النجاح وريادة الأعمال

 

يونس السيابي *

مَنْ مِنَّا لا يريد أن يكون ناجحا في حياته؟ مَنْ مِنَّا لم يفكر يوما في كيفية تحقيق النجاح؟ مَنْ مِنَّا لم يسعى يوما لبلوغ النجاح؟
الحقيقة أن كلنا يريد النجاح في الحياة، والنجاح هدف كل إنسان في هذه الحياة، ولكن البعض منا يُخفق في الوصول إليه لأنه يظن أنَّ النجاح كلمة مُستحيلة صعبة المراد، أننا ربما نكون قد أهملنا أسباب النجاح، وأخلدنا إلى الأرض، فزادتنا هوانا على هوان. ولكن السؤال الأهم: كيف لي أن أنجح؟ وما هو سر النجاح؟
إنَّ النجاح هو طموحنا من الأحسن إلى الأحسن، وإذا سمعت أحدا يقول لك: "وصلت إلى غايتي في الحياة" فاعلم أنه قد بدأ بالانحدار. وعلى الإنسان السعي نحو النجاح والرحمن لا يضيع أجر العاملين.
والعملُ هو حجز الزاوية لكل أنواع النجاح في الحياة، والنجاح لا يُقاس بما حققه الإنسان، بل بمقدار المصاعب التي تغلّب عليها قبل أن ينجح؛ لذا يجب أن تضع قلبك في كل عمل تقوم به مهما كان صغيرا، فهذا هو سر النجاح والحياة.
فالحياة عبارة عن حلِّ للمشكلات، وكل مشكلة توجد داخلها البذرة التي تحولها إلى حل، ما عليك سوى اكتشاف هذه البذرة؛ فالشخص المحظوظ هو الشخص الذي صمَّم على تحقيق هدفه ولم تزعجه الانتقادات ولا الاتهامات. ومن أجل أن تنجح في حل هذه المشكلات عليك أن تجرب الفشل لكي تعرف ما يجب عليك عدم فعله في المرة المقبلة. فإمَّا أن تهزمها وتكون شخصا عظيما يكون له أثر ووجود وهدف في هذه الحياة، وهذا هو النهج الذي صار عليه كل الأشخاص الذين نجحوا في حياتهم وتركوا أثراً في البشرية وحققوا أهدافاً كبيرة، فأصبحوا أناساً حالمين عظماء؛ لأنهم لم يستسلموا، ولم يغشوا، ولم يهربوا عندما واجهتهم المشكلات؛ لذا حققوا الفوز والنجاح في حياتهم. فكانت حياتهم روعة، يضفون عليها لمسة جمالية خاصة قلَّما تجدها في كل مكان ومع أي شخص، يضفون عليها نكهة مميزة قلما تحتويها النكهات الأخرى.
لذا؛ فالحياة ليست سهلة كما أنها ليست صعبة. ولتذليل الصعوبات وتيسير السهولة، علينا بالمثابرة وعدم الاستسلام، وتدعيم الثقة بالنفس. وعلينا أن نعرف كيف نستغل أهم شيئين في الحياة؛ وهما إما أن نتقبل الأوضاع كما هي، أو أن نتحمل المسؤولية في تغيير هذه الأوضاع؛ فالأشخاص الفعّالون ليسوا ميَّالين للمشكلات، بل ميالون إلى اقتناص الفرص، وحل المشكلات، والمثابرة على تحقيق النجاح، فبها تهزم كل الصعاب.
والنجاح هو القيام بالأعمال العادية بطريقة غير عادية انطلقتْ من مبدأ أن هدف القيادة هو خلق المزيد من القيادات، وليس المزيد من التابعين، فلا تهرب بعيدا عن الفشل، بل ادرسه جيدا واكتشف موجوداته الخفية.
ولا يُمكنك أن تحصل على أي شيء إلا من خلال العمل الجاد! ولتعلم أن ثمن النجاح: هو الإخلاص في العمل، والعمل الجاد، والاستمرارية في المواظبة على الأشياء التي لا تعتقد أنها ستتحقق؛ فالإنسان الذي ينجح في حياته هو ذلك الذي يضع هدفه نصب عينيه ويعمل على تحقيقه بكل ما أوتي من قوة؛ فهذا هو الإخلاص الحقيقي في العمل، ولا تفزع من أن تكون أفكارك غير معقولة، فكل الأفكار العظيمة بدأت كذلك.. ولا يمكنك التحكم فيما يحدث لك.
وأعتقد أنَّ الشيء الوحيد الذي يجعلك تحقق أهدافك في الحياة سواء كنت كاتبا، أو معلما، أو رياضيا، أو رجل أعمال، هو الإصرار، فإن لم ترق بنفسك من مرحلة الإنسان العادي سوف تبقى ضمن الناس العاديين؛ فإذا كانت لديك الرغبة في النجاح فقد حققتَ نصف هدفك، وإذا لم تكن لديك هذه الرغبة فقد حققت نصف فشلك، ومن الممكن أن تصاب بخيبة أمل إذا فشلت. فالنجاح ليس حظاً يساق إلى الإنسان، ولكنه استعداد وعمل، وإرادة وخلق، وقوة الخلق هي العامل الأول، هي عامل الاستمرار لنجاح العمل.
والناجحون والفاشلون لا يختلفون كثيرا في قدراتهم، إنما يختلفون كثيرا في رغبتهم في تحقيق الهدف والفرق الوحيد بين الناجح والفاشل هو أن الناجح يريد أن يحقق ما لا يريد الفاشل تحقيقه، والرجل الذي حمل جبلا، هو نفسه ذاك الرجل الذي بدأ بحمل الحجارة الصغيرة، وإن الذين هم في قمة الجبل لم يسقطوا هناك فجأة؛ فالمثابرة والإرادة والتحفيز هو ما جعلهم يبدأون؛ فالقرارات البسيطة التي نتخذها أنا وأنت، هي التي تصنع مصائرنا؛ فعليه اعط في عملك أكثر مما تحصل عليه بالمقابل، فالمسؤولية جزء من النجاح، والسر في النجاح يكمُن في تحويل اللاشيء إلى شيء عظيم.. وضع قلبك في كل عمل تقوم به مهما كان صغيرا.
علينا بالسعي إلى النجاح على أيِّ مستوى، وعلى من يرغب فيما يريد الوصول إليه أن يطبق ويسير وفق الوصايا التي سنها الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الحكيم. وهذه الوصايا ثابتة إلى يوم الدين، من طبقها ونفذها وصل إلى سر النجاح، هذه الوصايا لا تحابي أحداً ولا تعادي أحداً، لا تنظر إلى مستواك الاجتماعي أو رصيدك المالي أو وضعك الوظيفي فما تزرع تحصد؛ لأنَّ الشخصَ إذا أراد أن يقطف ثمار النجاح من بستان الحياة عليه أن ينتهج هذه الوصايا الحكيمة التي ستفجر جميع الطاقات الكامنة التي أوجدها الله سبحانه وتعالى فيه بداخله؛ مما يُمكنه من النجاح في هذه الحياة والوصول إلى الفلاح في الدارين؛ إذْ ما قيمة نجاح الدنيا إن كان في الآخرة خسران مبين!!
وأخيرًا.. أوصيكم ونفسي لنقتدي بالوصايا الني سنَّها الله -عزَّ وجلَّ- في محكم كتابه الكريم؛ فهي سر نجاحنا في الدارين.

* رئيس مجلس إدارة شركتي "النهضة المتقدمة الحديثة" (ش.م.م)، و"الولاء للتجارة المتكاملة" (ش.م.م)

 

تعليق عبر الفيس بوك