"كاد المعلم أن يكون رسولا"

 

 

يأتي إعلان وزارة التربية والتعليم عن تعيين 1691 مُعلِّما ومُعلِّمة في مُختلف التخصُّصات استعداداً للعام الدراسي المقبل؛ بمثابة مُواصلة الجهود الحكومية الرامية لاستيعاب الباحثين عن عمل في مختلف التخصصات، وفي الوقت نفسه رفد قطاع التعليم بالكوادر الوطنية والعمل على تأهيلها عبر خطط وبرامج تدريبية وتطويرية عِدَّة.

ولقد اعتمدتْ الوزارة في جهودها لتعيين الخريجين والخريجات على معايير شفافة وواضحة للجميع؛ حيث جَرَى التنسيق مع وزارة الخدمة المدنية للإعلان عن حصر جميع الخريجين العمانيين الباحثين عن عمل، أو المتوقع تخرجهم خلال العام الأكاديمي 2015-2016؛ ممن يحملون مُؤهِّلا جامعيا تربويا أو مؤهلا جامعيا، إضافة إلى دبلوم التأهيل التربوي في جميع التخصصات التربوية، كما تمَّ التنسيق مع جامعة السلطان قابوس -باعتبارها بيت الخبرة المحلي في إعداد المعلمين وتأهيلهم بالسلطنة- وهي بذلك -أي الوزارة- تبني آلية المفاضلة بين المترشِّحين لشغل وظيفة المعلم. وقد سَعَى المختصون في الجامعة لبناء وتصميم المفردات الامتحانية للاختبار التحريري بشقَّيه النظري والعملي، وفق أسس علمية.

هذه المنظومة القوية والأساليب العلمية المنهجية في اختيار وتعيين المعلمين، تؤكِّد الرسالة التربوية السامية التي أُنيطت بها الوزارة، وحملتْ على عاتقها مسؤولية تخريج أجيال متتالية من المتعلمين والمتعلمات، المتسلحين بالعلم والمعرفة لمواكبة سوق العمل المتغيِّر بشكل ديناميكي.

ولا تتوانى وزارة التربية والتعليم عن توفير كافة سبل الراحة للمعلمين والهيئة التدريسية وفق المتاح لها من إمكانات، وهو ما ينعكسُ بالإيجاب على استقرار المعلم اجتماعيا واقتصاديا، فضلا عن الجهد المبذول طوال العام لتأهيل المعلمين وتزويدهم بالخبرات والمهارات اللازمة لتطوير عملية التعليم والتعلم.

وفي المقابل، فإنَّ المتوقع من المعلمين الجدد في مختلف المحافظات أن يمارسوا مهامهم بكل جدية وتفانٍ وإخلاص، والإيمان بأنَّ مُهمتهم إنما هي مهمة وطنية بامتياز، يترقَّب الوطن بأكلمه نتائجها في نهاية كل عام دراسي، مع إعلان أعداد الناجحين في مختلف الصفوف الدراسية.

وبالفعل، "كاد المعلم أن يكون رسولا".. قالها الشاعر الكبير أحمد شوقي قبل عقود مضت، لكنَّها ظلت مقولة خالدة تؤكِّد على نُبل مهنة المعلم، ودوره البارز في تنشئة الأجيال وتقويم أبنائنا ووضعهم على المسار الصحيح؛ حتى يتمكنوا من اكتشاف الكون ونهل المعارف المختلفة، بما يَضْمَن لهم العملَ على خدمة الوطن، والمشاركة في مسيرة البناء والتميُّز بين الأمم.

تعليق عبر الفيس بوك