نقلات نوعيَّة في حياة آلاف الشباب بعد الالتحاق بالدورات والمنح

برامج التدريب والتأهيل والتعليم تشرع نوافذ المعرفة على مصراعيها لأكثر من 20 ألف مواطن

 

 

مثَّلتْ برامج شركة "تنمية نفط عمان" للتدريب والتأهيل والتعليم...وغيرها من البرامج، نقلة نوعية في حياة الآلاف من الشباب العُماني، وما يُميِّز هذه البرامج كونها مُتاحة للجميع ولكل المستويات. وأيًّا ما كان حجم الطموح، فإنَّ هناك برامج تُقدِّمها الشركة لتلبية هذا الطموح؛ فهناك البعثات الدراسية التي تصلُ إلى مُساندة الشباب العُماني للحصول على أعلى الدرجات العلمية من كبرى الجامعات الدولية، وهناك أيضا البرامج التدريبية النوعية التي تُتيح الفرصة لمن لم ينل حظا من التعليم ليصبح فنيا متخصصا في كثير من التخصصات المطلوبة للعمل في قطاع النفط والغاز.

 

مسقط - الرُّؤية

 

 

ويستمرُّ برنامج الأهداف الوطنية بشركة "تنمية نفط عُمان" -الذي يُعنى بتوفير برامج تدريب لها قيمتها وأهميتها، فضلاً عن فرص العمل المستدامة للعُمانيين- في رفد قطاع النفط والغاز بعمالة عُمانية مدربة ومؤهلة على أعلى المستويات للعمل في المشاريع الحالية والمستقبلية، وليُسهم الشباب العُماني بفخر في بناء عُمان، ويوفر البرنامج فرصا تدريبية للباحثين عن عمل للعمل في تخصصات فنية أخرى مثل تركيب السقالات والنجارة وأجهزة الرفع والميكانيكا.

 

الأهداف الوطنية

ومن خريجي البرنامج سعود السعدي مُتدِّرب في برنامج الأهداف الوطنية، الذي يقول إنه لم يحصل على فرصة عمل بمؤهله، وأخبره الأهل عن البرنامج وأنه سيتمكن عبره من الحصول على شهادة عالمية في تخصص فني دقيق مع ضمان العمل أيضا. مضيفا: "قدمت للالتحاق بالبرنامج، وبالفعل تدربت في مجال لم أكن أعرف عنه شيئا لكنني أحببته وأتقنته واتطلع للعمل فيه".

ومن بين 433 متدربا في مجال أعمال الميكانيكا، يقول محمد المحروقي: لم أوفَّق في الالتحاق بكلية بعد إنهاء الدبلوم، وكنت أبحث عن عمل، وأشار عليَّ أحد أصدقائي ببرنامج الأهداف الوطنية، ووجدت أنه يتضمَّن فور الالتحاق بالتدريب توقيع عقد مع الشركة للعمل بعد التخرج، وخلال فترة تدريب سنة ونصف السنة، وبعد تدريب عملي وميداني، حصلت على شهادة معتمدة عالميا ووظيفة مضمونة.

وكان سليمان البوسعيدي واحدا من بين 142 عُماني تلقوا التدريب في مجال تركيب السقالات، ويقول: كُنت عاملا لمدة 11 سنة في الشركة. وبعد ذلك، التحقتُ بمعهد في ولاية نزوى في عمل السقالات، والذي لم نكن نعرف عنه الكثير، ولكن من خلال التدريب استطعنا اكتساب الخبرة والمعرفة بأمور السلامة والأمن وأعمال السقالات، والآن استطعت التقدم في عملي، وأصبح لديَّ الطموح لمزيد من التقدم.

مُحمَّد بن يوسف الراشدي -من ولاية إزكي بمحافظة الداخلية- تخرَّج أيضا من برنامج تدريب شركة "تنمية نفط عُمان" في تخصص الكهرباء، وبعد أن علم عن البرنامج عن طريق الإعلام، تقدَّم ودرس لمدة 6 أشهر تأسيسية، ثم سنة كاملة في تخصص الكهرباء، وبعد التخرج التحق بالعمل في شركة "بهوان"، وهو سعيد بعمله الذي يشعر بتميزه فيه.

 

التدريب التقني

ومن ولاية شناص، جاء عبدالله بن سالم راشد المعمري للالتحاق ببرنامج الأهداف الوطنية لـ"تنمية نفط عُمان"، وكان قد أنهى دراسة الدبلوم العام ولم يحالفه الحظ في الالتحاق بالجامعة، وفيما بعد سمع عن معهد التدريب التقني والإداري، وبالفعل أدَّى اختبار مستوى وحقق المستوى الثاني في اللغة الإنجليزية؛ وبالتالي التحق بالدراسة في البرنامج، ويعمل بعد التخرج حاليا في المطار كفني كهرباء.

