي والقلب بالمستشفى.

وفيما يتعلق بهذا الأجراء العلاجي، أكدت الدكتورة بلقيس النوبية إخصائية أولى عناية مركزة بالمستشفى، أنَّ هذه التقنية العلاجية تتمثل في إجراء جراحة للمريضة بهدف تحويل مسار الدم من الوريدين الأجوفين إلى جهاز مؤكسج يعمل على تحويل الدم إلى مضخة تضخ الدم إلى الأبهر فوق مستوى الشرايين الإكليلية؛ وذلك لمنع مرور الدم إلى القلب؛ إذ يقوم "الجهاز الداعم للقلب والرئة" (ECMO) بدور الرئة في أكسجة الدم.

وأوْضَحت الدكتورة سعاد الإسماعيلية استشارية أولى عناية مركزة أطفال أنَّ "الجهاز الداعم للقلب والرئة" (ECMO) يُعتبر أحدث الأساليب العلاجية المتبعة على الصعيد الدولي في مجال علاج أمراض الجهاز التنفسي الحاد، وهو جهاز يستطيع القيام بدور وظائف القلب والرئة في الجسم في آن واحد بصفة مؤقتة، حيث يتم اللجوء إليه في حال تعذر إستجابة المريض الذي يعاني من إلتهاب حاد في الجهاز التنفسي للأساليب الطبية الأخرى بما في ذلك الأدوية أو التدخلات الجراحية، وعليه يُعد هذا إنجازاً نوعيًّا يُضاف إلى مسيرة إنجازات المستشفى السلطاني المتوالية المواكبة لآخر ما توصل إليه الطب الحديث من الأساليب التشخيصية والعلاجية في مختلف الميادين والتخصصات الطبية.

وأشار الدكتور سني زكريا إلى أنَّ هنالك عدة صعوبات تواجه الكادر الطبي من أجل إجراء هذا التقنية العلاجية تتمثل في الحاجة الماسة إلى طاقم طبي متكامل من تخصصات طبية متعددة من أجل استخدام الجهاز الداعم للقلب والرئة (ECMO) للمريض الذي يُعاني من التهاب حاد في الجهاز التنفسي؛ إذ غالباً ما يجري هذا التدخل العلاجي في الدول المتقدمة طبيًّا أو المراكز المتخصصة في هذا المجال".

وثمَّن والد المريضة الدور المحوري للفريق المعالج لابنته، وتوجه لأعضائه بالشكر على عنايته بطفلته وبه طيلة فترة ترقيد ابنته بالمستشفى التي امتدت لـ73 يوماً.. مشيرا إلى أنَّ ابنته حاليا في تحسن مستمر وملحوظ.

وعن فترة علاج ابنته، قال موضحا: في البداية قدمت إلى المستشفى السلطاني بهدف علاج ابنتي نظراً لما تعانيه من التهاب حاد في الجهاز التنفسي. وعليه خضعت ابنتي للعديد من الأنواع العلاجية ولكن دون استجابة تُذكر؛ وبالتالي قرَّر الكادر الطبي استخدام تقنية علاجية حديثة متمثلة في تركيب الجهاز الداعم للقلب والرئة؛ وذلك بغرض منح الرئة مزيداً من الراحة، وفرصةً للشفاء من الالتهابات الموجودة بها، وقد تكللت العملية الجراحية بنجاح؛ وذلك بفضل الكوادر الطبية العاملة بالمستشفى السلطاني التي تضاهي كفاءتها كفاءة الكوادر العاملة في الدول المتقدمة طبياً.

ويُشار إلى أن الكادر الطبي يلجأ إلى استخدام الجهاز الداعم للقلب والرئة (ECMO) في الحالات المرضية التي تعاني من فشل حاد أو كُلِّي في أداء وظائف القلب والرئة بالجسم؛ بحيث يستطيع هذا الجهاز القيام بدور وظائف القلب والرئة في الجسم في آن واحد. وعليه يظل الجهاز الداعم للقلب والرئة (ECMO) مَوصُلاً بجسم المريض بصفة مؤقتة حتى استقرار المؤشرات الحيوية وقدرة قلب ورئة المريض على أداء وظائفهما في الجسم بصورة مثلى.

تعليق عبر الفيس بوك