"داعش" يقتل 5 في هجوم على منشأتين للطاقة بشمال العراق.. وعيون الجيش على الشرقاط

 

كركوك - رويترز

قالت مصادر أمنية ونفطية إنّ مُتشددين من تنظيم الدولة الإسلامية اقتحموا منشأتين للطاقة في شمال العراق أمس فقتلوا خمسة على الأقل من العاملين فيهما وأغلقوا محطة مُهمة لضخ النفط. واستهدف الهجوم الأول محطة ايه.بي.2 لضغط الغاز الواقعة على بعد نحو 15 كيلومترًا شمال غربي كركوك وبدأ الهجوم عندما اجتاز أربعة رجال مُسلحين بقنابل يدوية الباب الخارجي بعد إصابة حارسين بجروح خطيرة.

وذكرت المصادر أنّ المسلحين قتلوا بالرصاص أربعة موظفين في غرفة للتحكم في الداخل وزرعوا شحنات ناسفة انفجرت خمس شحنات منها على الأقل. واقتحمت بعد ذلك قوات جهاز مكافحة الإرهاب المنشأة واستعادت السيطرة وأطلقت سراح 15 موظفاً آخرين كانوا مختبئين في غرفة أخرى.

وقالت المصادر إنّه لم يتسن العثور على المُهاجمين وإنهم ربما فروا لشن هجوم ثان على محطة باي حسن النفطية التي تبعد 25 كيلومترا في اتجاه الشمال الغربي. وأفادت المصادر بأنّ المهاجمين استخدموا الأسلوب نفسه لدخول المنشأة حيث فجر أحدهم حزامه الناسف في بوابة خارجية ليسمح للآخرين بالدخول وبمجرد دخول المنشأة فجر مهاجمان آخران حزاميهما الناسفين فدمرا صهريجا نفطيًا.

وقتل مهاجم رابع في وقت لاحق في اشتباكات مع قوات الأمن وقالت مصادر أمنية إن مهندساً نفطياً قتل أيضاً بينما أصيب ستة من أفراد الشرطة.  وذكرت مصادر نفطية أن الهجوم تسبب في تعليق الأنشطة في محطة نفطية كانت تضخ 55 ألف برميل من النفط يومياً إلى إقليم كردستان العراق الشمالي.

ولم يتضح متى ستعود العمليات لطبيعتها. وتنفذ قوات البشمركة الكردية والتي تسيطر على كركوك والمناطق المحيطة منذ عامين عمليات بحث في القرى القريبة عن متشددين يشتبه في أنهم ضالعون في الهجمات.

وقالت وكالة أعماق للأنباء التي تدعم الدولة الإسلامية في رسالة نشرت على الإنترنت إنّ مقاتلي التنظيم اقتحموا منشأة باي حسن لكنها لم تذكر أي شيء عن الهجوم الذي سبقه.  وسبق أن استهدف التنظيم منشآت نفطية في المنطقة بالمتفجرات وكثيرًا ما استهدف آبارا نفطية في حقل خباز النفطي جنوب غربي كركوك.

وخسر المتشددون الذين سيطروا على ثلث أراضي العراق في 2014 الكثير من المناطق في هجمات نفذتها القوات العراقية بدعم من ضربات جوية نفذها التحالف بقيادة الولايات المتحدة لكن التنظيم لا يزال يسيطر على الموصل معقله الرئيسي في البلاد.

ويفر الآلاف من مدينة في شمال العراق تخضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية قبل هجوم مزمع للقوات الحكومية عليها فيما سيمثل خطوة رئيسية لتحقيق هدف استعادة مدينة الموصل الواقعة على مسافة 100 كيلومتر إلى الشمال منها من أيدي مقاتلي التنظيم.

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تعهد بأن يسترد العراق بحلول نهاية العام الجاري مدينة الموصل العاصمة الفعلية للتنظيم المتشدد في الأراضي العراقية وأكبر مدن دولة الخلافة التي أعلنها التنظيم وذلك بعد عامين من سقوطها في أيدي الجهاديين.

وسلط ما حققته القوات العراقية من مكاسب في الآونة الأخيرة على حساب المتشددين الضوء على هذا الهدف رغم أن المنتقدين مازالوا يشككون فيما إذا كان الجيش جاهزا للمعركة وما قد يحدث للمدينة إذا تمت الإطاحة بالتنظيم.