أمَّا خالد بن مُحمَّد بن هلال الحوسني -القادم من ولاية الخابورة- فيقول: إنَّ شركة "تنمية نفط عُمان" وبرنامجها كان لهما أثر كبير في حياته عبر التحاقه بمعهد التدريب الوطني ليتخرَّج بعد 18 شهرا فني مُكيِّفات ماهر، وتخرج من البرنامج أيضا غالب بن عبدالله الحبسي من المضيبي، لكنه تخصَّص في اللحام، ويعمل حاليا في مسقط، وتخصص تامر بن محمد سالم المسكري في سقَّالات درست في المعهد عام ونصف العام، و"تخرجتُ، والآن أعمل في كارليون علوي".

بينما تلقَّى أحمد بن مضر الرواحي -من ولاية إزكي بمحافظة الداخلية- تدريبا متميزا في تخصص الكهرباء بمعهد "تاتي" ضمن برنامج الأهداف الوطنية، ويعمل حاليا بشركة التركي، وحمزة بن علي البلوشي من شمال الشرقية درس تخصص التبريد والتكييف، ويقول: إنَّ مُدَّة التدريب كانت جيدة، وتدربنا على الأشياء المهمة، وأصبحنا مُؤهَّلين للعمل في هذا المجال، والتحقت بالعمل بشركة التركي.

وتدرَّب فيصل البطاشي -من ولاية المضيبي- في تخصص الميكانيكا، ويؤكد أنَّه استفاد للغاية من التدريب، وبعد أن عرف مُحمَّد بن يوسف الزعابي من ولاية المصنعة بالبرنامج عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، تقدَّم للالتحاق به، ومن ثم تدرَّب لمدة سنة ونصف السنة في تخصص فني، ويؤكد أنَّه رغم أنه درس في الكلية التقنية وفي المعهد البريطاني، إلا أن التدريب كان له تميُّز وفوائد كبيرة.

فيما تخصَّص حسين السرحاني -من ولاية إزكي بمحافظة الداخلية- ضمن البرنامج في تخصص السقالات بمعهد الرسيل، ويقول: إن التدريب كان ممتازا، واستفدتُ من تدريب اللغة الإنجليزية وكيفية تركيب السقالات والأمن والسلامة في العمل. وتعرَّف خليل بن إبراهيم الريامي على فرص التدريب بالبرنامج من أحد الأصدقاء الذين سبق والتحقوا بالتدريب، والذي أشاد بالمستوى التدريبي وشجعه على التقديم. ويقول: بالفعل، تم قبولي، وتدربت لمدة 18 شهرا في تخصص فني أجهزة دقيقة، والآن توظفت في الشركة العُمانية القابضة في مجال التأكد من صلاحية قطع الغيار التي تستوردها الشركة في الميناء قبل استلامها.

 

اللحام العالمي

وفي برنامج آخر تنفِّذه شركة "تنمية نفط عُمان" تخرجت الدفعة الأولى من برنامج اللحام العالمي (6.جي)، والبالغ عددهم 195 متدرباً كانوا قبله من الباحثين عن عمل، وبعده أصبحوا مُؤهَّلين للعمل في مشروع رباب-هرويل المتكامل، وهو مشروع عملاق لإنتاج النفط والغاز.

واجتاز الخريجون في الدفعة الأولى بنجاح برنامجاً تدريبيًّا استغرق 20 شهراً، وهم الآن بصدد البدء في العمل لدى شركتين متعاقدتين مع شركة "تنمية نفط عُمان"؛ هما: شركة المقاولون العرب، وشركة التركي للمشاريع، وهذا البرنامج المهني، الذي تموله وتشرف عليه شركة تنمية نفط عُمان، يشمل تدريساً نظريًّا وتدريبًّا على رأس العمل لتأهيل المتدربين حتى أعلى المستويات الدولية في مجال اللحام، وهو مُعتمد من قبل مؤسسات اعتماد عالمية كمعهد اللحام البريطاني وجمعية اللحام الأمريكية.

ويمنح برنامج اللحام حتى المستوى (6.جي) المنتسبين إليه مزايا مالية وغير مالية معززة، وهو أول برنامج على مستوى المنطقة يضم مركزاً خارج المملكة المتحدة معتمداً من قبل معهد اللحام البريطاني. ومن المؤمل أن يُصبح البرنامج معياراً معتمداً على مستوى قطاع النفط والغاز والصناعات الأخرى في السلطنة.

ومن الخريجين: سعود الحبسي -22 عاماً- وقال: "لقد غيّر البرنامج حياتي كثيراً، وتعلمت الكثير، واستفدت من الوقت الذي قضيته في هذا البرنامج، وأدركت أن الاجتهاد في العمل سيثمر عن فرص عديدة في المستقبل".