وفر أكثر من 33 ألف شخص من الشرقاط في اتجاه الجنوب خلال الشهرين الأخيرين وفقاً لتقديرات مفوضية الأمم المتحدة للاجئين ومسؤولين أمنيين محليين.

وتعد السيطرة على الشرقاط وبلدة القيارة القريبة منها أمرا حاسما لحماية قاعدة القيارة الجوية التي تم استردادها في الآونة الأخيرة من هجمات بقذائف المورتر والصواريخ حتى يمكن للقوات العراقية التي تدعمها الولايات المتحدة استخدامها كمركز للدعم اللوجستي لعملية الموصل.

وسيساهم حوالي 560 جنديا أمريكيا في إصلاح القاعدة التي لحقت بها أضرار من جراء القتال وعمليات التخريب التي نفذها التنظيم وذلك للسماح بانضمام آلاف من القوات العراقية إلى الحملة الرئيسية على الموصل والتي يمكن أن تبدأ في أواخر سبتمبر.

وقالت مصادر في الفصائل الشيعية المسلحة إن مقاتلي الفصائل انتقلوا إلى مشارف الشرقاط الأسبوع الماضي ثم انسحبوا منها. وقالت مصادر أمنية إن الوحدة الخاصة بمكافحة الإرهاب والتي قادت المعارك الأخيرة ضد تنظيم الدولة الإسلامية ستقود الهجوم في الشرقاط.

وامتنع مسؤولون عسكريون عن مناقشة توقيت العملية واكتفوا بالقول إنها ستتم "قريبا". وفي مقابلة تلفزيونية أذيعت أمس رفض وزير الدفاع خالد العبيدي أن يذكر ما إذا كانت تلك العملية ستسبق معركة الموصل لكنه قال إن ما تحقق من تقدم في الآونة الأخيرة أدى لعزل الشرقاط والحويجة الواقعة إلى الشرق عن بقية أراضي تنظيم الدولة الإسلامية.

واشترك الجيش والشرطة والفصائل الشيعية في طرد مقاتلي التنظيم مما لا يقل عن نصف مساحة الأراضي التي استولى عليها. وكان التنظيم استولى على حوالي ثلث العراق عام 2014. كما تحاصر القوات الحكومية الحويجة التي يقول مسؤولون عسكريون إنها أقل أهمية استراتيجية من معركة الموصل. وكان مسؤولون قد حذروا من كارثة إنسانية تلوح في الأفق إذ يواجه السكان المحليون صعوبات في الحصول على الغذاء والخدمات الأساسية. فقد قال قائد للشرطة في محافظة صلاح الدين التي تقع فيها الشرقاط إن الآلاف في مناطق قريبة أصبحوا محاصرين بين قوات الدولة الإسلامية وقوات الأمن إلى جانب من نزحوا عن ديارهم من الشرقاط. وتم نقل مدنيين إلى معسكر تديره الحكومة بالقرب من حجاج الواقعة على مسافة 80 كيلومترا تقريبا جنوبي الشرقاط حيث أقيمت خيام في الصحراء يفصل فيها الرجال عن النساء والأطفال لإجراء فحص أمني.

وانضم هؤلاء لأكثر من 3.4 مليون شخص نزحوا عن ديارهم في مختلف أنحاء العراق. وتقول السلطات إن مئات الآلاف عادوا إلى بيوتهم في المناطق التي تم استردادها من تنظيم الدولة الإسلامية.

وتقول الأمم المتحدة إن الهجوم الرئيسي على الموصل قد يؤدي لنزوح مليون شخص آخرين مما يزيد الضغوط على الحكومة التي تواجه عجزا في الميزانية نجم عن انخفاض أسعار النفط.

وروى نازحون من الشرقاط وهم يقفون في حرارة الصيف اللافحة الأسبوع الماضي في حجاج لرويترز حكايات عن الأسعار المغالى فيها ونقص السلع الأساسية في ظل حكم تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال فياض ضرغام "مات أطفال بسبب نقص الحليب. ولم تكن مياه الشرب متاحة. واضطررنا للشرب من ماء النهر وكانت قذرة." ووصف آخرون كيف فرض الجهاديون تفسيراتهم المتشددة للشريعة الإسلامية على السكان.

وقال عمر أحمد وهو يقف في انتظار الفحص الأمني "لم يكن من الممكن أن تخرج من بيتك. ويجب أن تكون دشداشتك (ثوبك) قصيرة وذقنك طويلة. ولم يكن بوسعك أن تدخن السجائر. فكل سيجارة بخمسين جلدة.

 

تعليق عبر الفيس بوك