وقال زميله أسعد الريامي -27 عاماً: "لقد تعلَّمت الكثير، وهذه المهارات التي اكتسبتها إنما هي بمثابة البداية الواعدة التي سأنطلق منها نحو مسار مهني في مجال اللحام وتفتيش اللحام. وصحيح أن البرنامج كان حافلاً بالتحديات، لكن من خلال العمل باجتهاد وتفانٍ تمكنت من تحقيق العديد من الإنجازات والتعرف على أصدقاء كثر".

 

التدريب من أجل التطوير

وفي ولاية محوت، حَظِي البرنامج التدريبي الذي موَّلته شركة "تنمية نفط عُمان" بالكثير من الاستحسان من أهالي الولاية، ومن الـ120 شاباً وشابة الذين التحقوا به، وكذلك من سعادة الشيخ حمود بن علي المرشودي والي محوت، وكان البرنامج عبارة عن دورة مكثفة استمرَّت شهرين تُقدِّمها شركة "تنمية نفط عُمان" للشباب في المجتمع المحلي؛ في إطار برامج تدريب موسعة ومتنوعة تدعمها الشركة؛ بهدف تزويد الشباب العُماني بالمعارف وإكسابهم المهارات التي تساعدهم على الالتحاق بسوق العمل. وخلال هذه الفترة، دُرب الشباب على مهارات الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية؛ بحيث تُتاح لهم فرصة أفضل للحصول على وظيفة مناسبة؛ حيث إنَّ الشهادات التي حصلوا عليها تُساعدهم في التقدم لوظائف مختلفة في سوق العمل. كما تفتح أمامهم الآفاق لاستكمال تعليمهم الثانوي، والالتحاق بمراكز التدريب المحلية لاكتساب المهارات المهنية، أو التدرب كفنيين أو الالتحاق بالكليات لمواصلة تعليمهم من أجل الحصول على شهادات الدبلوم أو الدرجات العلمية المتقدمة في مجال الهندسة...وغيرها من التخصصات التي تُساعد الشركة على مواجهة التحديات في صناعة النفط والغاز.

وعبر برنامج تدريبي تطرحه شركة "تنمية نفط عُمان" في سياق برنامجها للأهداف الوطنية، استطاع 71 شابا عُمانيا أن يكونوا أول فريق من مساعدي الحفارين المؤهلين والمتخصصين؛ وبالفعل التحقوا بالعمل في مهنة "مساعد حفار" لدى عدد من الشركات المتعاقدة مع شركة تنمية نفط عُمان، ومع إتمام هذه الدورة، التي رعتها شركة "تنمية نفط عُمان" واستمرت على مدى 15 شهراً، حصل المواطنون الواحد والسبعون على شهادات دبلوم معتمدة من المنتدى العالمي للتحكم في الآبار والجمعية الدولية لمتعاقدي الحفر.

ويعمل الخريجون كمساعدي حفارين في منطقة امتياز شركة "تنمية نفط عُمان" وخارجها؛ وذلك لدى الشركات المتعاقدة معها؛ مثل: شركة دلما للطاقة (ش.م.م)، وشركة "جريت وول" وشركة "أبراج"؛ حيث سيشرفون على الأنشطة في مواقع الحفر وجميع المهام الأخرى المرتبطة بعمليات حفر الآبار.

 

تدريب الباحثين عن عمل

ويستندُ هذا البرنامج على تدريب الباحثين عن عمل لشغل وظائف تتطلَّب مهارات فنية وتنخفض فيها مستويات التعمين، لكن الطلب عليها مرتفع في القطاع النفطي؛ مما يؤهلهم لبناء حياة مهنية مجزية في مجالهم الذي اختاروه؛ مما يمكنهم من العمل سواء في السلطنة أو في الخارج.

وتألَّف البرنامج من شق عملي بالتدريب على رأس العمل، وآخر نظري من خلال الفصول الدراسية في مقر المعهد بمسقط، إضافة إلى مركز ركن اليقين في حلبان بالسيب المجهز بجهاز محاكاة الحفر.

ويجري حالياً توسيع نطاق برنامج تطوير الخريجين، الذي يقدم تدريباً منهجيًّا على رأس العمل مع المراقبة والتقييم، ليشمل كافة الوظائف الفنية وغير الفنية، وليغطي 34 تخصصاً، مع تحديد سياسات وإجراءات وموارد خاصة لهذا البرنامج. وخلال العام الماضي، نفذت الشركة أكثر من 440 دورة تدريبية فنية وغير فنية، وفعاليات في مجال الصحة والسلامة وسلامة العمليات، مستثمرة أكثر من 300 ألف ساعة عمل في تطوير مواردها البشرية من خلال تنفيذ العديد من الدورات التدريبية والحلقات التعليمية، والمؤكد أن مسار حياة الآلاف من المواطنين تغيَّر تماما بعد أن التحقوا بهذه البرامج.

تعليق عبر الفيس بوك